الأردن تدين حرق قوات الاحتلال الإسرائيلي مستشفى كمال عدوان    رئيس الشورى اليمني: نثمن الدعم السعودي المستمر لليمن    مكي آل سالم يشعل ليل مكة بأمسية أدبية استثنائية    جازان تتوج بطلات المملكة في اختراق الضاحية ضمن فعاليات الشتاء    مدرب ليفربول لا يهتم بالتوقعات العالية لفريقه في الدوري الإنجليزي    الرويلي يرأس اجتماع اللجنة العسكرية السعودية التركية المشتركة    البرلمان العربي يدين حرق كيان الاحتلال لمستشفى بقطاع غزة    رئيس هيئة الأركان العامة يلتقي وزير دفاع تركيا    لخدمة أكثر من (28) مليون هوية رقمية.. منصة «أبشر» حلول رقمية تسابق الزمن    رينارد: مباراة العراق حاسمة ومهمة للتقدم في البطولة    وزير المالية اليمني ل«عكاظ» الدعم السعودي يعزز الاستقرار المالي لبلادنا    التركي فاتح تريم يصل إلى الدوحة لبدء مهامه مع الشباب    "جلوب سوكر" .. رونالدو يحصد جائزة "الهداف التاريخي"    البيت الأبيض: المؤشرات تؤكد أن الطائرة الأذربيجانية سقطت بصاروخ روسي    القبض على أطراف مشاجرة جماعية في تبوك    مدرب قطر يفسر توديع كأس الخليج    «سلمان للإغاثة» يوزع 526 حقيبة إيوائية في أفغانستان    ضبط 3 مواطنين في نجران لترويجهم (53) كجم "حشيش"    وزير «الشؤون الإسلامية»: المملكة تواصل نشر قيم الإسلام السمحة    خطيب الحرم: التعصب مرض كريه يزدري المخالف    مدرب اليمن يستهدف فوز أول على البحرين    الذهب يستقر وسط التوترات الجيوسياسية ويتجه لتحقيق مكاسب أسبوعية    دار الملاحظة الأجتماعية بجازان تشارك في مبادرة "التنشئة التربويه بين الواقع والمأمول "    الفرصة لا تزال مهيأة لهطول الأمطار على معظم مناطق المملكة    مآل قيمة معارف الإخباريين والقُصّاص    الصندوق السعودي للتنمية يموّل مستشفى الملك سلمان التخصصي في زامبيا    مهرجان الرياض للمسرح يبدع ويختتم دورته الثانية ويعلن أسماء الفائزين    إحالة 5 ممارسين صحيين إلى الجهات المختصة    سورية الجديدة.. من الفوضى إلى الدولة    أميّة الذكاء الاصطناعي.. تحدٍّ صامت يهدد مجتمعاتنا    99.77 % مستوى الثقة في الخدمات الأمنية بوزارة الداخلية    عبقرية النص.. «المولد» أنموذجاً    مطاعن جدع يقرأ صورة البدر الشعرية بأحدث الألوان    اجتثاث الفساد بسيف «النزاهة»    خادم الحرمين يهنئ رئيس المجلس الرئاسي الليبي بذكرى استقلال بلاده    نائب أمير مكة يفتتح ملتقى مآثر الشيخ بن حميد    «كليتك».. كيف تحميها؟    3 أطعمة تسبب التسمم عند حفظها في الثلاجة    فِي مَعْنى السُّؤَالِ    ليندا الفيصل.. إبداع فني متعدد المجالات    122 ألف مستفيد مولهم «التنمية الاجتماعي» في 2024    دراسة تتوصل إلى سبب المشي أثناء النوم    ثروة حيوانية    تحذير من أدوية إنقاص الوزن    رفاهية الاختيار    5 مشاريع مياه تدخل حيز التشغيل لخدمة صبيا و44 قرية تابعة لها    ضرورة إصدار تصاريح لوسيطات الزواج    حرس الحدود بجازان يدشن حملة ومعرض السلامة البحرية    اختتام دورات جمعية الإعاقة السمعية في جازان لهذا العام بالمكياج    وزير الدفاع وقائد الجيش اللبناني يستعرضان «الثنائية» في المجال العسكري    وزير الخارجية يصل الكويت للمشاركة في الاجتماع الاستثنائي ال (46) للمجلس الوزاري لمجلس التعاون    بلادنا تودع ابنها البار الشيخ عبدالله العلي النعيم    حلاوةُ ولاةِ الأمر    46.5% نموا بصادرات المعادن السعودية    ما هكذا تورد الإبل يا سعد    التخييم في العلا يستقطب الزوار والأهالي    منتجع شرعان.. أيقونة سياحية في قلب العلا تحت إشراف ولي العهد    نائب أمير منطقة مكة يطلع على الأعمال والمشاريع التطويرية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الملك الفارس في جولاته.. قطع الأميال.. وعبر القارات.. وحمل على عاتقه وحدة الصف العربي
«الرياض» ترصد أهم زيارات خادم الحرمين الشريفين..
