أكدت ل «عكاظ» مي ماجد صالح القرشي، أول طالبة تحصل على درجة الدكتوراة من جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية في تخصص الهندسة الحيوية، أن هاجسها مواصلة البحث العلمي وتتطلع للحصول على جائزة نوبل. وقالت إن حصولي على درجة الدكتوراة كأول سعودية تتخرج من هذه الجامعة يعد شرفا ومفخرة ورد جميل لوطني الغالي الذي يحتضن الكفاءات والقدرات، تساعدني هذه الدرجة على تبوؤ مقاعد العلم، مبينة أن مشروعها العلمي يتناول تأثير مادة موجودة في كافة الكائنات الحية لديها القدرة على التحكم في تنشيط أو تثبيط البروتينات وعلاقتها بالتحكم بالأمراض. وعما تعنيه لها درجة الدكتوراة قالت «من وجهة نظري أرى أن الحصول على شهادة الدكتوراة يعني بداية الحياة الجديدة في البحث العلمي، فالشخص الطموح يسعى لأن يكون باحثا علميا تنعكس دراسته على واقع حياة الإنسان خاصة في ظل دعم المملكة لأبنائها وبناتها في كل ما يساعدهم على الارتقاء بالبحث العلمي، وأحلم بأن أكمل المشوار في البحث العلمي، إذ أن شهادة الدكتوراة وميض أمل نحو طريق البحث والاستنتاج والتطبيق العملي». وأضافت «حصولي على الدكتوراة شرف ومسؤولية تدفعانني لمزيد من المثابرة والجهد والإصرار على مواجهة التحديات لأن حلمي القادم عبر البحث العلمي الحصول على جائزة نوبل». أما والدها ماجد القرشي، محرر أخبار في إذاعة جدة، فيقول إن حصولها كأول سعودية على شهادة الدكتوراة من الجامعة إهداء لكل الوطن ورد الجميل نحوه بالمثابرة والمساهمة في عملية التنمية. ويتابع «لم تسعني الفرحة وأفراد أسرتي ووالدتها الدكتورة منى الشاذلي التي تعمل عميدة لكلية جامعية في الحدود الشمالية، والتي وجهت مي بعبارة إلى الأمام واصلي مسيرة البحث العلمي»، ويضيف لم تكن دراسة مي لتخصص الكيمياء هي الوجهة الأولى لها إذ أنها كانت ترغب في دراسة الطب وارتداء البالطو الأبيض، إلا أن علامات بسيطة حالت بينها وبين حلم دراسة الطب في جامعة الملك عبدالعزيز، إلا أن هذا لم يثنها عن رحلة الكفاح والتميز فالتحقت بتخصص الكيمياء وتخرجت بتقدير امتياز مع حصولها على مكافأة الامتياز سنويا، الأمر الذي خول الجامعة لترشيحها بعد التخرج من مرحلة البكالوريوس إلى الدراسة في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية إلى أن كانت من أوائل الدفع الدراسية الحاصلة على درجة الماجستير. وأكد والدها أنها شغوفة بالبحث العلمي وسبق أن قدمت بحثين علميين في محفل دولي وشاركت في تأليف كتاب عن الكيمياء. وحول لحظات إعلان اسم مي ضمن قائمة الخريجين كأول سعودية تحصل على درجة الدكتوراة، يقول والدها «خنقتنا العبرة وشعرنا أن حصولها على درجة الدكتوراة مفخرة لكل فتاة سعودية، وهذا ما أكدته الطالبات في حفل التخرج اللواتي أكدن لها أنها أعطتهن دافعا لمزيد من الاجتهاد المتواصل لتحقيق التميز»، ويتابع والدها من بين الحضور في حفل التخرج عائلة صينية رجل وزوجته وابنتهما الصغيرة تقدمت إلى مي وطبعت على خدها قبلة وأهدتها علبة شوكولاته وباقة ورد في موقف يعكس ابتهاج الجميع بهذا النجاح. وعن سنوات البحث والاجتهاد التي وظفتها العائلة لتحصل مي على هذا التميز يقول «أبنائي متفوقون منذ المرحلة الابتدائية، يحملون شغف العلم والقراءة على عاتقهم، أسوة بجدهم لأبيهم الذي كان يملك مكتبة ضخمة تزخر بالعديد من الكتب التي تعد مرجعا لأبنائي في مراحلهم الدراسية، إذ أن والدي كان يهدي كل أبنائي ثلاثة آلاف ريال لشراء الكتب».