قبل ثلاثة أعوام بدأ العمل في مشروع سفلتة الشوارع الرئيسية والفرعية في مخطط الثنية 35 كم غربي بيشة، إلا أن المقاول وقتها تحجج ببعض المخالفات عليه، ورحل على أمل العودة، إلا أنه لم يعد منذ ذلك الوقت، ليتحول المشرع إلى هم بعدما تناثر التراب وتطاير الغبار مع كل حركة سير على الشوارع الترابية. لا يعرف الأهالي السبب الحقيقي لرحيل المقاول منذ عام 1432ه، كما لا يعرفون السبب في تغييب الخدمات منذ أكثر من ربع قرن، وتحديدا منذ عام 1410ه، لكنهم ربما باتوا يخمنون الأسباب الحقيقية وراء تجاهل مشروع حيوي بالنسبة لهم، وهو غياب المتابعة من الجهات المختصة. ويتضح من جولة سريعة على المخطط أنه يفتقر لأبسط الخدمات سواء السفلتة أو الصرف الصحي والإنارة، وغيرها. ويعتبر عبدالعزيز محمد الحلافي أن الثنية ضحية للتهميش الذي مارسه رؤساء البلدية السابقين، مبينا ل «عكاظ» أن المعاناة للأسف استمرت، بدليل أن كل المطالبات كانت تواجه بوعود وهمية تذهب سريعا أدراج الرياح، مطالبا بإيجاد حلول سريعة لسفلتة المخطط لوجود مدارس حكومية وتزايد أعداد السكان، مبينا أن ترك شوارع المخطط بلا سفلتة أضر بنا كثيرا في ظل إصابة الأهالي بالأمراض التنفسية. وأشار إلى أن المقاول بدأ مشروع السفلتة في عام 1432ه حيث ردم بعض الطرقات وتركها دون أن يكملها قبل أن يتوقف بعد 4 أشهر بحجة وجود مخالفات عليه وحتى هذه اللحظة لم يستكمل المشروع، مبينا أن المخطط تغطيه الأشجار الشوكية بمختلف أنواعها ولم تقم البلدية بإزالتها مع العلم بأن الكثير من تلك الأشجار تقف عائقا كبيرا أمام السكان في الطرق وأمام المنازل. وأكد سعيد الأكلبي أنه منذ إنشاء المخطط لم تكتمل الخدمات فيه، مشيرا إلى أن البلدية اكتفت بتوزيع المنح فقط، وهذا جعل الكثيرين يهربون إلى المخططات المتكاملة الخدمات في بيشة أو القرى المجاورة وشراء الأراضي بها والبناء عليها رغم بعد المسافة عن قرية الثنية. ويؤكد علي الحلافي أن الأهالي عرضوا منازلهم التي سبق تشييدها للبيع بسبب غياب الخدمات عن المخطط وافتقاره حتى للحدائق والمتنزهات والمساجد ومركز صحي، والبعض الآخر من أصحاب المخطط شقوا طرقا ترابية على حسابهم الخاص للوصول إلى مساكنهم بسهولة. من جانبه، ذكر رئيس بلدية الثنية وتبالة المهندس خالد مغدي الوادعي ل« عكاظ» بأن جميع المخططات الحكومية تم تحويلها إلى وزارة الإسكان وأصبحت من اختصاصهم ولم يعد للبلديات أي دور فيها. وأما ما يخص «مشروع الردم» فقد تم الاجتماع بالمقاول وتوجيه عدة إنذارات له بسبب تعثر المشروع والبلدية الآن في طور إنهاء إجراءات سحب المشروع منه، مضيفا إن البلدية فتحت طريقا في وقت سابق لتسهيل الوصول للمدارس.