أكدت المملكة أهمية التصدي لما تتعرض له مدينة القدس في الآونة الأخيرة من انتهاكات قوات الاحتلال الإسرائيلي والمخطط الصهيوني الهادف إلى تقسيم المسجد الأقصى المبارك زمانيا ومكانيا من أي وقت مضى، مبينة أن هذا الأمر يتطلب وقفة حازمة وجادة أمام هذه الانتهاكات لإنقاذ المسجد الأقصى من مخاطر التهويد وبما يحقق تطلعات الشعب الفلسطيني والأمة الإسلامية. جاء ذلك في كلمة المملكة التي ألقاها الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز نائب وزير الخارجية رئيس وفد المملكة في اجتماعات المجلس الوزاري لمنظمة التعاون الإسلامي في دورته ال40 التي افتتحها أمس بكوناكري رئيس جمهورية غينيا البروفيسور ألفا كوندي. وأفصح الأمير عبدالعزيز أن العالم الإسلامي يمر بالعديد من التحديات والتطورات والتغيرات البالغة الدقة، الأمر الذي يتطلب من الجميع تدارس أبعادها وتداعياتها سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، وضرورة اتباع أفضل السبل الممنهجة لمعالجتها والتخفيف من حدتها على شعوب الأمة الإسلامية. وقال نائب وزير الخارجية: «إن من أبرز التحديات التي تواجه الأمة الإسلامية النزاع العربي الإسرائيلي واستمرار الاحتلال الإسرائيلي في بناء المستوطنات والتي قد تؤدي إلى انهيار الجهود المبذولة لعملية السلام في المنطقة، إن قضية الشعب الفلسطيني وحصوله على حقوقه المشروعة تشكل محور الصراع في الشرق الأوسط، هذا الصراع يتطلب منا التأكيد على مطالبنا المشروعة بأهمية إيجاد حلول شاملة وعادلة، وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية». وأكد الأمير عبدالعزيز أن الأمة الإسلامية لازالت تعاني آثار العديد من القضايا التي أدمت جسدها مثل أفغانستان والصومال واليمن وسوريا والأقليات الإسلامية في مناطق عديدة، وتبقى سوريا بعد فلسطين جرحا داميا في جسد الأمة الإسلامية بسبب ما يتعرض له الشعب السوري الشقيق من قتل وتعذيب وتشريد، وقال: «لازالت تزكم أنوفنا رائحة دم أكثر من مائة ألف شهيد سوري، وتهجير ملايين من السوريين داخل وخارج بلدهم، وإننا في المملكة نقف قلبا وقالبا مع إرادة الشعب السوري». وقال نائب وزير الخارجية: «لا ندري أي حرية تلك التي تتطاول على رموزنا الدينية وتدنس الكتب السماوية دون رادع من ضمير أو خلق أو حتى احترام لمشاعر أكثر من مليار ونصف مسلم، إننا أيها الإخوة أيضا مطالبون اليوم بتكثيف العمل الجماعي للتصدي لمثل هذه الأفعال والسلوكيات بأساليب حضارية تتفق مع آليات العمل الدولي، وانطلاقاً من مسؤولياتنا الإسلامية للدفاع عن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وجميع الأنبياء والرسل، فقد سبق وأن طالب خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز هيئة الأممالمتحدة بمشروع قرار يدين أي دولة أو فرد أو مجموعة أفراد تتعرض للأديان السماوية وللأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام، ووضع عقوبات رادعة لهذه الأعمال المشينة». وأردف قائلا: «إن منظمتكم الموقرة تعد ثاني أكبر منظمة دولية بعد منظمة الأممالمتحدة، وتمثل ما يزيد عن ربع سكان العالم ولا بد لها من دور أساسي في العمل الدولي وإرساء الأمن والسلم في العالم والتعاون مع جميع الفعاليات الإقليمية والدولية، وإننا في المملكة ندرك ونقدر جيدا أهمية منظمتنا على الساحة الدولية وإدراكا منا في المملكة بضرورة إصلاح الأممالمتحدة وأجهزتها المختلفة، لقد قدمنا اعتذارنا عن العضوية غير الدائمة لمجلس الأمن والتي تم انتخاب المملكة في شهر أكتوبر الماضي، إيمانا منا أن آلية العمل وتطبيق القرارات الأممية بحاجة ماسة وعاجلة إلى الإصلاح ومعالجة لقضايا المنطقة بعدالة وصدق لما يحقق تطلعات شعوبنا في الأمن والسلم». وأكد نائب وزير الخارجية أن المملكة تفتح أبوابها لأي خبرات وأيادٍ عاملة تسهم في مسارات التنمية، قائلا: «رأت بلادي ولأسباب تنظيمية تصب في مصلحة العامل ورب العمل واتخذت وفقا للنظام إجراءات تصحيحية لأوضاع المقيمين منحت بموجبها المدة الزمنية الكافية لكل مخالف لنظام الإقامة إلى تعديل وضعه وفقا للأسس والمبادئ التي تحكم العلاقة بين المستفيدين، وتأمل من كل الحكومات والمنظمات النظر في هذا الأمر كحق سيادي للدولة راعت فيه مصالحها الأساسية والأمنية والاجتماعية وحفظ حقوق العامل وصاحب العمل». وأضاف: «كما تعلمون بأن آخر استضافة للمملكة لعقد المؤتمر الوزاري كانت الدورة الثامنة عشرة في مارس 1989م أي قبل 26 عاما، وانطلاقا من رغبة المملكة في تعزيز مسيرة هذه المنظمة الفتية ومن إيماننا الراسخ في تعزيز مسيرة الإخاء والتضامن الإسلامي، فإن المملكة يشرفها استضافة الدورة ال 41 على أرض المملكة لإكمال مسيرة البناء لهذه المنظمة وبرامجها». من جهة ثانية، استقبل الرئيس البروفيسور ألفا كونديفي رئيس جمهورية غينيا في مقر إقامته امس الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز نائب وزير الخارجية رئيس وفد المملكة في اجتماعات المجلس الوزاري لمنظمة التعاون الإسلامي في دورته ال40 التي تعقد في العاصمة الغينية كوناكري. ونقل نائب وزير الخارجية خلال الاستقبال تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بدوام الصحة والعافية للرئيس كونديفي والتقدم والازدهار لشعب غينيا الشقيق. حضر اللقاء سفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية غينيا أمجد البديوي، ومدير عام مكتب نائب وزير الخارجية السفير دهام بن عواد الدهام، ومدير الإدارة الأفريقية بوزارة الخارجية خالد مفتي. وكان الأمير عبدالعزيز بن عبدالله قد وصل إلى كوناكري صباح امس للمشاركة في هذا المؤتمر وكان في استقباله وزير خارجية جمهورية غينيا لونسى فال، وزير الشؤون الدينية الشيخ نحاسي، وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى غينيا وأعضاء السفارة.