هاي كيكرز... مرحبا ألف بكم يا جميع شعوب العالم، ها قد جئناكم (زاحفين) لنملأ الدنيا بمقاطع الفيديو المثيرة والطريفة والمتهورة، والتي تثبت لكم بالدليل القاطع أن الشعب الذي كنتم تظنونه محافظا جدا هو بالكاد يحافظ عقله!، نعم.. نحن ناس (منخوليا) ماهي المشكلة في ذلك؟!، ليس ذنبنا أنكم صدقتم الصورة النمطية المتداولة، بل هو إن أردتم الحق ذنب من صمموا برامج التواصل الاجتماعي النصية منها والمرئية والمصورة، فهم لم يحسبوا حسابنا نحن الذين لا ندخل ساحة إلا (نحوسها) حوسا، خصوصا أننا منذ زمن بعيد نريد أن نفعل ما لا يتوجب فعله، ولكن لم تتح لنا الفرصة.. فشكرا للتكنولوجيا!. ** بفضل من الله، احتل السعوديون قوائم الصدارة في موقع (الكيك) وموقع اليوتيوب، سواء من حيث عدد المشاهدات المليونية، أو من حيث عدد المشاركات التي تمثلت في مقاطع فيديو قصيرة ومثيرة وزاخرة بالهبل المحلي الأصيل!، فعل الرجال والنساء من مختلف الأعمار كل شيء معقول وغير معقول أمام كاميرات الجوال التي كانت محرمة في يوم من الأيام، سبحوا وسط السيول، ورقصوا وسط الثلوج. أخرجوا أرجلهم من نوافذ السيارات التي تسير بسرعتها القصوى، شاركوا شباب العالم في رقصاتهم الشهيرة، علقوا على الأحداث المحلية والعالمية بطريقتهم الخاصة، استهبل الشباب من الجنسين أمام الكاميرا كما يحلو لهم، وكشف عدد هائل من الشباب عن مواهب دفينة في التمثيل، وقد نقلت الشبكات الإخبارية العالمية أكثر من مرة هذه المقاطع المثيرة أو الطريفة القادمة من مجتمع كانت تظنه يتحرج من التصوير، فإذا بها تكتشف أنه مهووس بتصوير نفسه!.. ** ذكرت دراسة محلية أجريت على عينة ضمت ما يقارب 2000 شاب أن السبب الأساسي في توجههم نحو تصوير هذه المقاطع هو رغبتهم في التعبير عن أنفسهم بحرية، وحاجتهم إلى تقديم أفكارهم وأحلامهم دون وصي أو رقيب، وجاء في الدراسة التي قامت بها الباحثة نهى الدوسري أن أكثر من 72 بالمئة يقومون بتصوير هذه المقاطع أو الإقبال على مشاهدتها بدافع الترفيه والتسلية، حيث يكشف سلوكهم هذا عن نقص وسائل الترفيه في مجتمعنا، وكما أشارت إلى عامل آخر يدفع الشباب للإقبال على تصوير هذه المقاطع وتداولها، ومنها مدتها القصيرة وقدرتها على تحقيق هدفها بسرعة وببساطة. ** جاء اسم الفيديو الاجتماعي (كييك) من كلمة إنجليزية تعني اللمحة أو النظرة الخاطفة، وبنظرة خاطفة إلى موقع الكيك نجد أن عمر هذا الموقع لم يصل العامين، بينما أن عدد المشتركين السعوديين فيه يتجاوز 44 بالمئة من المشتركين في كافة أنحاء العالم!.. هل ثمة دليل أكبر من هذا كي نؤكد أننا أصبنا بهوس تصوير أنفسنا؟!. ** مثلما قيل عن المنافسة الشديدة التي تشكلها وسائط الإعلام الجديد على الصحافة الورقية يمكن أن ينطبق على المنافسة الشرسة التي قد تشكلها هذه الوسائط للشبكات التلفزيونية التقليدية.. إنه سوق الإعلام المفتوح والعفوي.. حيث يمكن لشخص واحد فقط يحظى بمتابعات مليونية على إحدى هذه الوسائط أن يحقق دخلا إعلانيا لا تحققه محطة فضائية تقدم مواد وبرامج مكررة!. ** في أحد هذه المقاطع، يظهر شابان في مشهد متقن الإعداد، وهما يتفرجان على فيلم سينمائي على رصيف تقاطع مروري يأكلان البوب كورن، فيرن جوال أحدهما، فيرد وهو منهمك في مشاهدة الفيلم: (تعال إحنا بالسينما)، ثم تدور كاميرا الجوال لتظهر الشاشة العملاقة التي تخص لوحة إعلانية ضخمة تعرض بعض الإعلانات المتحركة، في عصرنا هذا تولد حقيقة جديدة.. فعدم وجود السينما لم يعد يعني عدم وجود الشاشة!. [email protected]