تقبلت أسرة الفغم أمس، العزاء في الدكتور سلطان بدر بن هايف الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى السبت الماضي خلال تلقيه العلاج في ألمانيا، ودفن في مقبرة السعيرة في المنطقة الشرقية الأربعاء الماضي، وكان أمس، آخر أيام العزاء. والفقيد شقيق كل من عبدالله وكيل الفوج الثاني عشر في الحرس الوطني، متعب مقدم متقاعد من وزارة الدفاع، مزيد موظف حكومي، مشعل عقيد متقاعد ورئيس مركز السعيرة، فهد موظف حكومي، جفران عقيد في الجوازات، تركي مقدم في وزارة الحرس الوطني، سلمان رئيس الاستثمار في البنك السعودي للاستثمار، بندر كابتن طيار، سطام مساعد مدير التسويق والاتصالات الإلكترونية في البرنامج السعودي للتعاملات الصحية الإلكترونية، ممدوح - مدير علاقات في البنك السعودي للاستثمار، سعود موظف حكومي، فاضل ملازم أول في وزارة الدفاع، هشال طالب في الجامعة، وللفقيد 3 بنات. والفقيد الدكتور سلطان الفغم لم يتجاوز ال 42 عاما إلا أنه عمره حافل بالعطاء والإنجازات، إذ حصل على شهادتين في طب الأسنان والطب البشري. وتقدم عبدالله الشقيق الأكبر للفقيد بالشكر لكل من واساهم في فقيدهم من الأمراء والمسؤولين والأعيان وشيوخ القبائل. بدوره، ذكر الشيخ بندر بن ضيدان الفغم أنه زار ابن عمه الفقيد الدكتور سلطان رحمه الله وسأله عن سر رفضه الإفصاح عن حصوله شهادة في طب الأسنان، ودراسته من جديد للطب البشري فأجابه الفقيد أنه يفضل عدم الإفصاح عن هذا الأمر حتى لا يتعامل مع زملائه بفوقية، مشيرا إلى أن إحدى البروفيسورات وهي ألمانية أصرت على أن تخبر زملاءه وذلك رغبة منها لضرب مثل بالطموح والإصرار والعزيمة. يذكر أن الدكتور سلطان رحمه الله توفي وهو على وشك التخرج من كلية الطب بجامعة هانوفر بألمانيا وتحقيق منجزه الذي كان يطمح إليه بحمله لشهادتين في الطب. والفقيد عمل طبيبا بوزارة الصحة لمدة خمس سنوات، ثم ابتعث مرة أخرى لدراسة المخ والأعصاب الشهادة الثانية التي كان يطمح الفقيد للحصول عليها. وأوضح الدكتور خالد المطيري أن زميله الدكتور سلطان الفغم رحمه الله عرف ببشاشته وتواضعه وأخلاقه الحميدة وحبه للعمل، وبعد تخرجه كانت أمامه خيارات عدة للالتحاق بمستشفيات المملكة، فتوجه للعمل في مدينة الملك سعود الطبية التي استمر فيها خمس سنوات. وأكد المطيري أن الدكتور الفغم قد يكون من القلائل في السعودية الذين يجمعون بين شهادتي طب: طب أسنان، وطب بشري، لافتا إلى أن جامعة الطب الأمريكية التي تخرج فيها الراحل تخصص (4) كراسي (3) لمن يحملون الجنسية الأمريكية، وكرسي دولي، وهو الكرسي الذي نافس عليه الدكتور سلطان -رحمه الله- وحصل عليه متفوقا على 250 طبيبا على مستوى العالم. وبين المطيري أن الدكتور الراحل حين أصيب بالجلطة أوصى زوجته الطبيبة التي كانت ترافقه في ألمانيا، بأن ترفع أجهزة التنفس الصناعي عنه في حال وفاته إكلينيكيا، وقد حدث ما توقعه رحمه الله، وبعد ثبوت وفاته بعد 48 ساعة فقط رفع الفريق الطبي الأجهزة التنفسية بإشراف زوجته تنفيذا لوصيته، حيث سلمت الروح لبارئها. بدورها، قالت الدكتورة فاطمة نصرالله في تغريدات لها عبر «هشتاق» خاص بالفقيد الراحل الدكتور سلطان الفغم أنه الطبيب الوحيد الذي شجعها كي تصبح مثله double qualified لافتة إلى أنه كان لديه حلم أنه يكتب بجوار اسمه: Dr.Dr وحقق حلمه في دنياه -رحمه الله-، وأضافت إنه كان بإمكانه رحمه الله أن يختار أقصر الطرق في الدراسة للحصول على وظيفة، ولكن همته العالية قادته للطريق الصعب، فكان مثالا يحتذى به.