أكد الخبير العسكري العميد المتقاعد وهبي قاطيشا، أن معركة القلمون تفوق في أهميتها معركة القصير خاصة أنها معركة عشرات البلدات، أما القصير فهي معركة البلدة الواحدة. وحذر من أن دخول النظام السوري وحزب الله هذه المنطقة سيكلفهما خسائر ضخمة ولن يتمكنا من السيطرة عليها طويلا بسبب الاستراتيجية التي تتبعها المعارضة السورية وهي معارك الكر والفر. وقال ل «عكاظ»، إن القصف الصاروخي لبلدات الهرمل والنبي شيت وراءه النظام السوري أو حزب الله وليس المعارضة لخلق ذريعة للحزب للدخول في المعركة بشكل واسع. وأكد قاطيشا أنه من الصعب إسقاط القلمون من قبل حزب الله والنظام، إذ أنها منطقة جبلية وفيها العشرات من البلدات المعارضة للنظام السوري، لافتا إلى أن أهميتها العسكرية بالنسبة للنظام هي أنها تسيطر على طريق دمشق حمص لذا يصر على أن تكون هذه المنطقة تحت سيطرته وحزب الله. وأفاد أن إخضاع القلمون سيكلف النظام وحزب الله كثيراً، مؤكدا أن السيطرة عليها لن تكون سيطرة دائمة لأن الحرب الثورية وحرب المعارضة هي عمليات كر وفر، مشككا في إمكانية أن يتمكن النظام وحليفه حزب الله من السيطرة على هذه المنطقة بسهولة. ولفت الخبير العسكري إلى أن أهمية المعركة تكمن في أنها تؤثر في الاستراتيجية السورية لأنها تسيطر على محور دمشق حمص وتصل إلى أطراف الزبداني وتطوق العاصمة. وحول سيناريو المعركة ميدانياً، أكد قاطيشا أن هناك ثلاثة محاور للدخول إلى القلمون، من عرسال أو بريتال، حام، الطفيل، عسل الورد، أو على محور بريتال، حام، سرغايا، الزبداني، وأعتقد أن محور الشمال وهو محور عرسال لا يمكن لحزب الله الدخول فيه لأنه يشكل عائقا جغرافيا والأسهل أن يدخل على محور بريتال، حام، الطفيل، عسل الورد، ومن هناك إما أن يهاجم باتجاه يبرود ويصبح خلف عرسال أو يذهب باتجاه عسل الورد، الرنكوز، دمشق، وأغلب الظن أنه سيدخل على هذا المحور لأن دخول بريتال، حام، سرغايا، الزبداني هو صعب جدا لأن التصدي له سيكون في الزبداني، ولذلك فإن محور الوسط هو المرجح لدخول هذه المنطقة من قبل حزب الله.