مفارقة.. رغم وفرة الأجهزة الذكية في متناول أيدى الشباب إلا أنهم يفضلون مقاهي الإنترنت.. فقد ارتبطوا بهذه المواقع قبل أن تعم النقلة التكنولوجية الهائلة في كل مكان.. وفي خطوة وصفوها بالوفاء فإنهم يقضون وقتهم في مقاهي الإنترنت التي أبعدتهم عن مقاهي الشيشة والمعسل. رواد الإنترنت «عكاظ» التقت بمجموعة من الشباب ممن يرتادون مقاهي الإنترنت في الرياض منهم عمر العيدروس الذي قال إنه يرتاد مقاهي الإنترنت بصورة شبه مستمرة وما يميز هذه المواقع عن غيرها هو الهدوء ونظافة المكان والجلسات المريحة فضلا عن أن التدخين محظور حسب تعليمات إدارة صحة البيئة بأمانة الرياض وهذا أمر يشجع للحضور لهذه المقاهي. وعن الهواتف الذكية وتأثيرها على إقبال الشباب على مقاهي الإنترنت قال العيدروس: الهواتف الذكية بالطبع اختصرت كثيرا من الأمور كالتصفح ومتابعة وسائل والتواصل الاجتماعي كتويتر والواتس أب وغيرها لكن لمقاهي الإنترنت جوها الذي لا أستغني عنه أنا شخصيا فأجد فيه متنفسا لي حال خروجي من المنزل بل إنني ألتقي بأصدقائي فيه. تساهل العاملين فيصل سعود يقول إن مقاهي الإنترنت حافظت على مكانتها بين الشباب رغم توفر الهواتف الذكية والدليل على ذلك الإقبال الكبير من الشباب على المقاهي ومن عيوبها كما يقول فيصل تساهل بعض العاملين في تطبيق القرارات القاضية بمنع صغار السن من دخول المقاهي وتجد في بعض المقاهي صغارا في المرحلة المتوسطة وهي نقطة بحاجة إلى تكاتف الجميع للحد منها فالأسرة مطالبة بمعرفة أين يذهب أبناؤهم. عبد الله الزين يقول إنه يتردد على مقهى الإنترنت القريب من منزله فهو لا يملك جهاز لاب توب في المنزل ويملك فقط جوالا ذكيا، «في هذه الأيام أحاول أن أنهي بحثا خاصا بي والهاتف الخاص لا يوجد به تطبيق (الوورد) وطبعا البحث بحاجة إلى كتابته وحفظه على (وورد) وهذا سبب ترددي على المقهى». ويشير سالم العنزي إلى أن مقاهي الإنترنت منتشرة في أحياء الرياض بشكل كبير وهذا دليل على أن مقاهي الإنترنت مازال عليها الإقبال كبيرا ففيها يأخذ الشاب حريته ويقضي وقت فراغ ممتع أفضل من التسكع في الشوارع أو الذهاب إلى مواقع فيها إزعاج وأضاف العنزي «مقاهي الإنترنت تتنافس فيما بينها لتقديم الخدمة التي تجذب الشباب كتوفير مواقع وجلسات في الهواء الطلق وتوفير المشروبات إضافة إلى أن أسعارها ثابتة». (نور علي) مسؤول حسابات في أحد مقاهي الإنترنت في الرياض قال «الشباب يرتادون المحل بكثافة فأنا أفتح المحل منذ الصباح الباكر والشباب يقبلون على المحل خاصة في الليل والفترة الصباحية أيضا لا تخلو من المرتادين».