ما إن تتراكم السحب في السماء، حتى يلهج أهالي قرية المراض بمركز ختبة شمالي المجاردة، بالدعاء، متخوفين «اللهم حولنا لا علينا»، فيما الغالبية يأملون ألا تمطر السماء يوما، رغم أنهم على قناعة كاملة أن الأمطار خير وبركة، لكنهم مضطرون لغض الطرف عن فائدتها، في ظل ما يعانون منه من انقطاع عن المدن الأخرى، أما من يخرج من بيته قبل الأمطار، فإنه لن يملك العودة إليها في ظل انقطاع الطريق بعدما يمتلئ الوادي بالمياه ويجري السيل. والغريب أن الطريق يعتبر وحيدا رغم حيويته في ظل خدمة العشرات من أبناء آل فلاح وآل شوطان في قرية الجماء، وقبائل آل مغلف وآل معيباء وآل غنية وآل غراء وبني حسين، في ظل ترددهم على القرى المجاورة والمرافق الحكومية والأسواق والمستشفيات والبنوك. وأكد الأهالي أن المعاناة تبرز في حال الحاجة إلى إسعاف مريض، حيث أكد محمد الشهري وسعيد الشهري، أنه ما إن يجري السيل حتى تنعزل قراهم عن العالم، فالوادي يقطعهم تماما عن الخدمات في المدينة. ولا تختلف المعاناة لدى المعلمين والطلاب في قرية الجماء، والذين ينقطعون تماما عن مدارسهم مع جريان الوادي أو حتى في الأيام التي تلي وقت المطر، بسبب ما تحدثه السيول من آثار جسيمة على الطريق البسيط الذي ينقل الأهالي من داخل قراهم إلى خارجها. لكن الأهالي لا يعيبون الأمطار التي يعرفون أنها خير وبركة إذا استغلت بشكل جيد خاصة للقرى التي تعتمد على الزراعة، ويعتبرون أن غياب توفير جسر أو كوبري لا يتجاوز طوله 200 متر يعد السبب في المعاناة الحالية، خاصة أن طلباتهم المتكررة لبلدية المجاردة لازالت تراوح مكانها. من جهته، أوضح نائب رئيس المجلس البلدي بالمجاردة والمتحدث الرسمي علي بن حنفان العمري ل«عكاظ» أنه تم وقوف المجلس البلدي بمحافظة المجاردة على الطبيعة لطريق قرية الجماء بمركز ختبة والذي يحتاج إلى إنشاء جسر على الوادي أو تعديل مسار الطريق بحيث يخدم أكبر شريحة من المواطنين وهو ضمن دراسات البلدية وله أولوية في المشاريع القادمة بإذن الله تعالى حسب إمكانات وميزانية البلدية.