في كل مناسبة يدور فيها الحديث عن المسرح وما له من أهمية في رصد أحداث التاريخ، وإشاعة الثقافة بين مختلف الناس، تعود بي الذاكرة لما كانت تقدمه مدرسة تحضير البعثات في احتفالاتها الأسبوعية من مسرحيات كان من أبطالها معالي الشيخ علي الشاعر ورصفائه من طلاب المدرسة ممن غابت أسماؤهم عن ذاكرتي بمضي الزمن الطويل. وليس هذا فحسب بل إنني مع استعادة ذلك التاريخ بأحداثه، لازلت أتذكر كم بذل وسعى أستاذ الأجيال وشيخ الصحافة المتحرر الأستاذ الكبير أحمد السباعي لإنشاء مسرح يقدم قصصا من التاريخ الإسلامي. أذكر وبالتفصيل كيف كان يتحدث وبسرور بالغ عندما حصل على الموافقة بإنشاء مسرح في مكةالمكرمة، عن دور المسرح وما سيقدمه من قصص إسلامية رصد التاريخ أحداثها، ثم انطلق في العمل لبناء المسرح، والسفر إلى القاهرة للتعاقد مع مخرج شهير يأتي به ليتولى تدريب الشباب من هواة التمثيل لأداء أدوار المسرحيات التي ستقدم في موسم العطلة الدراسية، وقد كتب أول مسرحية الأديب محمد عبدالله مليباري رحمه الله، وتمت إجازتها من المديرية العامة للإذاعة والصحافة والنشر، كما تم اختيار عدد من طلاب المدارس الثانوية للتدريب على أداء المسرحية الأولى. وبالفعل وصل المخرج وتم تدريب الشباب، وأقام الشيخ السباعي سهرة تم خلالها عمل البروفة الأخيرة للمسرحية التي تقرر أن تقدم خلال عيد الفطر المبارك من ذلك العام بتشجيع صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن سعود رحمه الله الذي حضر وشاهد البروفة الأخيرة ولكن ! أي نعم، ولكن.. وما أقسى كلمة ولكن فقد جرت الرياح بما لا تشتهي السفن، حيث لم يتحقق الحلم لصدور الأمر بإيقاف العرض، وضاعت الفرصة مثلما ضاعت كل الجهود والمصاريف التي تكلفها شيخنا الأستاذ أحمد السباعي تغمده الله برحمته. عادت بي الذاكرة لهذه الأحداث وأنا أقرأ للأديب المبدع الدكتور عصام خوقير المسرحيتين اللتين ضمهما كتاب واحد من إصدار نادي مكة الثقافي الأدبي، وعنوان الأولى هو : عيلة أنس. وعنوان الثانية هو : حمار قريتنا (مسرحية من فصل واحد) والواقع أن الأديب الدكتور عصام خوقير مبدع في كل ما صدر له من مسرحيات كتبها من قبل مثلما أبدع في كتابة هاتين المسرحيتين الأخيرتين اللتين تجسدان حقيقة القدرة على الإبداع الفني عند الدكتور عصام خوقير. غير أن لي ملاحظة جديرة بالاهتمام، وهي كثرة الأخطاء المطبعية في الكتاب رغم صغر حجمه. وأنتهزها فرصة لمطالبة وزير الثقافة والإعلام معالي الدكتور عبد العزيز خوجة أن يعيد ما كانت الوزارة تقدمه على مسرح التلفزيون من مسرحيات تعالج المشكلات الاجتماعية والقضايا المحلية بأسلوب مبسط خاصة وأن كتاب الروايات والمسرحيات قد أصبحوا كثرا وفي مقدمتهم الكاتب المبدع عصام خوقير الذي هو بحق شيخ الروائيين السعوديين في العصر الذي نعيش. آية : قال الله تعالى في سورة الحج: ( ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير ).. وحديث قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم : «خيركم من تعلم القرآن وعلمه». شعر نابض: يا ليل الصب متى غده أقيام الساعة موعده ؟. فاكس: 6671094 [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 158 مسافة ثم الرسالة