تكتسب زيارة صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل، وزير الخارجية إلى باكستان أهمية بالغة بحكم العلاقات التاريخية بين البلدين والظروف الإقليمية والدولية على المستويين العربي والإسلامي. هذه الزيارة التي باتت حديث الشارع الباكستاني السياسي والإعلامي، هي الأولى من نوعها منذ تولي حزب الرابطة الإسلامية بقيادة نواز شريف دفة الحكم في باكستان، وتأتي في إطار تعزيز العلاقات التاريخية والاستراتيجية، إذ تدرك المملكة ومعها باكستان أهمية التنسيق المتبادل في مختلف القضايا السياسية والأمنية، خصوصا أن البلدين يعتبران من الدول الرائدة في العالمين الإسلامي والعربي. وبكل تأكيد، ستسهم هذه الزيارة في وضع رؤية مشتركة للتعامل مع الأزمات التي تشهدها المنطقة، خصوصا الأزمة السورية التي تشكل هاجسا عالميا بامتياز لما بات لها من بعد أمني وأخلاقي، في ظل المجازر اليومية التي يرتكبها النظام بحق الشعب السوري. وبالطبع لن تغيب القضية الفلسطينية على محادثات (الفيصل شريف)، باعتبارها القضية المركزية عربيا وإسلاميا، وطالما كانت محور لقاءات البلدين طوال السنوات الماضية. إن هذه الزيارة، مؤشر واضح على أهمية التنسيق الثنائي حيال التطورات السياسية الجديدة على المنطقة عموما، خصوا من الناحية الأمنية، وليس سرا أن الملف النووي الإيراني يشكل يوما بعد يوم خطرا على أمن المنطقة عموما، خصوصا في ظل ضبابية النوايا الإيرانية في تنفيذ التزامات جنيف التي نصت على الحد من تخصيب اليورانيوم، وبالتالي سيكون لهذا الملف «المثير للجدل» نصيب من هذه المباحثات. لقد اعتادت المملكة العربية السعودية على استمرار التشاور مع أصدقائها في القضايا الإقليمية والدولية، في إطار تعزيز الثقة المتبادلة، وها هي تؤكد من جديد على ضرورة التنسيق الفاعل مع باكستان لمواجهة التحديات الأمنية والسياسية المقبلة على المنطقة. بما يخدم مصلحة البلدين.