رغم وصفه بأنه مشروع خارج نطاق التنفيذ، إلا أن أهالي محافظة القنفذة والهجر والمراكز التابعة لها ينتظرون بفارغ الصبر تنفيذ مشروع المطار الاقتصادي الذي اعتمدت هيئة الطيران المدني مخصصاته المالية في ميزانية العام المالي 1431/1432ه حسب التصريحات المعلنة على لسان المسؤولين في مختلف وسائل الإعلام. وفي الوقت الذي يستشهد فيه الأهالي بتصريحات رئيس هيئة الطيران المدني السابق في شهر فبراير من 2011م بأن الهيئة أكملت إعداد التصاميم الأولية لجيل المطارات الاقتصادية التي تمتاز بتكلفة إنشائية منخفضة لخدمة بعض المناطق ذات الكثافة السكانية القليلة، وذكر منها مطار القنفذة الاقتصادي، يرفض المتحدث الرسمي في هيئة الطيران المدني خالد الخيبري التعليق مبررا ذلك بعدم توافر معلومات لديه حول بدء تنفيذ المطار. فيما تتصاعد شكاوى المواطنين من تأخر التنفيذ خاصة أصحاب الأمراض المزمنة المرتبطين بمواعيد في مستشفيات تخصصية بالعاصمة الرياض ما يتطلب مراجعات مستمرة بأوقات محددة ودقيقة. وقد شهدت الآونة الأخيرة تحركات بعض المسؤولين في المحافظة منهم على سبيل المثال الدكتور مشعل الفلاحي ومدير التربية والتعليم الدكتور محمد الزاحمي ورئيس المجلس البلدي محمد بامهدي وإبراهيم سالم حويس رئيس مركز التنمية الاجتماعية بالقوز بمحافظة القنفذة والشيخ عبدالعزيز بن مرزوق شيخ قبائل زبيد بمركز المظيلف والشيخ عبده القوزي شيخ قبائل القوازية بالقوز والشيخ محمد جابر الأحمري شيخ قبائل الأحامرة بشرق مركز حلي والشيخ محمد العمري شيخ قبائل العمور بالساحل وعدد من الإعلاميين والمواطنين بمحافظة القنفذة، حيث انتقلوا جميعا إلى مكتب محافظ القنفذة فضا بين البقمي لطرح مشكلتهم ومواجهته بطول الانتظار، مطالبين بحلول جذرية لتوضيح مصير مطار القنفذة مجددين مطالباتهم التي استمرت لأكثر من ثلاثة عقود خاصة أن المشروع تمت الموافقة عليه واعتماد ميزانيته في أعوام سابقة. يقول المواطن محمد عبدالرحيم المتحمي أعاني من مشقة السفر والمراجعات بسبب طفلي ذي السبعة أعوام والمصاب بهشاشة عظام، ما يتطلب مراجعة تخصصي الرياض بشكل دائم وفي مواعيد محددة، مؤكدا أن وجود مطار بالقنفذة سيخفف معاناته. وتحدث عدد من شيوخ القبائل عن أهمية استحداث المطار الذي سوف يساهم بشكل كبير في تخفيف الضغط على الطريق الساحلي الدولي مكةالمكرمة القنفذة جازان، والتقليل من الحوادث المرورية المميتة في ظل كثافة سكانية عالية والتي تتجاوز ثلاثة ملايين نسمة بالقنفذة والمحافظات والمناطق المجاورة. فيما يرى كل من يحيى خضر المتحمي وأحمد علي الخيري ومحمد علي مغربي وعبدالرحمن حلواني أعضاء لجنة التنشيط السياحي بالقنفذة أن وجود المطار أصبح ضرورة ملحة من أجل استقطاب رجال الأعمال وتنشيط السياحة بالمحافظة وجلب الكثير من المشاريع الحيوية والهامة. وكانت الدراسات السابقة لمشروع مطار القنفذة قدرت المساحة المتوقعة للمطار بنحو 21 كيلومتر مربعا، يضم مدرجا واحدا طوله ثلاثة آلاف متر يستقبل ويستوعب الطائرات ذات الأحجام المتوسطة والصغيرة المتوقع استخدامها في مثل هذه المطارات، مثل طائرات البوينج 737 والأيرباص 320 والMD90 وتصل سعة بعضها إلى 180 مقعدا في الرحلة الواحدة. ويشير رئيس بلدية المظيلف المهندس عماد بن عيد الصبحي إلى موافقة اللجنة المشكلة من البلدية والإمارة وهيئة الطيران المدني والأمانة والأرصاد على اختيار الموقع المقترح والذي يقع شمال محافظة القنفذة على ساحل البحر الأحمر وحسب الشروط والمساحة المحددة التي تم اختيارها من قبل هيئة الطيران المدني وتم الانتهاء من الرسومات والمخططات المساحية والرفع بها ولكن لم يستلم مندوب هيئة الطيران المدني صك الأرض المقترح لإقامة هذا المشروع الهام والحيوي. من جهته، أيد محافظ القنفذة فضا بن بين البقمي مطالب الأهالي، لافتا إلى معاناتهم المستمرة من غياب التنفيذ نظرا لبعد المسافة بين المحافظة والعاصمة الرياض وبقية المناطق التي تتطلب طبيعة أعمالهم وظروفهم الصحية والاجتماعية التنقل بصفة دائمة.