القاهرة - ا ف ب - حذر سيف الاسلام القذافي نجل الزعيم الليبي معمر القذافي من حرب اهلية وتقسيم في ليبيا داعيا الى بدء حوار وطني منذ الاثنين يفضي الى قيام "جمهورية ثانية"، في كلمة تلفزيونية القاها ليل الاحد الاثنين. واقر بوقوع معارك عنيفة في عدد من مدن البلاد ذاكرا منها تحديدا بنغازي والبيضاء (شرق) مشيرا الى ان المتظاهرين "احتلوا معسكرات وسيطروا على اسلحة". واقر بان الجيش ارتكب "خطأ .. وللاسف حصل ان مواطنين ليبيين ماتوا" مبررا ذلك بان "الناس هاجموا الجيش وقوات الجيش غير مدربة على قمع الشعب". ووصف الوضع الحالي في ليبيا بانه "فتة وحركة انفصالية وتهديد للوحدة الوطنية في ليبيا كامة وكدولة" متهما "مجموعة خونة يعيشون في الخارج" بالوقوف خلف الاضطرابات. وقال "الان في هذه اللحظة تجوب دبابات فيها مدنيون في وسط مدينة بنغازي وفي البيضاء الرشاشات موجودة عند مدنيين وقد تم الاستيلاء على الكثير من المخازن". واضاف "هناك مجموعات تريد تكوين دولة في شرق ليبيا هذا برنامجها بدليل هناك مجموعات تريد تشكيل حكومة في بنغازي ومجموعات شكلت امارة اسلامية في البيضاء" مؤكدا "هناك مخطط لليبيا، يريدون تحويل ليبيا الى مجموعة امارات ودويلات". لكنه حذر من ان "الجيش قادر وسيكون له دور اساسي في فرض القانون والامن باي ثمن" مضيفا "لا بد من وقفة حازمة وجيشنا سيكون في ليبيا حتى اخر لحظة". وقال "كلنا مسلحون" مضيفا ان "عشرات الالاف يتقاطرون الى طرابلس للدفاع عنها". واكد "معنوياتنا مرتفعة وسنقاتل حتى اخر امراة واخر طفل" مضيفا "سنقضي على الفتنة". وقال "قبل ان نحكم ونحتكم للسلاح، وقبل ان ندخل في حرب اهلية مثلما يريدون لليبيا الان، وقبل ان يضطر كل ليبي الى حمل السلاح للفداع عن نفسه، غدا نقوم بمبادرة تاريخية ووطنية". ودعا الى "نقاش وطني وحوار وطني على دستور ليبيا". وتابع ان هذه المبادرة ستجري وفق "اجندة واضحة" معددا من بنودها "اقرار مجموعة من القوانين، قانون صحافة، مجتمع مدني، قانون عقوبات جديد، قوانين حضارية تتماشى مع العالم وتفتح افاق الحرية". وقال "نحن على محك تاريخي خطير، لا نفرط في ليبيا". وتابع "نحن الان امام خيارين: غدا نقف مع بعضنا من اجل ليبيا وهناك فرصة نادرة وتاريخية لعمل اصلاح غير عادي في ليبيا بدون تدمير بلادنا والا سندخل في دوامة من العنف اشرس من العراق". وتابع "لا بد ان يرجع نظام الحكم المحلي، يكون هناك حكم مركزي محدود" داعيا الى "التحول من جمهورية اولى الى جمهورية ثانية، الانتقال الى ليبيا جديدة، ليبيا الغد". وتابع "والا استعدوا لتقسيم ليبيا والدخول في حرب اهلية وفوضى، واستعدوا ايضا للاستعمار" محذرا من ان "اساطيل اميركية واوروبية ستحتلكم لانهم لن يسمحوا بامارات اسلامية ولا بهدر النفط ولا بقيام فوضى في ليبيا". وردد سيف الاسلام القذافي مرارا "ليبيا ليست تونس وليست مصر" حيث اطاحت ثورتان شعبيتان الرئيسين التونسي زين العابدين بن علي والمصري حسني مبارك. وقال "معمر القذافي ليس زين العابدين بن علي وليس حسني مبارك، انه زعيم شعب". ولم يدل معمر القذافي الذي يحكم ليبيا منذ 1969 باي تصريح علني منذ اندلاع التظاهرات واعمال العنف. ووردت معلومات غير مؤكدة افادت انه غادر ليبيا مساء الاحد. واعلن سيف الاسلام القذافي عن سقوط 84 قتيلا نتيجة اعمال العنف التي بدات الاسبوع الماضي في ليبيا، متهما وسائل الاعلام الاجنبية ب"تضخيم" هذه الحصيلة. وافادت هيومن رايتس ووتش عن سقوط 173 قتيلا على الاقل في ليبيا منذ انطلاق الحركة الاحتجاجية في 15 شباط/فبراير. وختم "يا اخواننا نحن معكم ولن نخذلكم، نعيش في ليبيا ونموت فيها". وبعد انتهاء كلمة سيف الاسلام القذافي، سمع اطلاق نار كثيف في عدد من احياء طرابلس، على ما افاد سكان تم الاتصال بهم هاتفيا.