ينتظر أن يكمل رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم أحمد عيد في العشرين من ديسمبر الجاري يوم الاثنين المقبل سنته الأولى على عرش رئاسة اتحاد القدم، بعد أن انتخب العام الماضي لذلك مدة أربع سنوات بعد منافسة شرسة مع نائب رئيس نادي الشباب خالد المعمر، حيث كسب الحربي التصويت بفارق صوتين في الجولة الثانية من الانتخابات، مر عام كامل على تولي عيد قيادة دفة الأمور في الاتحاد السعودي لكرة القدم وسط آمال منتظرة من ذلك الاتحاد المنتخب كأول مرة في تاريخ الرياضة السعودية، فقدم أحمد عيد ورفاقه يحملون على عاتقهم حملا ثقيلا وهو إعادة الكرة السعودية لسابق عهدها وسط تحديات مختلفة تقف عائقا في طريقهم. سنة مليئة بالحلو والمر، البعض امتدحها، بينما انتقدها البعض الآخر، عرفت عددا من الإنجازات كما عرفت العديد من السقطات، ضيوف «عكاظ» اتفقوا على أن الفترة السابقة لا تمكن من إطلاق أحكام منصفة على عمل الاتحاد وسط مشكلات عدة تمر بها الكرة السعودية ولعل من أهمها قلة الدعم المادي المفترض أن يدعم به القطاع الرياضي ليجد أحمد عيد واتحاده المنتخب نفسه غريقا في بحر مديونيات كبيرة ما جعله يقف مكتوف الأيدي أمام تلك العوائق عن إنجاز ما خطط له قبل أن يكتشف الواقع المر الذي ينتظره. بن ناصر: لا تستعجلوا «من الظلم أن يقيم عمل الأستاذ أحمد عيد الحربي كرئيس للاتحاد السعودي لكرة القدم في عام واحد»، بهذه العبارة بدأ الدكتور صالح بن ناصر النائب التنفيذي لرئيس الاتحاد الدولي رئيس الاتحاد الآسيوي للكرة الطائرة حديثه، الذي قال فيه «أعرف أحمد عيد منذ سنوات طويلة فهو صاحب خبرة وحب للعمل ومثابرة على النجاح فمن هنا أعتقد أنه من الظلم له ولبقية أعضاء الاتحاد أن يتم تقييم عملهم في عام واحد، فرؤساء الأندية والاتحادات في كافة أنحاء العالم لا يمكن لكائن من كان أن يقيم وبإنصاف نتائج عملهم من خلال عمل عام واحد فمن هنا أرى أنه من المبكر جدا أن يتم تقييم عمله في هذه الفترة». وأضاف ابن ناصر «لا شك أن عمله في هذا العام صاحبته نواحٍ إيجابية وأخرى سلبية كأمر طبيعي جدا لمن يعمل، فأحمد عيد يواجه تحديات كبيرة ومشكلات كثيرة داخل الأندية الرياضية نفسها وفي اللوائح المالية وهذه من الأولويات التي يجب عليه أن يذللها ومن بعدها يمكنه الانطلاق على قواعد قوية تسهم في بلورته لأفكاره ومخططاته التي قدم لتنفيذها ونحن نثق في عمله ونتائجه القادمة بما يفيد الكرة السعودية في حاضرها ومستقبلها، ولكن أعود للمطالبة بمنحه الوقت الكافي ومن بعده يمكن تقييم عمله وبقية زملائه بصورة صحيحة». السراح: امنحوه الوقت بينما يؤكد عضو الاتحاد السعودي لكرة القدم ورئيس نادي التعاون السابق محمد السراح أن الشارع الرياضي يتطلع من الاتحاد السعودي الجديد لنتائج أفضل مما تحققت «كل العاملين في الاتحاد السعودي وعلى رأسهم أحمد عيد عملوا واجتهدوا خلال الفترة السابقة ولعل من أهم الإيجابيات التي حققوها المحاولات المبذولة من الاتحاد لاستضافة كأس الأمم الآسيوية كما أنهم رسموا طريق إعادة المنتخب السعودي للواجهة الآسيوية من خلال نتائجه الأخيرة المميزة، ومن البشائر أيضا أنه نجح بإيجاد لجان حققت نجاحات في عملها ومن أبرزها لجنة المسابقات ولجنة الاحتراف والتي أكدت أن هناك عملا احترافيا قادما يسهم في تحقيق النتائج المرجوة من هذا الاتحاد». وأضاف «رغم تلك النجاحات التي تحققت للاتحاد خلال الفترة السابقة إلا أن هناك