مؤلم .. بل ومحزن أن يجحد مجهولون من الجيل النابت جهود الرواد الذين بذلوا المال وسعوا بكل مالهم من وجاهة لتحقيق مشروع ثقافي، ولكن التيار المضاد بما له من سطوة خيب آمالهم التي عاشوا بقية عمرهم يأملون أن تتيح لهم الظروف المضي لتنفيذ مخططهم الثقافي الذي لم يستهدفوا منه ربحا ماديا وإنما كان دافعهم إنشاء نافذة ثقافية جديدة، ولكن لم يكن لتلك السطوة أن تخمد ولا تتراجع عن موقفها!! .. أي نعم أن يقال عن الشيخ أحمد السباعي إنه كان صاحب مشروع تجاري في الوقت الذي يشهد التاريخ أن السباعي ما فكر بإصدار جريدة (الندوة) أو مجلة (قريش) سعيا لربح مادي وإنما كان دافعه فتح نوافذ جديدة يطل منها الشباب بنتاجه الذي سيفتح لهم الطريق لأن يكونوا من رجال الفكر والأدب والصحافة. وحتى المسرح الذي يزعم من لا علم به بالتاريخ ولا برجاله أن الشيخ أحمد السباعي لم يكن صاحب قضية في مشروع المسرح وإنما كان صاحب مشروع تجاري متجاهلا المبالغ التي صرفها لإقامة المسرح بمبانيه ومدرجاته، والمبالغ التي بذلها لتدريب الشباب على الأداء المسرحي بواسطة الفنان الذي استقدمه من مصر لهذه المهمة، والمبلغ الذي دفعه لكاتب المسرحية لم يكن بهدف تجارة كما وأنه لم تكن هناك تذاكر لحفل الافتتاح الذي كان مقررا له أن يكون في أول أيام عيد الفطر المبارك بحضور أمير منطقة مكةالمكرمة يومذاك صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن سعود والذي قام بزيارة المسرح قبل يومين من موعد الافتتاح ولكن المفاجأة التي قهرت الشيخ السباعي هي المنع المباغت الذي تبلغه من معالي الشيخ عبد الله بلخير مدير الإذاعة والذي لم يقبل أي نقاش، بل وحتى عندما توجه الشيخ السباعي إلى جدة متكبدا مشاق السفر ضحى اليوم قبل الأخير من شهر رمضان لمراجعة الشيخ عبدالله بلخير اعتذر عن مقابلته وعندما حاول مقابلة الأمير فوجيء بسفره للرياض .. فهل يصح بعد هذا أن يقال: إن مشروع المسرح تجاري، وأن الشيخ السباعي لم يكن إلا متاجرا ؟؟ إن ما كتبته لم يكن علمي به بالسماع وإنما هو حصاد الواقع الذي عشته إلى جانب الشيخ السباعي رحمه الله . خافوا الله أيها الناشئة واسألوا صفحات التاريخ إن لم تكونوا تعلمون . السطر الأخير : إن الزرازير لما طار طائرها توهمت أنها صارت شواهينا [email protected]