اعلم أنه لم تكن المشكلة دوما في الوسيلة وإنما في المحتوى ، وطبيعة ، ونوع ، وغرض الاستخدام وكييك كإحدى وسائل التواصل الاجتماعي الجديدة وهي كوسيلة لم تختلف في بنائها البرمجي او التخطيطي عن بعض الوسائل الأخرى كتويتر في النصوص وكانستغرام في الصور فهو أتى بالفيديو كبديل ومتغير جديد .. وقد كانت فكرته تقوم على تقديم استشارات آنية في عدد من الموضوعات تسجل حية لعدد من الثواني ثم ترسل ليتم التعليق عليها ولكن حين وصل استخدامه لدينا خرج عما خطط له فقلب محتواه إلى تسجيلات غريبة منوعة ، ومواقف طريفة ، أو محرجة .. بل مشاهد مؤلمة وهذا مؤشر على أن استخدامنا له اخذ منحى مختلفا جدا مما جعل محتواه المشوه وتناقله هو المشكلة. كييك صارت وسيلة تصوير مقاطع قفزت بيننا في الطرقات ، وحولنا على الأرصفة .. فدخلت كل ثقوب المدينة .. وزوايا البيوت .. وأسقطت البعض أمام عقله ، وخلف قلبه .. فكانت الخفة لوناً لكثير مما ظن انه يقدم فنا سابعا من خلال جواله الذكي .. سجل مقطعا من ثوان مليئا بكثير من التهريج ، والإسفاف فيظن البعض أنك إعلامي .. كييك يخرب بيتك كييك حين ننتظر ان تحل قضايانا (يا مستر كييك) بمحتواك ومضامينك المليئة بالغباء .. وبهؤلاء الأشخاص (المستهبلين) الذين يصورون مجتمعنا بصور بعيدة عن واقعه ، أو يقيدونه في صورة نمطية يقرأها البعض خارجا أننا نحن كذلك .. حين تشاهد بعض المقاطع .. تتعثر كلماتنا في الوصف من ثقل الغثاء ، وهول الصدمة .. ونقول نعم لقد انكشفت سيقان مجتمعنا ، وتعرى بعض أفراده .. انكشفت ولكن ليس على صرح ممرد بقوارير بل على وسائط ممردة بالتضليل والتسفيه حين تشاهد بعض المقاطع .. تتعثر كلماتنا في الوصف من ثقل الغثاء ، وهول الصدمة .. ونقول نعم لقد انكشفت سيقان مجتمعنا ، وتعرى بعض أفراده .. انكشفت ولكن ليس على صرح ممرد بقوارير بل على وسائط ممردة بالتضليل والتسفيه .. فالرسائل ، والمشاهد في جلّها لا تنم عن عقول راشدة تفهم كيفية توظيف مثل تلك الوسيلة ، وكيف يمكن ان يقرأها الآخر ، بل ان بعضهم يقول انه يصور ويرسل دون أن يرى ماذا صوّر .. المهم لديه كم عدد المشاهدات ، والمتابعين .. من المؤلم أن ننتظر من فليحان ، ومليحان ، وطرزان ، وبرعي طرح قضايانا ومشكلاتنا وحلها وهم ناقعون في مشاكل عقلية أكبر.. اعلم أن تطبيق كييك متأزم من حالنا ، وسعيد بزحامنا فيها ، ورفع نسبه إلى مستويات عالية كمؤثرين وفاعلين .. تذكرت .. أن الكاميرات لم تكن عيبا ولكن كثيرا مما صور بها كان عيبا مقيتا .. لم نعد نتحدث عن الوسيلة فقد تجاوزنا تلك المرحلة .. لأن اليوم نحن في واقع موشوم ، وموصوم بالسقم .. فمجتمعنا يتآكل بنفسه ، ويحاول البعض إسقاط كثير من هيبته ، وهيئته ، وقيمه عبر تمرد ممجوج بالسخف ، والكوميديا السوداء . ختام القول : كييك إشكالية أساءت للمنتج ، وللمجتمع وهذا الأمر ينطبق على كل وسيلة منتج وصل إلينا حين حولنا مساره للسيئ في كثير من الأحيان لذا فنحن غالبا لا نملك ثقافة استخدام الوسيلة بشكل مناسب وإدارتها بل نحن عبثنا كثيرا بالمحتوى فكانت الآثار والعيوب كثيرة فخربنا بيتنا بأيدينا يخرب بيتك كييك.. تويتر : @aziz_alyousef