أمس الأول، اختتم المؤتمر العالمي «صورة الآخر في التعليم المشترك بين أتباع الثقافات»، الذي نظمه مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، بمشاركة عالمية، وحضور ممثلي مجلس الأطراف في المركز (مجلس الأطراف النمساوي، والإسباني، وممثل الفاتيكان). ولم يكن غريبا أن يجمع المشاركون في المؤتمر على الدور الكبير والمحوري للمملكة لنشر ثقافة الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، فدعوة المملكة الدائمة والراسخة للحوار تهدف لإرساء مبادئ المساواة والتكافؤ بين الإرادات الإنسانية كافة، وتعزيز القيم والمبادئ الإنسانية بوصفها قواسم مشتركة بين أتباع الأديان والثقافات، كما يشير إلى ذلك الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز في كلمته في المؤتمر، الذي أوضح أن كل المبادرات التي تطرحها المملكة من آن لآخر تهدف إلى تحقيق الاحترام والتعايش والخير للإنسانية بأسرها عبر استراتيجية منهجية واضحة وآليات واقعية. ويعود الأمير عبدالعزيز بن عبدالله للتأكيد على أن الدين براء من كل الصراعات والنزاعات التي تمارس باسمه نتيجة للجهل بمقاصد الدين من قبل البعض، أو نتيجة لصورة سلبية ترسخت لدى بعض أتباع الأديان عن غيرهم. وبالتأكيد، فإن مبادرة الملك عبدالله للحوار بين أتباع الأديان والثقافات تحقق التوازن بين جوانب التقدم المادي وحاجات الإنسان الروحية، وتعلي من قيم التسامح والإخاء. وإذا كان للحوار تلك الأهمية في إيجاد التفاهم بين شعوب العالم، فإنه يلزم تهيئة البيئة المناسبة لحوار فاعل بأسلوب علمي، من هنا جاء إنشاء «مركز الملك عبدالله العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات»، حتى أصبح حاضنا للمؤسسات الحوارية العالمية، من أجل القيمة الحضارية المثلى للعيش المشترك على قاعدة للوئام والسلام والمحبة والأخوة الإنسانية.