ارتبط لقب البطولات السعودية لتنس الطاولة ارتباطا وثيقا باسمه، فظل متربعا على عرش بطولاتها المحلية والخليجية والعربية لمدة 14 عاما، سطع خلالها على منصات التتويج بالعشرات من الميداليات الذهبية والألقاب مع المنتخب السعودي ونادي الاتحاد، وكادت أن تستمر لفترة أطول لولا اتخاذه قرار الاعتزال المفاجئ وهو لم يتجاوز ال 28 من عمره لظروف غامضة. نجم نادي الاتحاد حلمي زاهد، الاسم الذي غيب الألقاب بمجرد اعتزاله، ولم يستطع أي لاعب تحقيق أرقامه القياسية منذ 24 عاما، ولا تذكر تنس الطاولة السعودية إلا بذكره. من خلال «عكاظ» يكشف عن أهم تفاصيل لعبة تنس الطاولة المحلية، وعن أسباب إخفاقها وغيابها عن ساحة البطولات المحلية والعربية لمدة 24 عاما، وذلك عبر الحوار التالي: • لماذا قررت الابتعاد عن تنس الطاولة بعد اعتزالك؟ ابتعادي يعود لسببين، الأول إصابتي الجسدية والتي كانت عبارة عن انزلاق غضروفي في العمود الفقري منذ الثمانينات، إلا أنها لم تمنعني من المشاركة، وكنت ألعب بحزام حديدي، ورغم ذلك حققت بطولات خليجية وعربية منها ثلاث ميداليات ذهبية وتسع ميداليات متنوعة، فهي لم تكن عائقي الأول، أما السبب الثاني فكان عبارة عن إصابة معنوية ساهمت في اعتزالي في سن مبكرة وأنا لم أتجاوز 28 سنة. • حدثنا عن سر الإصابة المعنوية؟ في الوقت الذي كنت أحقق لوطني العديد من الإنجازات والميداليات، ظهر مسؤول في اتحاد اللعبة عبر وسائل الإعلام يشكك في وطنيتي رغم ما قدمته من إنجازات، ما حدا بي إلى تصعيد الموضوع للرئاسة العامة، إلا أن الدكتور عبد الفتاح ناظر عندما كان رئيسا لنادي الاتحاد، طلب منى أن أترك الموضوع له ليتحدث مع المسؤول بحكم العلاقة بينهما، وعدم الرد على وسائل الإعلام. • ما أسباب توتر العلاقة بينك وبين اتحاد اللعبة في ذلك الوقت؟ للأسف يبدو أن شهرة نجوم التنس في ذلك الوقت كانت تضايق القائمين في اتحاد اللعبة، والدليل الخلاف مع النجم صالح الشامات الذي ترك المنتخب بسبب أعضاء اتحاد اللعبة، وبعد ذلك الخلاف الذي حدث معي، وكلما زادت نجوميتنا يزيد بالتالي الهجوم علينا والحديث في هذا الجانب يطول. • نريد إيضاحا أكثر لتلك الخلافات؟ من حرصي على نجاح اللعبة وتطويرها وبحكم خبرتي وإنجازاتي، قدمت مقترحات لاتحاد تنس الطاولة من أجل تطوير اللعبة بمشاركة النجم رائد الحمدان رحمه الله ورفعتها إلى رئيس الاتحاد سليمان الجبهان، إلا أنها لم تجد الاهتمام ولا القبول، واعتبروها غير مفيدة رغم تحذيري للجنة من السقوط في المستقبل، وكان ذلك قبل اعتزالي في عام 1986م، وبعد مرور 24 سنة من تقديم مقترحاتي ومن آخر بطولة عربية حققناها، لم يستطع المنتخب السعودي أن يحقق أي بطولة، دافعا ثمن تلك المواقف المتعنتة. • لماذا لم تخاطب سليمان الجبهان في ذلك الوقت بعدما أهملت مقترحاتك؟ لأنه لا يملك حلولا. • ذكرت أن المنتخب السعودي لم يحقق أي بطولة منذ 24 سنة كيف ذلك؟ نعم آخر إنجازات المنتخب كانت في عهدي مع بقية النجوم، أمثال رائد الحمدان رحمه الله وبندر العمير وغيرهما، منها بطولة الفردي على مستوى الوطن العربي خمس مرات والألقاب الجماعية أربع مرات، كان آخرها في عام 86م، وهنا أتساءل من عام 1986 إلى 2010 ماذا حقق المنتخب؟ الإجابة لا شيء، والأدهى من ذلك أصبحنا نفرح بالمركز الثاني والمركز الثالث والرابع. • يقال إنك كنت كثير التصادمات مع مسؤولي اتحاد اللعبة؟ نعم، كنت صريحا وجريئا، ولم أناقش قط موضوعا كونه يتعلق بي، وإنما كنت أناقشه لمصلحة اللعبة، ومسؤولو الاتحاد على علم بسفري إلى اليابان على حسابي الخاص من أجل التباحث لتطوير اللعبة، ومن أجل الوصول بها إلى العالمية، وفي ذلك الوقت كانت المنافسة قوية بين عدد من الأندية منها الاتحاد، النهضة، الفتح، أحد، الأنصار، والرياض، بينما آلان تنحصر بين الاتحاد والأهلي فقط. • هل تعتبر نفسك محاربا؟ أعتقد بأني محارب من قبل اتحاد اللعبة، كوني معترضا على المنهجية التي تدار بها خطط التطوير، وهناك احتمالات عن علاقة رئيس الاتحاد بالموضوع أو غير ذلك، وأنا دائما أتكلم مع الرئيس السابق سلمان الجبهان وتربطني به علاقة جيدة، أما الرئيس الحالي لا تربطني به علاقة إلا من خلال تواجده مع المنتخب مرة أو مرتين، وسبق وحصل بيننا جدال كبير وربما لا يزال يكون في النفس، فهو أحد المسؤولين الذين لم يحضروا المباراة أمام بطل العالم في الدورة الآسيوية، رغم مرافقته للمنتخب وحضر بعد نهاية المباراة. • هل الأسماء التي ذكرتها موجودة حاليا؟ بالطبع، وتحدث معي أحد الأصدقاء وقال الاتحاد السعودي يبحث عنك، فبادرته بالسؤال عن أحد الأعضاء فقال إنه لا يزال موجودا فما كان مني إلا أن رفضت لمجرد بقائه، فمنذ 24 سنة وأنا معترض على وجوده في الاتحاد، فكيف لي أن أوافق على الرجوع، وكان اعتراضي في محله؛ لأن اتحاد اللعبة لم يحقق أي لقب منذ 24 سنة. • هل تطالب بحل الاتحاد السعودي لتنس الطاولة؟ بدون شك، أنا أعتبر حل اتحاد اللعبة مطلبا أساسيا لتطوير اللعبة، والدليل على ذلك فشل الاتحاد في غيابه لمدة 24 سنة، وأنا لا أتكلم عن أشخاص وإنما عن النتائج، كما أتمنى من اللجنة الاستفادة من خبرات اللاعبين القدامى وصقل المواهب الشابة والاهتمام بها؛ لتعود تنس الطاولة لسابق عهدها. • هل ترغب في العودة للعمل في الاتحاد السعودي؟ لدي الرغبة، لكن أذا لم أكن صاحب قرار وميزانية مستقلة فالابتعاد أفضل. • ماذا عن نادي الاتحاد؟ نادي الاتحاد ظلم من رؤسائه وأعضاء شرفه ممن خدموه لأجل الشهرة، هناك شخصيات كثيرة لم يعرفها الجمهور إلا بعد دخولهم إلى النادي، وهناك من حضر لخدمة الاتحاد وقدم جهده وماله، مثل الأمير طلال بن منصور الذي أنقذ الاتحاد، وكان له دور في إنجازات تنس الطاولة، وله دور غير مباشر في كل الإنجازات التي حققها المنتخب السعودي، لاسيما دعمه لتنس الطاولة بصالة مخصصة ومكافآت، فثلاث بطولات عربية كان 90 في المائة من لاعبي المنتخب من الاتحاد، وهذا يعود إلى فضل الله ثم بفضل جهود الأمير طلال، والدكتور عبد الفتاح ناظر الذي يملك كل أدوات الرئاسة، إدارات الاتحاد المتعاقبة على مر السنين باستثناء القلة منهم ينظرون إلى اللاعب على أنه لا يفقه شيئا إلا في اللعب، ونلمس ذلك من خلال حواراتهم. • هل منعت من دخول النادي؟ أنا أتحدى أي رئيس لنادي الاتحاد أن يوقف حلمي زاهد من دخول النادي، لا في الماضي ولا في الحاضر ولا في المستقبل؛ لأن نادي الاتحاد ملك لجماهيره ومحبيه، وآخر زيارة للنادي كانت منذ أكثر من 15 سنة، وعلى مدى 30 سنة تكونت مجالس الشرف من أسماء مرموقة، والسؤال الذي يطرح نفسه ماذا حققت تلك الأسماء في التخطيط المستقبلي، وأين مصادر الدخل الثابت على مدى الفترة التي تواجدوا فيها، إلى جانب برامج رؤساء الاتحاد التي أوصلتهم للكرسي واختفت بعد ذلك، هي شعارات وبمجرد تولى الرئاسة تختفي..؟ إذ كان من المفترض ربط برامجهم مع برامج المجلس الشرفي حتى تتماشى مع الخطط المستقبلية للنادي، مع التذكير لكل رئيس أن النادي ليس مجرد كرة قدم، وأين هم عن كرة اليد وتنس الطاولة، فالبرغم من المساحات الموجودة في النادي والتبرع الذي قدم بمبلغ 120 ألفا لإقامة صالة لكرة التنس، إلا أنها لم تنشأ حتى الآن، والسبب وهج كرة القدم، لأن الرئيس لم ينصب نفسه للألعاب المختلفة، وإنما جاء لكرة القدم وللجلوس على منصة الملعب للظهور في اللقاءات الصحافية، والدليل أن إداريي نادي الاتحاد أشهر من لاعبيه، وما يقال على الاتحاد ينطبق على الأندية الأخرى، فالإداري يصرح للصحافة، بينما يحظر ذلك على اللاعبين، وفي حال فعل أحدهم خلاف ذلك سيكون عرضة للعقاب، فكما حدث مع اللاعب محمد نور الذي لم نسمع له أي تصريح بل اكتفى الإعلام بما يقوله الإداريين، هل يعقل أن ناديا قويا بحجم الاتحاد وصاحب إنجازات يخرج صفر اليدين..؟ ولابد أن نسأل اللاعبين لماذا وصل الفريق إلى المستوى المتواضع، فالإعلام لا يهتم بسؤال اللاعبين عن أسباب إخفاقاتهم، و الدليل أمامك حيث اعتزلت ولم أتجاوز 28 سنة ولم يسألني أحد عن سبب قراري المفاجئ. • هل ترشح فريد زاهد لرئاسة الاتحاد؟ وهل عرضت عليك عضوية إدارة النادي؟ ترشيح فريد غير مستغرب، فهو رجل متعلم ومنتج ويحمل شهادة ماجستير، إلى جانب امتلاكه لمواصفات الرئيس، بغض النظر عن كونه أخي، وهو ذو شخصية رياضية مرموقة، وأثبت أنه يمتلك قدرة إدارية ناجحة عندما عمل في إدارة الاتحاد سابقا، وإذا رشح نفسه «الله يعينه» وعليه تحمل كل الأعباء والمصاعب و الأمور الظاهرة والباطنة، وإن كنت لا أتمنى أن يرشح نفسه، وسبق وعرض علي فريد الانضمام إلى مجلس إدارته فلم أستطع الرفض لأنه قدوتي، وأنا صاحب مبدأ ينص على «أنت حضرت لتخدم الاتحاد .. فاخدمه ولا تخدم مصالحك الخاصة». • ما المطلوب لعودة نجاحات اللعبة؟ تطوير الألعاب المختلفة بشكل عام، وأن لا يتم فصل كرة القدم عن الألعاب الأخرى، حيث يمكن أن يتم إسناد إدارات الألعاب المختلفة لشركات مختصصة لتحقيق النجاح على المستوى المحلي والعالمي. • كلمة أخيرة؟ كلمتي الأخيرة. هناك مفاهيم خاطئة بأن الرياضة كرة قدم وهذا غير صحيح، فالرياضة تشمل العديد من الألعاب، وكرة القدم إحداها، ومن المؤسف أن يتم تقييم رئيس النادي وتحديد نجاحه أو فشله من خلال كرة القدم، الأمر الآخر يجب أن يكون تركيزنا على الألعاب الأولمبية وكيف نستطيع الوصول إليها وتحقيق الميداليات، فإذا استمرت النظرة باتجاه كرة قدم فقط فإننا لن نتمكن من تحقيق أي نجاح على صعيد الألعاب الأخرى، أرجو أن يفهم القارئ كلامي بالشكل الصحيح، وأتمنى لتنس الطاولة السعودية العودة للبطولات العربية ومن ثم الوصول إلى العالمية، ولن يتحقق ذلك إلا بتجاوز السلبيات الموجودة حاليا، كما أتمنى أن تعاد صياغة إدارة نادي الاتحاد، كونه كيانا لديه الحق في أن يكون صاحب إدارة تقوده للبطولات.