نشر في الرياض يوم 06 - 08 - 2005

تبوأت المملكة العربية السعودية مكانة مرموقة في المحافل العالمية والأوساط الدولية.. باعتبارها من الدول التي ملكت مقومات على أكثر من صعيد فعلى ترابها يتواجد الحرمان الشريفان اللذان يعطيانها الثقل الإسلامي الأبرز.. فأضحت بذلك من أكبر المناصرين لقضايا المسلمين.
وباعتبار المملكة من أكبر مصدري النفط عالمياً غدت واحدة من دول العالم الأكثر تأثيراً في المنطقة والأوساط العالمية.
ولأن المملكة تمتلك هذا الموقع المهم على الخارطة الدولية فقد استندت علاقاتها مع بقية دول العالم على سياسة راسخة ومبادئ واضحة مرتكزة على احترام سيادة الدول واستقلالها ووحدة أراضيها.. وعدم السماح لأي دول سواء كانت قريبة أو بعيدة بالتدخل في الشؤون الداخلية وكذلك احترام المواثيق والمعاهدات الدولية والسعي لحل كل ما ينشأ من منازعات بينها وبين الدول الأخرى بحلول سلمية.. وصولاً إلى تعزيز التعاون والتفاهم بين كل دول الأسرة الدولية لحفظ السلام والأمن الدوليين.
والدبلوماسية السعودية شهدت بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز انطلاقة كبرى.. فقد تميزت بسجل حافل من الحكمة والوقار في جيمع اتصالاتها بدول العالم وفي علاقاتها الخارجية وروابطها مع العالم.
خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وضع المملكة في خدمة القضايا العربية وفي طليعتها قضية الشرق الأوسط.. فتبنى عربياً سياسة ثابتة ومبدئية مشدداً على ترسيخ التضامن العربي.. فدعم الملك عبدالله دول المواجهة دعماً غير محدود لتعزيز صمودها.. فاتخذ إزاء القضية الفلسطينية موقفاً ثابتاً.. وكانت قضية القدس شغله الشاغل وإصراره على ضرورة انسحاب إسرائيل من جميع الأراضي المحتلة.. حتى إنه أصدر مبادرته الشهيرة في هذا الإطار.. والتي أجمع عليها القادة العرب في قمة بيروت فباتت المبادرة مرجعية لكل آفاق السلام المنشود في المنطقة.
أما خليجياً اعتمد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز استراتيجية واضحة المعالم في أن يكون الخليج بحيرة أمن وسلام وأن تكون القضايا العربية في هذه المنطقة بيد أصحابها ومسؤوليتها مسؤولية عربية بحتة.
فأسهم الملك عبدالله إسهاماً كبيراً في توطيد دعائم مجلس التعاون لدول الخليج العربية لخدمة مصالح شعوبه المشتركة.
وعلى الصعيد الدولي حرص خادم الحرمين الشريفين على أن تبقى المملكة بدورها المؤثر في السياسة الدولية وذلك بوفائها لتعهداتها وصداقاتها.. وكذلك بإيمانها بمفاهيم السلام والمصالح المتبادلة وتحقيق السيادة والسلام والوقوف بجانب الحق والعدل دوماً.
