تواصلت أمس لليوم الرابع على التوالي الأمطار الغزيرة بمنطقة عسير، شملت عددا من المحافظات والمراكز كالمجاردة، بارق، محايل عسير، رجال ألمع، تسببت في انقطاع الكهرباء عن عدد من المنازل والشوارع الرئيسية واقتلاع عدد من أعمدة الكهرباء وارتفاع منسوب المياه في الشوارع بسبب سوء التصريف. وقال ل«عكاظ» المتحدث الرسمي باسم المجلس البلدي بالمجاردة علي حنفان العمري «إن المجاردة تحيط بها الجبال من جميع الجهات، وتقع على مصبات الأودية الجارفة التي تنحدر من جبال السروات»، مضيفا أن المجلس البلدي حريص على تنفيذ مشاريع درء أخطار السيول خصوصا في القرى الواقعة بجوار مصبات الأودية والتي تشكل خطرا على أرواح المواطنين. وزاد «إن المجلس البلدي حريص على زيادة عدد العبارات للسيول المنقولة»، وطالب بإعطاء مشاريع درء أخطار السيول أولوية التنفيذ كون أن معظم قرى المجاردة مترامية الأطراف على الأودية ومنحدرات السيول من جبال السروات الشاهقة، وحذر المواطنين من خطورة البناء في مجاري الأودية. وفي محايل عسير، استنفرت قوات الدفاع المدني والهلال الأحمر قواتها، بعد هطول أمطار غزيرة تسببت في احتجاز الكثير من المركبات، وهبوط طبقة الأسفلت بطريق الحزام الدائري بالقرب من مبنى كلية العلوم والآداب، ما أدى لانقلاب سيارة إسعاف تابعة لإحدى فرق الهلال الأحمر. من جهته، قال الناطق الإعلامي بالدفاع المدني بعسير العقيد محمد العاصمي «وردت عدة بلاغات لعمليات الدفاع المدني بمحايل، إثر هطول أمطار تتراوح بين المتوسطة والغزيرة امتدت إلى شرق محايل عسير وفرشاط والريش، وتركزت البلاغات على احتجاز مركبات داخل السيول وتجمعات مياه على امتداد الطريق»، مشيرا إلى أن العبارات المخصصة لتصريف المياه لم تستوعب السيول القادمة من وادي دغبج، ما أدى لدخول المياه للشارع العام. وقال ل«عكاظ» رئيس لجنة الأهالي بمحايل عسير حامد إدريس فلقي «تسببت الأمطار في شل الحركة المرورية في غياب شبه كامل من الأجهزة الحكومية، ونتج عن ذلك غرق العديد من السيارات، وتعطل الحركة التجارية»، وحذر الأهالي من عبور الأودية والخروج من منازلهم في مثل هذه الظروف. كما شهدت محافظة محايل والمناطق المجاورة لها أمطارا غزيرة مصحوبة بزوابع رعدية شديدة، وأدى تدفق مياه الأمطار في بعض الشوارع لتعطل الحركة المرورية، فيما تسببت سيول أودية النزهة والناظر والحماطة في إغلاق بعض قنوات تصريف السيول. وفور هطول الأمطار انتشرت فرق الإنقاذ والسلامة بالدفاع المدني بمحايل عسير، وشوهدت صهاريج تتبع بلدية محايل تشفط المياه من بعض الشوارع، وانتشرت دوريات الشرطة في بعض الطرق التي أغلقتها مياه الأمطار. وأوضح ل«عكاظ» الناطق الإعلامي للدفاع المدني بمنطقة عسير العقيد محمد بن عبدالرحيم العاصمي أن محايل شهدت أمطارا غزيرة، ما أدى لتعطل بعض المركبات في مياه الأمطار. ووجه محافظ محايل عسير محمد بن سعيد بن سبرة الجهات الخدمية والمعنية بتقديم كافة العون والمساعدة للمواطنين جراء الأمطار الغزيرة على المحافظة. من جهته، أوضح الناطق الإعلامي بصحة عسير بالنيابة سعيد مداوي الأحمري أن مدير عام الشؤون الصحية بالمنطقة الدكتور إبراهيم بن سليمان الحفظي يتابع عن كثب آلية تنفيذ خطط إدارة الطوارئ والأزمات بالمديرية وذلك للاطمئنان على استعدادات المستشفيات ومدى جاهزيتها بعد إعلان حالة الطوارئ التي شهدها مستشفى محايل العام ومستشفى المجاردة إثر هطول أمطار غزيرة على محافظات تهامة وضواحيها. وقال الأحمري «إن مستشفى محايل العام في حالة استنفار واستعداد كاملين بإشراف مباشر من مديره الدكتور معيض عبدالله عسيري»، مضيفا أنه لم تصل لأقسام الطوارئ بهذه المستشفيات أية حالات غرق أو إصابات نتيجة لهذه السيول. واحتجزت السيول المصاحبة للأمطار الغزيرة بمنطقة جازان البارحة الأولى، عددا من المواطنين ومنعتهم من الوصول إلى منازلهم بسبب تحول الطرق إلى مجار للسيول وتحول بعضها إلى برك للمياه في عدد من القرى جنوب وشرق منطقة جازان. كما تسببت الصواعق الرعدية المصاحبة للأمطار في قطع التيار الكهربائي عن 11 قرية في أحد المسارحة و17 قرية في جنوب وشمال أبو عريش، ما أجبر الصائمين على تحضير إفطارهم على الشموع وإنارة الهواتف، كما تسببت الأمطار في قطع الاتصالات وخدمة الإنترنت من أجزاء كبيرة من المنطقة، فيما تسببت الرياح الشديدة المصاحبة للأمطار في حدوث تلفيات في عدد من البسطات الرمضانية في أسوق أبو عريش، أحد المسارحة، الجربة الشعبية واقتصرت على تلف عدد من الوجبات الرمضانية المعدة للبيع، كما شهد طريق الدولي الرابط بين محافظتي أبو عريش وأحد المسارحة انزلاقات لعدد من المركبات جراء تجمع مياه الأمطار في وسط الطريق. وقال الواء حسن القفيلي مدير الدفاع المدني بمنطقة جازان إن فرق إدارته في جاهزية تامة لتلقي أي بلاغات عن الحوادث المصاحبة للأمطار، داعيا لأخذ الحيطة والحذر. وتواصلت الأجواء الغائمة والضبابية والماطرة على بلجرشي وبقية محافظات منطقة الباحة، واستمر هطول الأمطار في العديد من المتنزهات، فيما عم الغيوم والضباب أطراف المنطقة. كما داهمت سيول أمس الأول مثلث الدرب وتسببت في تعثر الحركة المرورية، في ظل تواجد كبير لدوريات المرور، وأوضح مدير مرور الدرب عبدالله عامر أن المرور استأجر معدات لفتح بعض المواقع وإبعاد الصبات الخرسانية حتى يتم تصريف المياه عن الطريق الدولي. وهددت سيول وادي ضمد المنقولة من المناطق الجبلية أمس قرية الحصن وحاصرت أحد جوامعها، فيما قطعت السيول كثيرا من الطرق خاصة الطريق العام الموصل بين الحرجة والحصن.