يعنّ لجارتي العجوز أن تكون جزءًا من المشهد الذي تراه من النافذة؛ فترتدي عباءتها وتتكئ على عكازها وتسير في الشارع؛ مدفوعة بفضول قد يثيره كيس بلاستيكي مغلق على ما بداخله، تتحسسه بعكازها ثم تمضي إلى غيره؛ مأخوذة بالأشياء الغامضة والوجوه الغريبة عن الحي والسيارات المركونة أمام البنايات، ولا تبالي بأحد من الجيران وهي تضع الجميع تحت عدستيها السميكتين وتتأملهم بدهشة امرأة مسنة: تتناول أدويتها بانتظام وتقضي معظم وقتها في النوم.