للمملكة دور بارز ورائد وتاريخي، وقيادة مؤثرة وفاعلة في قضايا العالمين العربي والإسلامي.. ووزن نافذ ومقدر في الوسط الدولي.. فعلاقات المملكة الخارجية مع الدول العربية والصديقة ممتازة وراسخة، لها امتداداتها وأبعادها الحضارية وجذورها الفكرية، التي ترفدها على الدوام بما يثري تلك العلاقات ويعمقها أكثر وأكثر ولتحقيق المصالح المشتركة لكل الشعوب العربية سعى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز عبر كل جهد لتطوير العلاقات العربية وتحقيق التضامن العربي، والعمل العربي المشترك لمواجهة كل التحديات التي تواجه الأمة العربية.. وحاول الملك عبدالله تفعيل العلاقات من وقت لآخر.. كلما اقتضت الضرورة والحق القضايا عبر ما يعرف بدبلوماسية «القمة» والزيارات المتبادلة، والقمم المصغرة لتطوير هذه العلاقات، واعطائها دفعة قوية في سبيل وحدة الصف وتحقيق الاجماع العربي.
وتأتي زيارات خادم الحرمين الشريفين إلى الدول العربية الشقيقة تأكيداً لتلك المعاني.. فالملك عبدالله بن عبدالعزيز يحتل موقعاً خاصاً ومرموقاً في الساحة العربية والعالمية.
وزيارات خادم الحرمين الشريفين إلى الدول العربية كثيرة ومتعددة ولكننا سنقف عند زياراته لبعض البلدان العربية والاجنبية لاستكشاف المواقف ومعرفة الادوار التي قام بها.
التنسيق متواصل مع القيادة السورية
سوريا في قلب الملك عبدالله
سوريا، لها مكانة خاصة في قلب خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز.. فهو يزورها باستمرار للتنسيق والتشاور ومواجهة المستجدات.. فزيارات جلالته إلى دمشق ولقائه بالرئيس بشار الاسد والقادة السوريين تأتي دعماً لخط الاستنهاض القومي الذي تدعو له المملكة وتبذل في سبيله كل الطاقات المتاحة، خاصة في الوقت الذي تصعد فيه اسرائيل عمليات الاستيطان الإسرائيلي وتوجه الضربات للشعب الفلسطيني. وهي تأكيد ومسعى لتوحيد العرب، وحشد الطاقات وتأكيد للثوابت القومية وأسس السلام العادل وهي تعبر عن مواقف المملكة ازاء شقيقاتها العربيات، وهي المواقف الهادفة إلى الوحدة فزيارات خادم الحرمين الشريفين المتعددة إلى سوريا كان لها تأثيراتها وايجابياتها الطيبة باتجاه تصليب الموقف العربي.. وضمان وحدته على أسس الحق والمطالب العربية العادلة والتطلعات القومية، وحماية الوجود العربي ومصير ومستقبل الأمة.
المغرب محطة مهمة لخادم الحرمين
تردد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على المغرب مرات عديدة.. فكانت الزيارة الأولى في 24 جمادى الأول 1405ه للمشاركة في مؤتمر القمة العربي الطارئ.
كما قام الملك عبدالله بزيارة رسمية للمغرب حيث ترأس وفد المملكة إلى مؤتمر القمة الإسلامي السابع في الدار البيضاء في 13 رجب 1415ه ، وهي تندرج في سبيل دعوة المملكة المستمرة في توحيد الصف العربي والإسلامي.
وفي هذا الإطار ومبادرة كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ثم إنشاء مؤسسة الملك عبدالعزيز آل سعود للدراسات والعلوم الإنسانية في المغرب، كصرح من صروح العلم والفكر.
وقام جلالته بزيارات متعددة للمغرب والتقى خلالها الملك محمد السادس وبحث معه قضايا الشرق الأوسط والعالمين العربي والإسلامي والعلاقات الثنائية التي تهم البلدين.
