غاب الوهج عن سمكة أبحر الشمالية واعتلاها الصدأ وبدت كأنها تسبح في بحر النسيان، بعد ان كانت من العلامات المميزة في كورنيش جدة، فيما دعا مختصون في البيئة إلى ضرورة صيانة هذه السمكة أو إزالتها لأن تركها هكذا يساهم في تشويه كورنيش عروس البحر الاحمر. وأجمع مختصون في الحراك البيئي أن ترك السمكة دون إعادة الرونق لها يساهم في انطفاء جماليات الكورنيش داعين في نفس الوقت إلى ضرورة اعادة الروح لمجسم سمكة ابحر جدة التي تعتبر من معالم الكورنيش الشمالي، لافتين الى ان تركها دون اضفاء الجماليات عليها يعكس صورة مشوهة على جمال الكورنيش. وفي هذا السياق يرى الخبير البيئي المعروف الدكتور عبدالرحمن كماس، أن سمكة ابحر تعد من المجسمات الجمالية التي تعكس صورة رائعة عن الكورنيش الشمالي الا انها وللأسف الشديد اصبحت مهملة منذ فترة طويلة وقد اعتراها الصدأ وهذا ما يعكس صورة مشوهة. وأضاف «المساحة التي تشغلها هذه السمكة مساحة كبيرة، وبالتالي فإن عدم اظهار جمالها كما ينبغي يشوه جمال البحر، كما ان المساحة الداخلية المحيطة بالسمكة مهملة يفترض ان تستغل وخصوصا انها منفذة على هيئة بحيرة مصغرة خالية من المياه». وأشار الى ان المجسمات في جميع دول العالم تعتبر واجهة البلاد، وبالتالي فإن صيانتها واضفاء الجماليات عليها تضمن رونقها، كما تضمن عدم تعرضها للصدأ. كماس خلص الى القول إنه في حالة ترك هذه السمكة كما هي فإن الأولى أن تزال وتستغل المساحة في انسيابية الحركة المرورية. ويتفق الباحث البيئي محمد فلمبان مع الرأي السابق فيقول «مجسم السمكة من الرموز الجمالية التي عكست جمال عروس البحر الأحمر الا ان عدم صيانتها وتركها بهيئتها الحالية يشوه جمال أبحر، فالأولى ان تظهر هذه السمكة بصورة تليق بضفاف البحر الأحمر». وكشف ان جميع المجسمات في الكورنيش هي معالم رئيسية لواجهات البحر، وأن الزائرين وخصوصا من خارج المملكة يحملون انطباعات جيدة عندما تقع اعينهم على هذه المجسمات بل يصرون على تخليد ذكرياتهم بالتصوير بجانبها. وأكد فلمبان على ان المجسمات في كل دول العالم هي معالم رئيسية تفتخر بها الدول، ويكفينا فخرا ان لدينا العديد من المعالم التي يجب ان تصان وخصوصا ان بلادنا يزورها الملايين من ضيوف الرحمن كل عام، وبالتالي فإن المحافظة على جمال هذه المجسمات تحتم صيانتها الدورية.