قيل في مختصر الاحوال اذا بكت المرأة فاعلم انها تريد شيئا.. ولكن اذا بكى الرجل فاعلم أنه فقد كل شيء. هذه المقولة جسدتها دموع احد المدمنين التائبين وهو يروي بدموعه مرحلة الضياع التي عاشها بسبب تعاطيه للمخدرات وما انتهي به من دمار، وشرح المدمن التائب هاشم من مقر مستشفى الامل في جدة قصة ادمانه للمخدرات والمراحل التي مر بها والتي بدأت «بشمة» هيروين مجانية لتتطور الى مدمن محترف باع كل ما يملك وسرق ذهب زوجته ليوفر لنفسه قيمة الجرعة. سطر هاشم وهو شاب اربعيني وموظف سابق في احدى شركات الاتصالات رسالة خطية يطلب فيها من اسرته وطليقته واطفاله الصفح عن اخطائه اثر ما اقترفه من ذنب بحقهم بسبب تعاطيه للمخدرات، واختصر حاله في كلمات غلسها بدموع واهات بقوله «ضاعت اسرتي وضيعت نفسي»، مضيفا «عمري 44 عاما ولي ابن وابنة، دخلت مستشفى الامل بسبب ادماني للهيروين الذي بدأته قبل الزواج، لم تكن زوجتي تعلم عن ذلك شيئا، ولم تكتشف ادماني الا بعد أن انجبت اول طفلة، عندما تناولت في إحدى المرات جرعة زائدة». وبدأت معها مسلسل البحث عن أعذار وكل مرة أعدها بالعلاج، ودخلت الى مستشفى الامل 27 مرة لم اكن جادا في أي منها الا هذه المرة عقب ان تشتتت اسرتي وسددت ثمنا غاليا. ويضيف : كنت اهرب من المشاكل الى أصدقاء السوء وتعاطي المخدرات، وعلى مدى 18 عاما من زواجي رزقني الله طفلة وطفلا كنت بعيدا عنهما دوما، لم اشعرهما ان لهما أبا، وتركت مهمة تربيتهما لوالدتهما التي ضحت وصبرت كثيرا علي، في كل مرة كنت اخرج من المستشفى أبحث مجددا عن الهيروين، وهكذا تتكرر مأساتي، فقدت وظيفتي بسبب غيابي المتكرر عن العمل، دخلت احدى المرات السجن لتورطي في ترويج المخدرات وسجنت اربع سنوات حصلت زوجتي على خلالها على الخلع من المحكمة. يضيف هاشم مسترجعا دخوله الاخير الى المستشفى للعلاج منذ ستة أشهر.. لا شيء يتعبني الآن الا انني كنت سببا في دمار ام اولادي، الان وضع اسرتي صعب للغاية وبلا ذنب تسدد ثمن غلطتي.