خادم الحرمين الشريفين مستقبلاً الرئيس المصري
يزور مصر.. في المنعطفات الخطرة التي تمر بالأمة
في كل المراحل التي يمر بها العالم العربي بمنعطفات خطيرة، تكون مصر مقصد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وعندما تتعرض فيها قضايا العرب لتحديات تمس جوهرها، فمصر تكون أول الدول التي يزورها الملك عبدالله لتأكيد المواقف السعودية في دعمها لقضايا الأمة العربية، في صراعها ضد المطامع الإسرائيلية التوسعية، ولتثبيت الحق العربي.
وزيارات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز إلى مصر تأتي في ظروف بالغة الدقة والحساسية تمر معها الأمة العربية، ويتحدد على أساسها مصيرها خلال سنوات طويلة قادمة.. أهمها تحديات السلام، ومحاولات إسرائيل التخلص من الاتفاقات الموقعة مع الفلسطينيين ثم التحدي الأكبر وهو مستقبل العلاقات العربية في ظل ظروف دولية، تفرض تنسيق الجهود على المستوى السياسي وتأكيد التضامن العربي في مواجهة تحديات العصر.
وأتت زيارات خادم الحرمين الشريفين إلى مصر أما لحضور اجتماع القمة الثلاثي بشرم الشيخ مع الرئيس المصري حسني مبارك والرئيس السوري بشار الأسد أو الاجتماع بالرئيس المصري لبحث العلاقات الثنائية بين البلدين.
لبنان.. زاره المليك
كأرفع مسؤول سعودي
لعبت المملكة العربية السعودية دوراً كبيراً في وقف نزيف الدم العربي في لبنان، ووقف مخاطر الحرب الاهلية التي دامت سنوات طوال.. وتمكنت المملكة بدبلوماسيتها المعروفة والمقبولة من دعوة جميع أطراف الحرب الاهلية في لبنان إلى المملكة، وتوجت كل تلك الجهود باتفاق الطائف، الذي كان الاساس العملي والفعلي لمولد لبنان الجديد.. ومنذ اندلاع الحرب كانت المملكة تتحرك دون كلل أو ملل.. لاطفاء نار الفتنة ورأب الصدع وكانت منحازة إلى لبنان الاوحد الموحد، لبنان السلام والاستقرار.
ويجمع المراقبون ان المملكة قد لعبت أكبر الأدوار في سبيل انجاح اتفاق الطائف، وفي تكريسه للواقع السياسي، وفي اعادة الاستقرار والأمان إلى لبنان.. فزيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للبنان وهو أرفع مسؤول سعودي يزور لبنان منذ زيارة الملك الراحل فيصل من العام 1971م، جاءت لتعكس اهتمام المملكة بلبنان وعودة الأمن والاستقرار له، وتعزيز مسيرة السلم في ربوعه، وترسيخ وحدته الوطنية وتحريره من الاحتلال الإسرائيلي.
والزيارة التي قام بها الملك عبدالله لها مدلولاتها لتأكيد البقاء إلى جانب لبنان في مواقفه وكذلك تأكيد على الثوابت العربية في بذل المجهود الكبير لدعم نضال لبنان حكومة وشعباً لتحرير الأرض في الجنوب والبقاع وأيضاً مباركة سعودية لانجازات الوفاق الوطني.
وفي 26 مارس 2002م قام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بزيارة لبنان للمشاركة في مؤتمر القمة العربية الرابعة عشرة حيث كانت المبادرة السعودية الموضوع الاساسي للقمة والتي عرفت باسم «قمة المبادرة التاريخية» حيث تنص على اقامة علاقات عادية مع (اسرائيل) مقابل انسحابها من كل الاراضي التي احتلتها عام 1967م، وقبول قيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة.
الملك عبدالله في المملكة المتحدة
جاءت زيارات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الى بريطانيا تكريساً للعلاقات السعودية البريطانية الوثيقة والمتميزة بالتفاهم والتبادل التجاري.
