يعقد المجلس الأعلى للدفاع في لبنان اجتماعا استثنائيا صباح اليوم في القصر الجمهوري في بعبدا بحضور رئيس الجمهورية ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي بينما تواصل «قوى 14 آذار» مشاوراتها مع الرئيس سعد الحريري بشأن جريمة اغتيال مستشار الرئيس سعد الحريري للشؤون الديبلوماسية وزير المال السابق الدكتور محمد شطح والذي تتجه اصابع الاتهام في مقتله الى حزب الله في انفجار سيارة مفخخة استهدفت موكبه في محلة «ستاركو» في وسط بيروت، أودى أيضا بحياة 6 أشخاص آخرين وأدى الى جرح أكثر من سبعين آخرين في حصيلة أولية، بينهم عدد من «الحالات الحرجة». وشطح هو الشخصية التاسعة من قوى 14 آذار التي تتعرض للقتل منذ العام 2005، تاريخ مقتل رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري، والد سعد الحريري. وتضاربت المعلومات الأولية، عن نوع السيارة المفخخة وكانت مصادر امنية افصحت ان السيارة من نوع «هوندا» مسروقة كانت متوقفة في المكان وانفجرت قرابة العاشرة الا عشر دقائق وأدت الى وقوع عدد كبير من الضحايا، وسادت بلبلة على مدى ثلاثين دقيقة قبل أن يتبين أن المستهدف في الانفجار هو الوزير الأسبق محمد شطح الذي كان متوجها الى «بيت الوسط» للمشاركة في اجتماع تعقده «قوى 14 آذار» كان مخصصا لترجمة مقررات «اعلان طرابلس». وقدر مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر الذي حضر الى المكان، زنة العبوة بنحو خمسين الى ستين كيلوغراما من مادة ال «تي ان تي». وندد رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان بالجريمة داعيا اللبنانيين، قيادات ورأيا عاما، الى التضامن والتكاتف والمساعدة في تشكيل حكومة جديدة تتولى مسؤولياتها الوطنية في هذه المرحلة. وتلقى سليمان سلسلة اتصالات من مسؤولين عرب واجانب ابرزها من الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند مستنكرا هذا العمل الاجرامي، وداعيا اللبنانيين الى التضامن للحفاظ على استقرار بلدهم. وأصدر الرئيس سعد الحريري بيانا قال فيه «إنها رسالة إرهابية جديدة لنا، نحن أحرار لبنان في تيار المستقبل وقوى 14 آذار». وأضاف: «إرهابيون وقتلة ومجرمون يواصلون قتلنا كما قتلوا رفيق الحريري وكل شهداء انتفاضة الاستقلال»، في اشارة ضمنية الى حزب الله . وقال الحريري: «الذين اغتالوا محمد شطح هم الذين اغتالوا رفيق الحريري، والذين يريدون اغتيال لبنان وتمريغ أنف الدولة بالذل والضعف والفراغ. المتهمون بالنسبة لنا، وحتى إشعار آخر، هم أنفسهم الذين يتهربون من وجه العدالة الدولية». واعتبر رئيس مجلس النواب نبيه بري أنه «مرة جديدة يضرب الارهاب لبنان ومستقبل لبنان وليس تيار المستقبل فحسب». واعتبر الرئيس نجيب ميقاتي، ان «الاغتيال استهدف شخصية سياسية معتدلة وراقية آمنت بالحوار ولغة العقل والمنطق وحق الاختلاف في الرأي». ودان الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة تمام سلام الجريمة ووصفها بأنها عمل ارهابي يهدف الى ضرب الاستقرار وايقاع الفتنة بين اللبنانيين، ويستدعي من اللبنانيين اقصى درجات الوحدة الوطنية. كما ادان الامين العام للامم المتحدة والجامعة العربية ومجلس الامن الجريمة وقال بان كي مون في بيان «الدكتور شطح كان صوتا لا يكل للتسامح والتنوع والاعتدال... وفاته خسارة فادحة للبنان وتذكرة بالحاجة الى وضع نهاية للإفلات من العقاب». وفي بيان منفصل عبر مجلس الامن الدولي عن «ادانة تامة لأي محاولة لزعزعة استقرار لبنان من خلال الاغتيالات السياسية» وطالب المجلس «بوقف فوري لاستخدام الترويع والعنف ضد الشخصيات السياسية».