في أمسية أكثر رشاقة من مثيلاتها في الاثنينية انتصرت آخر الفقرات التي كما هو معتاد مخصصة لأسئلة الحضور بينما كان التميز واضحا من ضيف الاثنينية البارحة الدكتور عبدالعزيز محيي الدين خوجة الذي أجاب بكل وضوح عما توقعه الحضور وما لم يتوقعوه، وفي سؤال لأحد الزملاء الإعلاميين في الصحافة المكتوبة حول ما يمكن أن يكون للوزارة دور عندما يعطل الإعلامي في مهمة مكلف هو بها مثل التوبيخ أو الازدراء أو التوقيف أجاب الوزير خوجة «الوزارة مسؤولة عن موظفيها في الإذاعة والتلفزيون في توكيل محام للحالة بينما الزملاء في المؤسسات الصحفية أرى أن إدارات هذه المؤسسات هي من يجب أن توكل محاميا للحالة». سؤال «عكاظ» وفي رد على سؤال لرئيس تحرير صحيفة عكاظ الذي تمحور حول ان إعلامنا يفتقد للهوية المهنية الجدية التي تحتاج إلى بوصلة جديدة وسياسة إعلامية جديدة متطورة بعد 35 عاما، قال الوزير: «كنا إلى يوم أمس في عمل متواصل حول السياسة الإعلامية الجديدة التي ستعلن قريبا»، وأضاف «عملنا على تحديثها من خلال اجتماعات متواصلة مع خبراء وقيمين لنبدو غير بعيدين عن هذا العالم الذي نعيش فيه». وفي الأمسية التي حضرها عدد من المثقفين والإعلاميين تحدث وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة عن عدد من المحطات في حياته منها مرحلة الدراسة، وعمله في عدة سفارات أعطته تجربة فريدة، ووزارة الثقافة والإعلام، قائلا: «كل مرحلة كانت زاهية». ورحب الوزير خوجة بضيوف الاثنينية بأبيات شعرية، قبل ان يتحدث عن نشأته في مكةالمكرمة واستفادته من أقاربه ووالده وأخيه زياد وعلماء مكةالمكرمة، ومرحلته الجامعية، لاسيما حينما طلب منه الدكتور حسن آل الشيخ أن يكون معيدا في مكةالمكرمة، منتقلا بالحديث عن تجربته خارج المملكة التي استمرت 25 عاما حينما كان سفيرا في تركيا والمغرب ولبنان، وروسيا، مشيرا إلى انه عندما كان يغادر أي بلد من هذه البلدان كأنه يترك قطعة من جسده، وعن شاعريته تمنى الوزير خوجة أن يكون له صوت شاعري خاص. رؤية جديدة وفي حديثه عن وزارة الثقافة والإعلام، بين أنه استلم الوزارة وهي تحمل الثقافة والإعلام في وقت تغيرت فيه الكثير من المفاهيم تجاه الإعلام، لافتا إلى أن التلفاز قضى على كثير من الصفات النخبوية، مبينا كيف بات الإعلام الالكتروني يطغى على الإعلام القديم، قائلا: «هذا يدعو القائمين إلى النظر إلى ما بين أيديهم»، مبينا أن هذا الأمر جعله يواجه تحديا حينما قدم إلى الوزارة، فاضطر إلى إيجاد رؤية جديدة، وتوفير بنية تحتية، وخارطة طريق صحيحة، مشيرا الى انه قد تم الكثير منها، فكان هناك أكثر من 700 ترخيص لصحف إلكترونية. وفي الأمسية بين الوزير خوجة أن الثقافة مظلومة لأن الدعم للوزارة يذهب للتلفزيون والإذاعة لارتباطهما، إلا أن الوزارة قادرة على تحقيق الشيء الكثير للثقافة، وعن تأسيس رابطة للأدباء السعوديين قال الوزير خوجة: «جميع التوصيات التي خرجت من مؤتمر الأدباء ترجع للأدباء أنفسهم»، مبينا أن مثل هذه الأمور تمثل هاجسا له، مستغربا معارضة المثقفين لنتائج الانتخابات في الأندية الأدبية رغم أنهم طالبوا بذلك، قائلا «تلك فلسفة