وقد التقى الملك عبدالله بن عبدالعزيز خلال تلك الزيارة بالمملكة اليزابيث، التي اصطحبته الى حفل سباق خيل (اسكوت) الشهير، وتحادث جلالته مع رئيسة الوزراء آنذاك السيدة مارجريت تاتشر.
فزيارة الملك عبدالله الى بريطانيا هي توطيد لتلك العلاقة، خاصة وان ركائز العلاقة بين الدولتين تقوم على الاحترام المتبادل بمعنى ان البريطانيين اكثر تفهماً وتقديراً للسياسة السعودية ودورها في العالمين العربي والاسلامي، كما ان السعوديين يعرفون مدى اهمية الدور البريطاني في الساحة الدولية.
زيارته لإيرلندا..
كانت إيرلندا المحطة الثانية في زيارة الملك عبدالله بن عبدالعزيز بعد بريطانيا عام 1404ه، وهي لا تقل أهمية عن زيارته للندن، خصوصاً أنها الزيارة الأولى لشخصية سعودية كبرى إلى جمهورية إيرلندا وأهمية الزيارة نابعة من أن للإيرلنديين موقعاً إيجابياً بشكل مستمر في دعم القضية الفلسطينية، كما أن إيرلندا رفعت حجم تجارتها مع الدول العربية، وخصوصاً دول الخليج العربية التي تنامت بشكل كبير.
زيارة الملك لتركيا
وفي إطار زياراته العديدة لدول العالم أجرى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز خلال زيارته الرسمية لتركيا محادثات مع الرئيس التركي كنعان أفرين ورئيس الوزراء آنذاك تورغوت أوزال وقد تطرقت المحادثات إلى عدد من المواضيع الثنائية والإقليمية والدولية، وفي تلك الزيارة أكد الملك عبدالله على ضرورة العمل الإسلامي المشترك.
شيراك مستقبلاً الملك عبدالله في قصر الاليزيه
فرنسا.. وأربع زيارات للملك
باريس فيها تشكل واكتمل إطار الحضارة الأوروبية وفي منتدياتها وصالوناتها تبرعمت وازدهرت، وأثمرت مذاهب أوروبا السياسية والاجتماعية والاقتصادية وأرسيت فيها أسس الديمقراطية الغربية.. كل ذلك شكل دور باريس وفرنسا الحضاري لا في أوروبا فقط بل في كافة أقطار العالم.
اتسمت العلاقات السعودية - الفرنسية بوشائج قوية تقوم على مبدأ المصالح المشتركة والاحترام المتبادل أرسى دعائمها ذلك اللقاء التاريخي الذي جمع الملك فيصل والرئيس الفرنسي شارل ديجول في عام 1967م.
وكانت زيارات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لفرنسا التي بدأها في يناير 1985م بمثابة حوار بين الشرق والغرب، بين الشرق المسلم والغرب المسيحي، وبحث مجالات التعاون والتفاهم بين الدولتين وبين الحضارتين فالمصالح المشتركة التي تربط بين العالم العربي وأوروبا واحدة.
كما قام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بثلاث زيارات أخريات لفرنسا كان آخرها في 13 أبريل من العام الجاري، حيث أجرى محادثات مع الرئيس الفرنسي جاك شيراك تركزت أساساً حول ملف الشرق الأوسط المتصل بالعملية السلمية ومفهوم الشراكة الاستراتيجية.
الملك عبدالله والرئيس بوش
حوار صريح مع القيادة الأمريكية
المملكة منفتحة في علاقاتها مع كل دول العالم، ووزنها السياسي والاقتصادي جعلها تقيم علاقات متينة مع الدول الكبرى وفق أسس تقوم على الندية، وتبادل المصالح المشتركة، فالعلاقات التجارية والاقتصادية أصبح لها أهميتها في عالم اليوم، والمملكة ترتبط بعلاقات استراتيجية ممتازة مع الولايات المتحدة الأمريكية تعود جذورها لأكثر من نصف قرن منذ اللقاء التاريخي الذي جمع بين الملك عبدالعزيز والرئيس الأمريكي الأسبق فرانكلين روزفلت عام 1945م، وزيارات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز إلى واشنطن تندرج تحت هذه الأبعاد والمعاني.