عوائق لازالت تعترض طريق عمله ولعل من أهمها قلة توفر المادة سواء الخاصة به أو بحقوق الأندية التي بقيت لدى رابطة دوري المحترفين التي تعد تحت منظومة الاتحاد الذي عليه أن يجد حلولا لهذه العوائق وأن يقوم بمحاسبة الرابطة التي أوجدت لما فيه صالح الأندية». واختتم السراح حديثه «لنمنح هذا الاتحاد الفرصة للعمل بقية فترته ونعد العام الماضي مرحلة تعرف منهم على العمل الذي لاشك أنهم اصطدموا بالواقع المر الذي ينتظرهم فهم يحتاجون للوقت والدعم ليكون تقييم عملهم صحيحا». الثقيل: سنة ليست كافية بدوره أكد مدير التحرير بصحيفة الاقتصادية عيد الثقيل أنه من الظلم أن يتم تقييم عملهم بعد عام واحد من استلامهم لمهام العمل حتى لو تحققت نتائج مميزة خلال تلك الفترة فلا يمكن أن يتم تقييم عمل الاتحاد السعودي خلالها، فلنمنح أحمد عيد وبقية معاونيه الفترة الكافية ثم يتم تقييم عملهم على أسس صحيحة بعيدة عن النتائج الوقتية». واستطرد «لقد استلم أحمد عيد ورفاقه تركة ثقيلة تحتاج لوقت وعمل من أجل تصحيح أوضاعها المتردية فهو لم يستلم اتحادا مؤسسا لهذه المرحلة ما يجعلنا نعد فترته السابقة مرحلة تأسيس اتحاد مواكب لتطلعات الوضع الراهن». واختتم الثقيل حديثه «برغم العقبات التي قابلت عيد ورفاقه فقد ظهرت هناك بوادر للتصحيح من خلال عمل غالبية اللجان بشكل جيد وهذا ما يمنحنا الأمل بنجاح الاتحاد السعودي في بقية فترته بشرط أن يتوفر له الدعم المادي الذي يساعد العاملين فيه على بلورة الأفكار التي خططوا لتنفيذها». المطوع: عيد مجتهد في المقابل يصف رئيس نادي الرائد السابق فهد المطوع عمل اتحاد إحمد عيد بالمجتهد «برغم اجتهاد العاملين في الاتحاد السعودي لكرة القدم إلا أن المتابع لا يجد هناك تغيرا حدث عن الفترة التي سبقت انتخابه، وربما يعود ذلك للفترة الانتقالية الصعبة في مسيرة الرياضة السعودية والتي واجهته كأول اتحاد منتخب وسط غرق الرياضة السعودية بمشكلات عدة يأتي من أهمها قلة الدعم المادي لهذه القطاعات الرياضية المختلفة ومنها الاتحاد السعودي لكرة القدم والتي ستجعلها تقف مكتوفة الأيدي لتحقيق تطلعات الشارع الرياضي، وهذا ما يجعلنا نقدم العذر لهذا الاتحاد الذي أتمنى أن يكون العاملون فيه قد توصلوا إلى قناعة بحجم المعوقات التي تعترض طريق الأندية من خلال قلة مواردها المادية وحجم العمل المنتظر منها والتي عليهم تذليلها». الخالد: العمل مقبول من جهته أكد المدرب الوطني عبدالعزيز الخالد أنه من الصعب جدا أن نقيم عمل الاتحاد الحالي في هذه الفترة للظروف الصعبة التي تعيشها رياضتنا حاليا، فأرى أن العمل الذي يقوم به حاليا مقبول، ولكن مجلس الإدارة والجمعية العمومية يحتاجون المزيد من الوقت، فهناك جوانب وملفات كثيرة معني بها الاتحاد لا يستطيع أن يحسمها بدون دعم وبدون مشاركة الجميع فالأندية لديها مشكلات إدارية وكذلك مالية واللاعب السعودي بنفسه غير منضبط ويحتاج للكثير من الحمل وليست القضية لأحمد عيد وأعضاء مجلس إدارته بل هي منظومة العمل الرياضي بشكل عام فهناك الكثير من القصور وفيها عمل ارتجالي واضح، فعلى مستوى الأندية الجميع يدفع الملايين بدون تنظيم جيد، فهذا الجانب يوجد عليه تأثير على مسيرة الاتحاد وعمله، فلا يمكن أن نحكم على أحمد عيد والإدارة واللجان العاملة بشكل عام في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها الأندية سواء من الجانب المالي أو غيرها ولا بد حين ننتقد أن لا نحمل