تطلع المؤتمر العالمي الثالث للإعلام الإسلامي، في بيانه الختامي، أمس، في جاكرتا، لمراجعة المواثيق الخاصة بالإعلام الإسلامي، بالاستفادة مما صدر عن دورتيه السابقتين، انطلاقا من ميثاق الشرق الإعلامي (صدر عن المؤتمر الثاني 2011م). لذلك، فإن المشاركين طالبوا أمس بنشر ذلك الميثاق وتداوله وتضمينه مناهج أقسام الإعلام بالجامعات، وعقد الحوارات حوله، حتى تصبح مواده وقواعده معروفة عند العاملين في وسائل الإعلام. تلك الخطوة من المشاركين في المؤتمر لمراجعة تلك المواثيق تأتي كمسؤولية اجتماعية اضطلع بها المؤتمر من خلال عنوانه «الإعلام والمسؤولية الاجتماعية»، وعبر دراسة عدة محاور، هي: الإعلام العالمي والأبعاد القيمية والأخلاقية، وضع رؤية إسلامية للعلاقة بين الإعلام والمجتمع، فرص وتحديات الإعلام في المجتمع المسلم، وعرض نماذج وتطبيقات للإعلام الإسلامي، ومن هنا جاءت التوصية لإبراز المشروعات الاجتماعية لمؤسسات المجتمع المدني، وضبط الأنشطة الإعلانية وفق قيم المجتمع المسلم المادية والمعنوية. ومن أجل مراجعة تلك المواثيق الإعلامية التي دعا إليها المؤتمر، فإنه لم ينس في بيانه الختامي التحذير من الخطاب الإعلامي المغرض لتشويه القيم والمبادئ والتشريعات الإسلامية، وعدم انخراط وسائل الإعلام الإسلامية في إثارة النعرات القبلية والشحناء والحزبية والطائفية والمذهبية، ومراعاة العلاقة التبادلية والتكاملية المشتركة بين الإعلام والمجتمع عند صياغة الاستراتيجيات والسياسات الإعلامية، ورصد ما يصدر من برامج وكتابات صحفية ومؤلفات تهدف إلى تشويه صورة الإسلام والمجتمعات المسلمة. من هنا، فإن المشاركين رأوا تطبيق نموذج «صحافة السلام» في المجتمعات الإسلامية المضطربة بشكل خاص، وتأصيل قيم التسامح والعيش المشترك ومبادئ الحوار واحترام الأديان في كافة وسائل الإعلام، وترسيخ ثقافة الحوار والشورى والشفافية ومكافحة الفساد واستغلال النفوذ، إنشاء معهد إعلامي للبحوث والتدريب لإعداد قاعدة بيانات للإعلاميين المسلمين إقليميا وعالميا.