الديمقراطية»، مضيفا «لسنا أوصياء على الأندية، وإنما علاقتنا بها معنويا وماديا»، وردا على سؤال حول عدم وجود رئيسة تحرير، قال: «بالإمكان تعيين النساء والمسألة ترجع إلى الكفاءة لا الجنس»، وأضاف «سبق أن تولت المرأة السعودية رئاسة تحرير وعلى سبيل المثال الدكتورة فاتنة امين شاكر أول رئيسة تحرير لمجلة سيدتي». وعن القنوات الفضائية التي لا تراعي القيم الاجتماعية للمجتمع، قال: «نحن أمام تحد كبير ولا نستطيع التحكم بهذا الأمر وهذا دور المنزل»، وأضاف «المسألة لم تعد تلفازا فقط بل حتى أجهزة الجوال تقوم بذلك»، واصفا إياه ب «العالم المجنون»، لافتا إلى أن القنوات السعودية تلقي الأضواء على مدننا وتشجع السياحة المحلية، مبينا أن تدريب المراسلين للقنوات السعودية في الخارج قائم. معارض الكتاب وحول إقامة معارض للكتاب في مختلف المدن، قال: «المعرض المقام في الرياض جدول مبرمج لإقامة المعرض في العواصم العربية وهذا اتفاق دولي وبإمكان القائمين على دور النشر وغيرهم بالتعاون مع الوزارة في إقامة معارض في مدن أخرى». وعن اتهام الآخرين عند اختلاف الرأي عبر شبكات التواصل الاجتماعي، قال: «صدمنا من ثقافة المجتمع ولكن هذه تجربة وبات الإنسان له وزارة إعلام لوحده»، مضيفا «أما تويتر فالوزارة لا شأن لها به والجرائم المعلوماتية ليس من مهام الوزارة، وأن نظرة الوزارة في ذلك تربوية وشاملة، علما أن الدولة تراقب ذلك بشدة»، مبينا الوزير خوجة أن الوزارة ليس لها علاقة بالجائزة الوطنية للإعلاميين. ترحيب بالضيف من جهته، رحب مؤسس الاثنينية عبدالمقصود خوجة بالوزير خوجة معددا ما تميز به ضيف الاثنينية من دبلوماسية وشاعرية، وقال: «عرفته الأوساط الثقافية هادئ الطبع، وسطي المنهج، متنوع المعرفة، كما أنه استثنائي إذ هو أول وزير سعودي يقتحم الفضاء الإسفيري الأثير إلى نفسه، كما انتزع مساحة جريئة مكنته من التمدد بحرية في مواقع التواصل الاجتماعي، إذ هي واحته المفضلة، وموئله العذب، يلتقي فيه محبيه ومعجبيه تفاعلا وتواصلا في كل ما من شأنه تعزيز العلاقات الفكرية والثقافية والتحاورية، فهو يتحاور عبر بوابته الالكترونية، ويناور، ويستمع بأريحية ويبدي تقديرا لكل من رغب التواصل معه باختلاف مشاربهم، وألوان طيفهم وأعمارهم، وفئاتهم، وبذات الشفافية والوضوح والجراءة يتخذ لصفحته التواصلية مع قرائه ومتابعيه عنوانا قويا وهو «ليس للحرية سقف نصطدم به.. إنما فضاء نتقدم فيه وأمانة نتحملها»، واصفا الضيف الشاعر ب«ابن الحياة» لأنه يكتب قصيدته وفقا لما يجول في العصر من أحداث راهنة، معلنا عن ضيف الاثنينية الأسبوع القادم وهي الدكتورة هويدا القثامي أول طبيبة سعودية لجراحة القلب للأطفال في الشرق الأوسط والثانية على مستوى العالم رئيسة قسم جراحة القلب بمستشفى القوات المسلحة بالرياض. مداخلات الحضور وفي المداخلات، تحدث عن ضيف الاثنينية كل من عبدالفتاح أبو مدين مطالبا الوزير خوجة بدعم الأندية الأدبية وجمعيات الثقافة والفنون ماليا، فيما تحدث الدكتور رضا عبيد عن علاقته بالوزير، فيما توالت كلمات الثناء في ضيف الاثنينية من الدكتور عبدالله مناع، والدكتورة لمياء باعشن وغيرهما.