تصاعدت خلال الساعات الماضية وتيرة المناورات الإخوانية عقب إعلان الرئيس المصري عدلي منصور، عن موعد الاستفتاء على الدستور، في منتصف شهر يناير، وتنوعت مظاهر محاولات الإخوان لتعطيل خارطة الطريق، من خلال توزيع منشورات على المواطنين في الشوارع لرفض المشاركة في التصويت، وتنشيط «جهاز الأخوات» في الجماعة لحشد المواطنين وخاصة في المحافظات للتصويت ب «لا» على الدستور، بهدف تعطيل تنفيذ خارطة الطريق. وقالت مصادر أمنية ل «عكاظ»، تم رصد اجتماع لقيادات التحالف جرى خلال الساعات الماضية، لحسم الموقف من المشاركة في الاستفتاء على الدستور، وأن أغلب الحضور أجمعوا على «المقاطعة» وعلى رأسهم ممثلو الإخوان وأحزاب الوسط والأصالة والراية والعمل، الأحزاب المتحالفة مع الإخوان، فيما أكدت مصادر أن قيادات جماعة الإخوان وجهت بالفعل توجيهات لمسؤولي «الشعب» الإخوانية بالمحافظات للبدء في حملات لحشد المواطنين في القرى والنجوع فضلا عن طلاب الجامعات للتصويت ب «لا» على الدستور الجديد، إلى جانب طبع آلاف من النسخ المزورة للدستور وتوزيعها على المواطنين بهدف إحداث حالة من البلبلة. وردا على هذه التوجهات، أكدت المصادر أنه فرضت رقابة صارمة على المطابع، ورفع تقرير لمجلس الوزراء بضرورة تنظيم العديد من المؤتمرات والفعاليات الجماهرية، وتخصيص فقرات في وسائل الإعلام للنقاش عن الدستور. وقال محمد أبو سمرة الأمين العام للحزب الإسلامي، المتحالف مع جماعة الإخوان، إن التحالف يعتزم تنظيم وقفات احتجاجية أمام لجان الاستفتاء للإعلان عن رفض الدستور والتصويت عليه. إلى ذلك، اعتبر عدد من السياسيين، أن ما نشرته الصفحة الرسمية، لحزب الحرية والعدالة، تحت عنوان «المولوتوف والسلمية.. كل شيء مباح ما لم تمسك سلاحا، أنه دعوة صريحة للعنف قبل الاستفتاء على الدستور، ورأى البعض منهم أن الأمر يندرج تحت بند استمرار سياسات الإخوان وقيامها بتصدير العنف للمجتمع». وقال عصام الشريف منسق الجبهة الحرة للتغيير السلمي، إن جماعة الإخوان بدأت فى مرحلة الانتحار السياسي، عبر دعوات تحريضية تهدف إلى إهدار دماء جديدة ليتاجروا بها أمام المجتمع الدولي، مشيرا إلى أنها محاولة جديدة لتعطيل الاستفتاء على الدستور، ومن أجل زعزعة الاستقرار المصري. فيما أشار محمد فيصل عضو تنسيقية 30 يونيو، إلى أن تبرير الإخوان للعنف، واعتبار المولوتوف من الأدوات المباح استخدامها فى المظاهرات، دليل على ضعفهم وارتكابهم للأعمال التخريبية التي شهدها الشارع المصري. وفي السياق نفسه، وصف أحمد عبد ربه عضو المكتب التنفيذي لشباب جبهة الإنقاذ، جماعة الإخوان بالإرهابية، موضحا أنهم يبررون الآن استخدام المولوتوف ليحرقوا به السيارات والمنشآت وكذلك المواطنين، وأنهم غدا سيعتبرون الأسلحة البيضاء والأسلحة النارية أدوات سلمية يحق لهم استخدامها فى المظاهرات. وفيما يتعلق بوقف الدراسة أو استمرارها للحد من مظاهرات طلاب الإخوان تباينت الرؤى ما بين مؤيد ومعارض لاستمرار الدراسة، وتسود حالة من الارتباك داخل الجامعات حيث أعلن عدد من الكليات انتهاء المحاضرات الخاصة بالفصل الدراسى الأول ووضع الامتحانات وفقا لما تم تدريسه للطلاب فقط في حين أعلن عدد آخر من الكليات والمعاهد استمرار العملية الدراسية وعدم الانسياق وراء تنفيذ المخطط الإخواني بوقف الدراسة وإثبات فشل الدولة فى مواجهتهم فى الجامعات. وقال الدكتور عمرو هاشم ربيع أستاذ العلوم السياسية إن الوضع داخل الجامعات أصبح شديد الخطورة خاصة بعد تضامن عدد كبير من الطلاب مع مظاهرات طلاب الإخوان وذلك بعد القبض على عدد منهم وتدخل الأجهزة الأمنية لفض تلك المظاهرات. من جانبه، أكد الدكتور محمود العلايلي، القيادي في جبهة الإنقاذ الوطني، إن الإخوان يريدون توصيل رسالة للخارج عن اضطراب العملية التعليمية بالجامعات وخاصة بالأزهر إلى جانب إثبات أنهم يفرضون سيطرتهم الكاملة على المشهد التعليمي وخاصة الجامعي، بالإضافة إلى رغبتهم فى إرهاق الأجهزة الأمنية وتوريطها فى اشتباكات مع الطلاب.