فئة من شباب المدينةالمنورة يفضلون قضاء عطلة نهاية الأسبوع في الاستراحات، يجتمعون فيها بعيدا عن ضجيج الأحياء السكنية ومسؤوليات المجتمع الأسري يبحثون عن الراحة والهدوء والترويح عن النفس بعد أسبوع من العمل المضني أو الدراسة الشاقة فصارت الاستراحات جزءا من برنامجهم في نهاية الأسبوع، ولا يمكن الاستغناء عنها مهما كانت الظروف، كما أن الاستراحات الشبابية في المدينةالمنورة والتي تنتشر في بعض المناطق (جنوب وغرب)، باتت تنافس المقاهي الشبابية التي انتشرت بشكل كبير في مختلف المناطق. أغلب الشبان اعترفوا أن الاستراحات منعتهم من التواصل مع الناس ومع ذلك ساهم وجود بعض الاستراحات الشبابية داخل مزارع المدينة في جذب الشباب، وذلك نظرا للأجواء المناخية المناسبة التي تمتاز بها مزارع المدينة، كما أن الشباب يتوجهون إلى تلك المواقع مع نهاية كل أسبوع مع التنافس في تصميم الاستراحات. مجموعات مستقلة «عكاظ» تجولت في عدد من الاستراحات الشبابية في إجازة نهاية الأسبوع، واستطلعت رأي الشبان فيقول عبدالعزيز العمري: انتشرت في الفترة الأخيرة كثير من الاستراحات بعيدا عن المساكن والأحياء السكنية، ويتم اختيارها في عدد من المواقع في المزارع أو في أماكن مختلفة بعيدة كل البعد عن الناس، الأمر الذي ساهم في انتعاش الاستراحات بدرجة كبيرة، الإقبال الكبير من قبل الشباب على الاستراحات في نهاية كل أسبوع، دفع الكثير من أصحاب المزارع إلى التفكير جديا في تحويل مزارعهم إلى استراحات موزعة جنبا إلى جنب، وكل مجموعة في استراحة، وكل مجموعة مستقلة عن الأخرى. تأثير عال تركي الرشيدي يضيف أن الاستراحات كانت موجودة في السابق إلا أنها كانت جيدة ومنظمة مثل المجالس والديوانيات وغيرها، أما الاستراحات التي تجمع الشباب بمسماها الحالي فهي ليست كما كانت في السابق، في السابق كان التجمع في أوقات بسيطة ومحددة ربما لا تتجاوز الساعة الواحدة إلا أن الاستفادة منها كانت كبيرة فقد كانت مجالس واستراحات مفتوحة للجميع تؤدي الهدف منها في اللقاءات والتواصل ومعرفة أحوال البعض والسؤال عن بعضهم البعض، أما اليوم وما نراه في الاستراحات الحالية فهو عكس ذلك تماما، فمن يقصدها يقضي يومه بالكامل فيها، كما يجمع زملاء ربما لا تراهم إلا نادرا وربما فقط في المناسبات والاستراحات لعبت دورا مؤثرا في التأثير على الترابط الاجتماعي والتواصل. عن السبب الحقيقي لاختيار كثير من الشباب الاستراحات في نهاية الأسبوع والابتعاد عن التواصل وأعين المجتمع، أكد الكثير من الشباب من أصحاب الاستراحات أن الهدوء والراحة والتواصل مع زملاء معينين هو كل همهم، مشيرين إلى أنهم وجدوا راحتهم الكبيرة في هذه الأماكن والتي لا يمكن أن يجدوها حتى في بيوتهم، ومن جانب آخر أشار بعض الشباب إلى أن هناك كثيرا من المسليات التي تلهيهم في هذا المكان، مثل لعب الورق أو البلاي ستيشن، ومنهم من حول استراحته إلى مكان رياضي لمشاهدة المباريات في كرة القدم، وبعضهم من اعترف أن الاستراحات أفضل مكان للشيشة أو المعسل بعيدا عن أعين الناس، كما اعترف البعض الآخر بأن الاستراحات أصبحت شغلهم الشاغل وهمهم حتى على حساب تواصلهم مع مجتمعهم وأسرهم، كما أبعدتهم عن صلة الأرحام. بندر المطيري تحدث عن دور الاستراحات في التواصل الاجتماعي فقال: «لعبت الاستراحات دورها في فصل كثير من الشباب عن مجتمعهم، فهناك صور حقيقية تبرهن عما هو أهم.