حققت الطالبة آيات أسامة محمد سعيد باخريبة إنجازا يحسب لها كأول سعودية تحصل على درجة الماجستير في القانون العام بتقدير امتياز من أكاديمية شرطة دبي، عن أطروحتها التي حملت عنوان حقوق الطفل في النظام السعودي، دراسة مقارنة بالقانون الدولي. «عكاظ» جلست إليها للاطلاع على رؤاها المستقبلية وهل تنوي دخول مجال العمل العسكري بالفعل أم أنها ستتخذ مجالا آخر، وكيف استقبلت نبأ حصولها على هذه الدرجة المميزة، والعديد من المحاور التي تحدثت عنها. قالت آيات أسامة إن موضوع بحثها حظي بتقدير خاص من لجنة التحكيم التي أشادت بالأسلوب المتميز في بناء الأطروحة من حيث التنظيم والتنسيق والدقة وعدم وجود أخطاء موضوعية، بالإضافة للحرص والمثابرة في إنجازه خلال زمن قياسي، من أجل تقديم رسالة متميزة، فضلا عن المصداقية في الطرح واتباع مناهج وطرق البحث العلمي من حيث التأصيل والالتزام بقواعد المقارنة، وترابط الأفكار وتسلسلها، وخروجها بالتوصيات المتعلقة في صميم البحث، مضيفة أنها أنهت المرحلة التمهيدية في الأكاديمية لبرنامج الماجستير، بحصولها على المركز الأول على الدفعة لجميع التخصصات القانونية، حيث نالت درجة البكالوريوس من جامعة الشارقة كلية القانون بتقدير ممتاز . وأبدت آيات سعادتها بالتكريم الذي حصلت عليه، مؤكدة أنها لم تكن لتنال النجاح لولا توفيق الله ثم دعاء الوالدين، معتبرة أن الوصول للتميز لم يكن سهلا وجاء نتيجة ساعات طويلة من التعب والجهد المتواصلين، حيث كانت تقضي ما بين 8 إلى 10 ساعات يوميا للعمل على الأطروحة وانجازها بتميز في زمن قياسي. وأشارت إلى أنها تشعر بالفخر كونها أول سعودية تناقش أطروحة ماجستير في أكاديمية شرطة دبي، خاصة وأن تجربتها توجت بالامتياز . أوضحت آيات أن محطتها المقبلة بعد الماجستير هي استكمال دراستها وتحضير الدكتوراة في نفس التخصص، وتدرس حاليا ما إذا كان ذلك سيكون في جامعات بدبي أم خارجها، مبينة أنها بعد التخرج من البكالوريوس دخلت الحياة العملية مباشرة بإحدى الجهات الحكومية المرموقة في دبي، وخلال فترة عملها تم ترشيحها لجائزة دبي للأداء الحكومي المتميز عن فئة الموظف الحكومي المتميز في الوظائف المتخصصة، وهو أول برنامج متكامل للتميز الحكومي في العالم، كما فازت بجائزة الموظف المتميز من جهة عملها لسنتين على التوالي، والأخيرة كانت لتصميمها نظام خاص يعتبر الأول من نوعه في المنطقة، ولا يوجد له مثيل حاليا سوى في الولاياتالمتحدة. وتقول إنها اختارت موضوع الأطروحة حول قضية حقوق الطفل في النظام السعودي في إطار شرعي ودولي؛ أي بتحليل ودراسة ما تطبقه المملكة من أنظمة تستند على الشريعة الإسلامية ومستفيدة من محاسن المواثيق الدولية في هذا الشأن. وأضافت «أوصينا في دراستنا بتقنين زواج القاصرات، إلا إذا كانت هناك ثمة ضرورة ملحة تبرر الزواج لمن هم أقل من سن 18، ويشترط في هذه الحالة الحصول على إذن من المحكمة المختصة، للتأكد بأن لا تزوج الصغيرة التي يقل سنها عن 16 سنة إلا بموافقة المحكمة الشرعية بعد التحقق من تقارب السن بين الزوجين بالإضافة إلى ملاءمة الزواج إذا كان في تزويجها مصلحة لها، كأن تكون يتيمة لا عائل لها، أو فقيرة، أو نحو ذلك». وترى آيات أن المرأة السعودية مبدعة وناجحة محليا وعربيا وعالميا في شتى المجالات، وهي قادرة على أداء الأدوار المطلوبة منها، ولعل أوضح مثال لهذا الأمر هو دخولها تحت قبة مجلس الشورى، لذلك تؤيد إنشاء أكاديمية عسكرية للنساء أو الفتيات في المملكة كما هو موجود في بعض دول مجلس التعاون الخليجي أو الدول العربية الأخرى. وأوضحت آيات أن والدتها شجعتها كثيرا وكان لشخصها وثقافتها وطموحها أكبر الأثر في تحديد مسارها، وكانت تحثها دوما على أن يكون لديها رسالة في الحياة لخدمة المجتمع، مردفة «الآن بعد أن أنهت والدتي دراستها البكالريوس بامتياز مع مرتبة الشرف، أسعى لإقناعها بأن تنضم معي لاستكمال مرحلة الماجستير، حيث ترغب مواصلة الدراسة في تخصص علم النفس السياسي، وقد نتنافس سوية على الامتياز». خدمة الوطن آيات باخريبة قالت إنها تنتهز الفرصة للتوضيح بأنه ما كان لها أن تتميز لولا فرص الابتعاث المتاحة للطلاب من قبل الدولة، ما يدفعهم للتأكيد للعالم أجمع أن كوادرنا السعودية قادرة على نيل أعلى الدرجات العلمية ومنافسة الجميع، وينعكس ايجابيا على الوطن في المستقبل القريب.