عندما تهم بعبور كوبري العمال الواقع في «كيلو سبعة» بالقرب من حي الروابي جنوبجدة فلابد أن تتسلح بكل ما أوتيت من صبر وإن كان لديك ما تدافع به عن نفسك تحسبا لأي سائق غاضب فذلك من الأمور المستحسنة، وإذا نجحت في عبور الكوبري فستعلق بين مئات العمال السائبين، المخالفين والمتخلفين، الذين حولوا الكوبري والمنطقة المحيطة بها إلى ما يشبه الحراج. هذه المشاهد ليست موسمية بل يومية ومستمرة منذ 20 عاما، حتى ضج سكان حي الروابي المجاورين بحركة العمالة التي جلبتها ضجيج أبواق السيارات وأدخنتها في حصة يومية مقررة عليهم حتى قبيل موعد نومهم مساء. وطالب السكان عبر «شمس» الجهات المختصة بمعالجات حاسمة للتخلص من الكثير من المشكلات التي تؤرقهم من وراء هذا الكوبري. وقال مصرود الزهراني إنه يتابع هذه المشكلة منذ أكثر من 20 عاما ولم تحل رغم طرقهم جميع الأبواب دون جدوى. «أرجو من جهات الاختصاص إرسال مندوبيهم إلى الموقع قبيل صلاة المغرب حتى الساعة العاشرة مساء ولمرة واحدة فقط وسأضمن أن قلوبهم سترق لحالنا فنحن نعايش هذا القلق طوال كل هذه الأعوام.. ولكن أين هم». وأضاف أن المواسم مثل رمضان والحج فإن الوضع يكون أسوأ فالإفطار على الكوبري ومن شدة الزحام قد تفوتك صلاة التراويح أيضا، أما من يريد مراجعة مستشفى فإنه يشق عليه ذلك. واقترح أن تغلق العبارة الواقعة وسط الكوبري وتقسيمه إلى مسارين. أما سالم عبدالله الشمراني فقال إن هذه المشاهد موجودة منذ أكثر من 35 عاما وهي فترة بناء الكوبري لكنها تزيد عاما بعد عام بحسب الكثافة السكانية وزيادة نسبة السيارات في الشوارع «نعاني من الازدحام المروري وبشكل يومي لدرجة أنني لا أستطيع النوم مبكرا رغم كبر سني وذلك من شدة ضوضاء السيارات ومصادماتها, فبعض السائقين يطلقون أبواق سياراتهم في كل كبيرة وصغيرة دون مراعاة لسكان الحي.. أما العمال المخالفون لنظام العمل والإقامة فذلك شأن آخر فهم لا يستطيعون الغياب كثيرا عن منازلهم خشية سطوهم عليها». وطالب درويش مسفر بوضع إشارات مرورية للحد من تلبك حركة السير وفض الاشتباك بين السيارات التي تكون في أشدها ساعات الصباح الباكر عندما يخرج الجميع إلى أعمالهم « هناك مشكلة أخرى لا تقل خطورة عن باقي المشكلات التي ذكرت وهي أن البعض يضرم النيران في حاويات النفايات في محاولة للفت أنظار الدوريات للشخوص إلى الكوبري وإلقاء نظرة على الموقع وهو بالطبع اجتهاد غير مقبول وغير منطقي لكنه لم يؤد إلى نتيجة». وتساءل درويش « أين الذين أعطيناهم أصواتنا في المجالس البلدية ومراكز الأحياء ليحلوا مشكلاتنا». أما خالد محمد فذكر أنهم يستبشرون عند رؤية دورية للمرور تعبر الكوبري لكنه لفت إلى أن الكوبري بحاجة ماسة للمتابعة المرورية بصفة مستمرة ولو بتخصيص دورية واحدة. أما العامل مأمون عثمان فلم ينف أن العمال بمختلف جنسياتهم حولوا الكوبري إلى نقطة تجمع لهم خاصة بعد صلاة العصر وإلى الساعة العاشرة أو تزيد قليلا، وأشار إلى أن بعض العمال يحدثون فوضى فعندما يطلب شخص ما عاملا واحدا لأداء مهمة تجدهم يتدافعون ويتزاحمون للركوب معه وهذا يتسبب في إحداث زحام في الشارع. ولفت إلى أن بعض المواطنين يقومون بتنظيم حركة السيارات عندما يشتد الاختناق ويختلط الحابل بالنابل. أحد العمال اقترب منا وعبر عن احتجاجه من تواجدنا والحديث عن مشكلات العمال والكوبري وأكد أن وجودهم هنا من أجل الكسب الحلال وأن تجمعاتهم باتت مألوفة للسكان. «شمس» حاولت التواصل مع المتحدث الرسمي للمرور بأكثر من وسيلة اتصال ولمدة عشرة أيام لكن دون أن تحظى باستجابة .