المسؤولية على أحمد عيد، فلا شك أن هناك عملا إيجابيا واضحا وعوامل إيجابية جيدة في هذه الفترة، على سبيل الاحتراف، أرى أنها عملت نقلة جيدة ومقنعة وتنظيمات الاتحاد تحتاج إلى المزيد من الوقت، فالمسؤولية الأهم في ذلك ليست على الاتحاد فقط بل على جميع الأندية، فلو نستطيع أن ننظم الأندية بشكل جيد ربما نشاهد وضعية وأعمال الاتحاد أفضل مما نشاهده الآن». الدبيخي: الوقت ضيق كما أوضح الناقد الرياضي حمد الدبيخي أنه من الظلم بعد هذه السنوات كاتحاد منتخب جديد أن نقيمه خلال سنة، فالوقت سيكون ضيقا بالنسبة له لأن عيد واللجان العاملة معه لم يبدأوا من الصفر بل بدأوا من تحت الصفر، فلا يخفى على الجميع المشكلات المعروفة من قديم سواء كانت الإخفاقات على مستوى الكرة أو على الأمور المادية، فالاتحاد عليه مديونيات كثيرة، والأمور أرى أنها صعبة وتقييم أحمد عيد في سنة واحدة أعتقد أنه ظلم له، فالذي يمدحه سيضره والذي يذمه سيظلمه، فالإنصاف بالنسبة له كاتحاد جديد بعد الإخفاقات الكبيرة هو أن تمنحه أربع سنوات وعساه يستطيع معالجة إخفاقات المواسم الأخيرة، لا شك أن هناك سلبيات واضحة في الاتحاد ولكن ليست مقترنة في أحمد عيد فبعضها لها آثار سابقة وقديمة، ولكن من أهم الخطوات التي تحسب لهم هي إقالة مدرب المنتخب ريكارد وكذلك تغيير الجهاز الإداري للمنتخب، فهناك أعمال لم يستطيعوا حلها مثل قرارات لجنة الانضباط وكذلك بعض أعمال اللجان فمن الصعب أن تشخص العمل حتى في أحمد عيد بنفسه، ومن الشيء الإيجابي والممتاز هو أن صوت الأندية الآن عالٍ ومسموع ويكون للأندية مقعد وصوت في الرابطة تأخذ برأيها وتأخذ مصلحتها فهذه من القرارات الجيدة أن تفتح المجال لها، ونتمنى أن نشاهد هناك المزيد من العمل الجيد وأتمنى النجاح والتوفيق لأحمد عيد ولجميع اللجان العاملة في الاتحاد السعودي لكرة القدم لما فيه مصلحة الرياضة السعودية بشكل عام». السلوة: ننتظر القادم وتحدث المدرب الوطني حمود السلوة عن رئاسة أحمد عيد لاتحاد القدم وبعد مرور سنة على انتخابه، مبينا أنهم نجحوا في تقديم عمل احترافي سواء على المستوى التنظيمي أو على مستوى الجمعية العمومية، وأضاف: «أعتقد أن السنة الأولى من رئاسته ليست حكما قاطعا ولكن يجب أن يكمل دورته الانتخابية حينها نستطيع الحكم عليه وعلى حجم العمل الذي قدمه». وزاد: «سنة واحدة ليست كافية للحكم عليه إذ لا يزال عيد يعمل وفق ما هو متاح ومتوفر له من إمكانات مادية، فالمطلوب خلال المرحلة القادمة هو الإعلان عن الروابط النوعية لاتحاد كرة القدم كروابط الحكام والمدربين واللاعبين الهواة والمحترفين». حمدان: أين الرعاة؟ انتقد الأمين العام السابق لنادي النصر علي حمدان العمل الإداري للاتحاد المنتخب، مبينا أن هناك العديد من الأوامر لم تتضح رؤيتها حتى الآن، وتساءل حمدان عن اللجنة الفنية وعدم الكشف عنها حتى الآن، بالإضافة إلى أن النظام الأساسي لازال تحت الإجراء، كما أنه لم تعتمد حتى الآن اللوائح الخاصة بروابط الحكام واللاعبين وغيرها، وأضاف: «لم يتم التعاقد مع شركات رعاية للمسابقات المحلية مثلما وعد الاتحاد، كما أن الإجراء الخاطئ في الجمعية العمومية حرم أندية النصر والاتحاد والأهلي من التصويت في مخالفة صريحة للنظام الدولي». وواصل حمدان حديثه: «هناك حضور ضعيف لممثلينا في الاتحاد القاري والدولي كما أن استئجار مقر جديد لاتحاد القدم ومن ثم إلغاء فكرة النقل من الأمور السلبية على الاتحاد».