لم تعد أحلام وأمنيات فتيات اليوم كما كانت لدى فتيات الأمس، حيث أصبحت أولويات الطالبات الجامعيات تتجاوز حلم الارتباط ودخول عالم الحياة الزوجية. وترى مجموعة منهن أنه من شبه المستحيل التوفيق بين الدراسة والزواج الذي يمثل مسؤولية تتطلب الكثير من الجهد والوقت. وفي ذات الوقت يعتبرن الحياة المهنية أهم عامل للاستقرار لما توفره من الاعتماد على النفس وتحمل المسؤولية والاحساس بالأمان. فالطالبة بكلية الطب آيات السويلم تقول إنها تحلم منذ الطفولة بارتداء سماعات الطبيب وتشخيص حالات المرضى والعمل في واحدة من أكبر المستشفيات. وتشير الى أنها تدرس الآن في المستوى الثالث ولا تفكر اطلاقا بالارتباط في الوقت الحالي حتى لا يعيقها عن تحقيق حلمها. كما أن الزواج يتطلب نضجا كافيا، واستعدادا وقدرة على استيعاب الدور الاجتماعي المطلوب من الزوجة والأم. وتشاركها الرأي بسمة ط، المستوى الأول تربية خاصة، قائلة أرفض فكرة الارتباط خلال الدراسة الجامعية لعدة أسباب أبرزها أن الشباب لا يعون مسؤوليتهم، ما قد يشكل قيدا وعبئا على الفتاة في مرحلة تحصيلها الدراسي. وتضيف أحب دراستي جدا ولا أرغب في قطعها لأي سبب كان. وأحلم بعد التخرج من الجامعة بإقامة مشروع لتصميم العباءات النسائية الشرقية واعتقد أنه سيدر علي أموالا تكفي لمستلزماتي الخاصة . أما سميرة عابس، المستوى الثاني لغة انجليزية، فتقول تطلعات فتاة اليوم تختلف عن تطلعات فتاة الأمس من نواحي التعليم الجامعي واقتحام ميدان العمل. فأنا أكبر همومي هو مواصلة تعليمي، ومن ثم التخرج ودخول المجال المهني. وأرى في الارتباط في الوقت الحالي عائقا لأحلامي. ومن يتقدم للزواج مني عليه أن يبحث عن فتاة غيري إذا اشترط تركي الدراسة أو الوظيفة. وكذلك لا تفكر أماني عايض في الزواج الآن، وتقول إن حلمها هو المشاركة الفعالة في المجتمع وتتمنى أن تصبح مدربة ومستشارة اسرية ومعتمدة تقدم دورات ومحاضرات تثقيفية للفتيات. لكن لسلوى محمد، مستوى أول جغرافيا، رأي مغاير يتمثل في أن الارتباط قد يكون حلا للفتاة لممارسة حريتها نوعا ما دون تدخل من العائلة. وتقول اهتم بالقراءة والكتابة خاصة كتابة القصص القصيرة والروايات والقصائد النثرية واعتبرها نوعا من التنفيس وحرية املكها حسب الامكانيات المتاحة، رغم أنها لم تخرج من صندوق مذكراتي ولم تر النور بعد، وحلمي هو أن أقوم بطباعتها في كتيبات لكن تواجهني صعوبات مادية اضافة الى عدم الدراية الكافية بهذا الامر. وأتمنى أن تخصص الأندية الأدبية دورات تعليمية او تدريبية لزيادة وتنمية مهارات الجيل الناشئ والمعني بالفكر والادب. وتنظر أنوار المدني، مستوى ثالث دراسات اسلامية، للموضوع من زاوية أخرى. فهي ترى أن للزواج ايجابيات كثيرة منها تحصين الفتاة ضد الأهواء والعلاقات الوهمية الكاذبة خاصة في ظل هذا العصر المنفتح، وتقول إن الارتباط الزوجي يولد لدى الفتاة ثقة في النفس ويكون داعما لتقدمها في مسيرتها الحياتية. وعن أحلامها تشير الى أن في مقدمتها اكمال نصف دينها وتكوين أسرة مستقيمة. كما تحلم بإكمال مسيرتها التعليمية بتفوق، والالتحاق بدور تحفيظ القرآن الكريم وحفظ كتاب الله كاملا، ومن ثم تدريسه والحصول على الأجر والثواب في الدنيا والآخرة.