أطلق معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور إياد مدني جائزة في المسرح باسم الرائد المسرحي أحمد السباعي وستوزع خلال الدورة الخامسة من المهرجان، وستقوم الوزارة بتشكيل لجنة تعمل على تحديد أهداف الجائزة وشروطها، وأشار إلى أن اختيار السباعي لتحمل الجائزة اسمه يأتي لأنه (الاسم الأول في المسرح السعودي، ولأنه كان رائداً وكان يملك قناعة بضرورة المسرح كجزء من الحياة)، كما أعلن مدني عن إقامة المهرجان كل سنتين في المرحلة الأولى على أن يصار إلى تنظيمه سنوياً . جاء هذا في الكلمة التي ألقاها في افتتاح المهرجان المسرحي السعودي الرابع. والمعروف أن الأستاذ السباعي يعتبر من أشهر كتابنا الاجتماعيين بل من الكتاب متعددي المواهب فقد كتب في الشأن العام معالجاً الكثير من الهموم والمشاكل الاجتماعية ومن أوائل من طالب بتعليم المرأة في المملكة فهو قمة في الثقافة ورائد كبير في أكثر من ميدان اقتحم ميدان القصة والكتابة الاجتماعية وميدان الإذاعة بالإضافة إلى طول الباع في الصحافة كمؤسس وكاتب دائب الجهد دافق العطاء. وينتمي الأستاذ أحمد السباعي إلى الجيل الذي نطلق عليه جيل الرواد لما قدمه في بعض نواحي الفكر والفن والحياة وفي صناعة الكلمة الجديدة الجريئة المنتزعة من الواقع والمتأثرة. له العديد من المؤلفات والإسهامات في التاريخ والقصة والرواية والنقد وأسس المسرح وقدم البرامج المنوعة في الإذاعة والتليفزيون. أسس صحيفة الندوة واسهم في عدة صحف سعودية وأجنبية ويعتبر عميد الصحافة في المنطقة الغربية كما أضاف استأذنا السباعي إلى المكتبة ما يزيد على خمسة عشر مؤلفاً وله مشاركات عديدة منها عضويته في جمعية الإسعاف عام 1355ه حتى عام 1356ه وكذلك فهو عضو في جمعية تشجيع الطيران عام 1356ه إلى عام 1358ه وخلال عام 1380ه شارك السباعي مع الوفد الذي هنأ رئيس جمهورية العراق بمناسبة عيد الثورة أثناء عهد عبدالكريم قاسم كما شارك في وفد المملكة في مؤتمر الأدباء العرب بالكويت ونال براءة تكريم الأدباء السعوديين أثناء المؤتمر الأول للأدباء السعوديين لتكريم الأدباء في 5/3/1394ه بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة وكذلك حصل على ميدالية الاستحقاق بنفس المؤتمر كما نال جائزة معالي الشيخ حسن الشربتلي على روايته (فكرة) عام 1368ه. شيخ الصحافة وقيل انه شاعر ولقب بشيخ الصحافة المتحرر نال على عطائه الغزير جائزة الدولة التقديرية في الأدب عن جدارة واستحقاق في دورتها الأولى لعام 1403ه ولد أحمد محمد أحمد السباعي بمكةالمكرمة في شهر ذي الحجة من عام 1323ه نشأ وتعلم في كتابها ومدارسها الأولى التي أسسها الشريف حسين بن علي ثم استظهر القرآن غيباً وانتقل إلى المدرسة الراقية بجبل هندي بمكةالمكرمة عشق القراءة فبدأ بالحسن البصري وسيف بن ذي يزن والظاهر بيبرس وبدائع الزهور ولقلة الكتب كان يعيد قراءة ما سبق أن قرأه ولأكثر من خمس مرات إعجابا بحوادثها أو سروراً بسهولة أسلوبها وذكر الأستاذ احمد السباعي في سفره (أيامي) ضمن سياق حديثه في فصل بين الصحافة والأدب قائلاً: ولعل في قصة التحاقي في ركاب الرعيل الأول ما يثير الضحك فقد تسامعت بخبر هذا النفر وكان يقصد الشباب الذين ظهروا مع ظهور صحيفة صوت الحجاز في 27 ذي القعدة 1350ه ومن بينهم محمد سرور الصبان وعبدالوهاب آشي ومحمد سعيد العامودي وجميل مقادمي وعمر عرب وحسين نظيف والذي قال أنهم يتحلقون حول الشيخ محمد سرور الصبان فقد كانت له مكتبة في الشارع اليوسفي لبيع الكتب الأدبية. نشأة المسرح بمكة وهكذا اهتم الأستاذ احمد السباعي بالمسرح فقد أسس مسرح قريش بمحلة البيبان بمكةالمكرمة اتفق مع مؤلفين ومخرجين وممثلين وجهز لهم ما يحتاجون له وكان ينوي عرض مسرحيتين ( فتح مكة ومسيلمة الكذاب) ولهذا كان السباعي رحمه الله يقول كنت أتمنى أن يكون عندنا مسارح ولهذا حاولت تأسيس مسرح خاص بمكةالمكرمة وقد حصلت على الإذن بعد أن طلبته ثم بنيت المسرح وفتحت للتمثيل مدرسة التحق بها كثير من الشباب كان الفرد منهم يتقاضى 200 ريال أثناء التعليم واستخدمت مخرجاً وأساتذة للتمثيل. وهيأت للمسرح كل ما يلزم لفن التمثيل ولكن هناك من وقفوا دون الفكرة حتى وقفت أو تأجلت. وقال عنه عبدالعزيز الرفاعي إن السباعي ابتنى مسرحاً لو أتيح له أن يعمل لكان مدرسة في التمثيل سدت حاجة الإذاعة والتلفزيون التي نلمسها الآن في هذا الجانب الفني أو سدت بعضها على الأقل. لفتة كريمة وصرح ل(لندوة نهاية الأسبوع) ابن الراحل الأستاذ أسامة أحمد السباعي رئيس تحرير الزميلة المدينة سابقاً والأستاذ بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة أن الوالد بذل جهداً طيباً في إنشاء باكورة المسرح السعودي الذي آمن به جيداً حيث كان نافذة طرح من المجتمع وإليه في هذا الوقت. وقال إن الوالد رحمه الله اقتحم العديد من الميادين الثقافية كمؤسس وكاتب وناقد حيث كان دائم المشاركات والمساهمات الفاعلة في كل ما يجول بالمجتمع آنذاك. وأضاف بتأسيس هذه الجائزة له من قبل معالي وزير الثقافة والإعلام الأستاذ إياد مدني لهو تشريف لصاحب الجائزة وأسرته وإننا إذ نوجه عرفاننا وشكرنا لمعالي الوزير على هذه اللفتة الكريمة.