ووجدت زياراته اهتماماً كبيراً على المستوى الرسمي والشعبي في الولايات المتحدة، نظراً لما تحظى به المملكة من احترام دولي، أساسه سلامة توجهها واسهامها في تعزيز السلام والاستقرار الدولي.
فعقد عدة اجتماعات مع الرئيس الأمريكي جورج دبليوم بوش لبحث الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والأراضي العربية المحتلة وما يتعرض له شعب فلسطين من قتل وتدمير لمنشآته على أيدي القوات الإسرائيلية، وضرورة ايقاف سفك الدم الفلسطيني وإقامة دولة فلسطينية على ترابها الوطني وعاصمتها القدس.
وقد نقل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز صورة واضحة للوضع المتردي في منطقة الشرق الأوسط ووجوب ايجاد وسيلة لاحلال السلام العادل والسلام في المنطقة.
وعرض جلالته المبادرة العربية لاحلال السلام التي اطلقها وأقرها وتبناها مؤتمر القمة العربي الذي عقد في بيروت.
آفاق جديدة نحو الصين..
لقيت جولة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمية التي زار فيها أهم دول الغرب والشرق ذات التأثير السياسي والاقتصادي العالم وهي: «بريطانيا، فرنسا، الولايات المتحدة، الصين، اليابان، كوريا الجنوبية وباكستان» اهتماماً واسعاً على كافة الاصعدة السياسية والاقتصادية والاعلامية في تلك الدول، ولقي جلالته حفاوة بالغة واهتماماً كبيراً يعكس المكانة المرموقة للمملكة وثقلها على الساحة الدولية.
وفي بكين التي وصلها في 14/10/1998م، وهي المحطة الرابعة في جولته العالمية اجرى محادثات رسمية مع رئيس مجلس الدولة الصيني نشور دنفجي، الذي اشاد بالدور الريادي الذي تقوم به المملكة، فيما يقدر الشعب الصيني لجلالته هذه الزيارة التي تعد الزيارة الاولى لمسؤول سعودي كبير.
وفي ختام زيارته إلى الصين عبر البلدان عن قلقهما الشديد ازاء المأزق المستمر لعملية السلام في الشرق الأوسط، واعادا التأكيد على المبادئ والأسس التي استندت عليها عملية السلام خصوصاً مبدأ الارض مقابل السلام.
واعرب الجانبان عن ارتياحهما للاتجاه التصاعدي لحجم التبادل التجاري وضرورة زيادته والتوقيع على مذكرة تفاهم واكدا على أهمية استقرار السوق البترولية للاقتصاد العالمي.
اليابان تعزيز الشراكة
حظى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز باهتمام بالغ لدى زيارته إلى اليابان التي وصلهما في 21/10/1998م، وشهدت زيارته نشاطاً حافلاً ومكثفاً حرص اليابانيون على الاهتمام بالزائر الكبير رغم انشغالهم بمؤتمر عالمي تحضره (82) دولة و(40) من المنظمات الدولية.
التقى الملك عبدالله بامبراطور اليابان اكهيتو وولي عهده الأمير نارو هيتو، وأجرى محادثات رسمية مع رئيس الوزراء الياباني كيزو ابونشي في قصر الكاساكا في طوكيو، ووقع على إعلان مشترك بشأن التعاون بين المملكة واليابان، وأكد الجانبان رغبتهما المشتركة في بناء علاقات اقتصادية واسعة النطاق من شأنها زيادة حجم التجارة والاستثمار بين البلدين.
وزار كوريا الجنوبية..
