قرأت للصديق الأستاذ تركي الدخيل في زاويته الممتعة المدهشة الموسومة ب(حبر القلب) أنه قال: الذهاب للعمق عنوان غلاف ملحق الفن في صحيفة ناشيونال الظبيانية التي اختارت صورة للفنان البريطاني سبستيان فارمبورغ التقطها لسيدة سعودية منقبة تغوص في بحر، ولا يظهر منها إلا عيناها ونقابها، سألت المتابعين في أنستغرام عن قراءتهم للصورة، فجاءت الإجابات انعكاسا لتباين البشر، وتراكمهم، ونظرتهم للأشياء. وذكر الأستاذ تركي العديد من التعليقات والآراء، اقتطع منها ما يلي: أحدهم فهم أنهم يقصدون أن المرأة السعودية تغرق بسبب العادات والتقاليد، وأن نظرة عينيها تدل على أنها تستنجد لإنقاذها. متابع إماراتي يبدو أنه يعترض على منهج الصحيفة، اعتبر الموضوع برمته: «وسيلة من وسائل السم الفكري الذي لا يتوانون عن نفثه كل يوم». وبعض المشاركات اعتبرن أن طريقة لبس السيدة للنقاب يؤكد أنها ليست سعودية، بل تحاول أن تعيش مثل السعوديات، أو أنها من النساء اللاتي يعشن في السعودية، كل ما أتمناه ألا تحمل هذه الملاحظة بعدا عنصريا. وفيما يشبه أنه اشتم مؤامرة في الصورة، فإن آخر تساءل بألم: لماذا يركز الغرب على المرأة السعودية فقط؟! انتهى. وبعيدا عن أي لغط، ذهب خيالي وتصورت لو أنني شاهدت تلك المرأة المنقبة التي لا تظهر منها إلا عيناها، فلن يخطر على بالي وقتها سوى فرس النهر، وإخواننا أهل مصر يسمونه (سيد قشطة)، فهو إذا نزل الماء يغوص بكامل جسده ولا يظهر منه سوى عينيه. ولكن، لماذا أذهب بعيدا، فقد قدر لي قبل سنوات عندما كنت في (ماربيا) بإسبانيا، وذهبت إلى أحد الشواطئ، وكانت الشمس على وشك المغيب، وهالني عندما شاهدت ستا من النساء الخليجيات، وللأمانة، لا أعلم إن كن سعوديات أم لا، وبعضهن كن محجبات وبعضهن منقبات، وأغلبهن من الأوزان الثقيلة، وكن طافحات بالماء بكامل ملابسهن، نعم بكامل ملابسهن (!!)، وعندما خرجن كان منظرهن لا يبعث على الضحك فقط، ولكنه يبعث على الشفقة، خصوصا أن ملابسهن الحريرية الهفهافة قد التصقت بأجسادهن مظهرة أدق التفاصيل التي تبعث على الغثيان. وتألمت جدا عندما شاهدت الكثير من السواح يلتقطون لهن الصور وهم يتضاحكون. ولا أدري ماذا أجبر هؤلاء النسوة، أو ضرب على أياديهن لفعل ذلك؟!، هل ضاقت عليهن الدنيا الوسيعة إلى هذه الدرجة؟!، يعني (حبكت)!! أنا ليس لدي اعتراض ولا أي مشكلة مع الحجاب أو النقاب، ولكن لدي اعتراض فقط على (صغارة العقول)، لأن مثل هذا الفعل في (بلاج) عام، هو أكثر فضيحة حتى من لبس (المايوه البكيني)، والله على ما أقول شهيد. هذه هي وجهة نظري، وأترك البقية للإخوة الكرام من القراء. [email protected]