زار خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في 23/10/1998م كوريا الجنوبية، وكانت هي المحطة السادسة في جولته العالمية، وأجرى مباحثات رسمية مع رئيس وزراء كوريا الجنوبية كيم جونج بيل، جرى خلالها تبادل بحث العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها في المجالات الاقتصادية والتجارية، كما جرى استعراض الوضع في الشرق الأوسط ومختلف القضايا على الساحة العربية والدولية.
استقبال تاريخي لجلالته
في باكستان
استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لدى زيارته لباكستان في 25/10/1991م، استقبالاً تاريخياً حافلاً.
وعلى طول الطريق الذي سلكه موكب خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز من مطار لاهور إلى مقر إقامته كان هناك استقبال شعبي وجماهيري كبير تجسدت فيه مظاهر المحبة التي يكنها الشعب الباكستاني المسلم لخادم الحرمين الشريفين.
وأجرى الملك عبدالله محادثات رسمية مع رئيس الوزراء الباكستاني آنذاك محمد نواز شريف تناولت سُبل تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين، وبحث قضايا السلام في الشرق الأوسط والوضع في أفغانستان والعلاقات الهندية الباكستانية لا سيما مسألة كشمير.
واتفق الطرفان على أن إقامة الأمن والسلام في جنوب آسيا يتطلب عدم استخدام القوة في تسوية المنازعات.
وفي 19 أكتوبر من العام 2003م زار خادم الحرمين الشريفين باكستان بعد ما حضر القمة الإسلامية في كوالالمبور وبحث مع الرئيس الباكستاني برويز مشرف سبل التعاون.
أذاب الجليد مع إيران..
أسهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لدى زيارته لجمهورية إيران الإسلامية في التاسع من شعبان 1418ه للمشاركة في مؤتمر القمة الإسلامية الثامنة بالعاصمة الإيرانية طهران إسهاماً بارزاً في أعمال القمة، حيث شكل خطابه الذي ألقاه في المؤتمر أهم محاور ومداولات المؤتمر الرئيسية، واستعرض أهم القضايا والتحديات التي تواجه الأمة الإسلامية، ودعا قادة الدول الإسلامية إلى رأب الصدع وجمع شمل الأمة الإسلامية، وتعزيز التضامن الإسلامي بين الشعوب.
وأجرى الملك عبدالله خلال زيارته لطهران محادثات مهمة مع الرئيس الإيراني محمد خاتمي والرئيس الأسبق هاشمي رفسنجاني، تناولت القضايا الثنائية بين البلدين وتطوير التعاون وسبل تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.
وفي موسكو حيث التقى الرئيس بوتين
زيارته لروسيا.. بداية جديدة
انجز خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز خطوة مهمة على طريق تطوير العلاقات السعودية الروسية من خلال زيارته التاريخية المهمة إلى العاصمة الروسية موسكو التي وصفتها التعليقات الرسمية والإعلامية بأنها كانت زيارة ناجحة وفعالة في مختلف الاتجاهات التعاونية سياسياً واقتصادياً، يمكن القول بكل ثقة ان الزيارة الناجحة التي قام بها الملك عبدالله إلى موسكو والمباحثات الفنية متعددة الجوانب التي أجراها مع الرئيس الروسي وكبار المسؤولين الروس تركت اثراً كبيراً، فأكد الجانبان السعودي والروسي على التفاهم والتنسيق المتبادل.
زيارته إلى النمسا
حظيت الزيارة التاريخية التي قام بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز إلى النمسا خلال الفترة من 31 مارس إلى 12 أبريل باهتمام رسمي وشعبي بالغ.
فقد حققت الزيارة نتائج مثمرة ومباشرة كما أنها تركت آثاراً إيجابية بعيدة المدى.
الملك عبدالله اثناء لقائه بشرويدر
وزار ألمانيا
كان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يحمل مسؤولية وضع المملكة في مركز متقدم على الصعيد الدولي وخصوصاً في إقامتها علاقات مع دول صناعية كبرى فزار الملك عبدالله المانيا وبحث مع المستشار الألماني سبل دفع العلاقات الثنائية وتباحث معه عن الوضع في الشرق الأوسط وسبل دفع عملية السلام.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.