على الرغم من انتشار الاستراحات في كثير من أحياء الرياض خاصة الطرفية، إلا أن الشاغر منها خاصة في أيام الإجازات جعلت الكثير من الشباب لا يعرفون إلى أين يتجهون. هناك في الاستراحات يبحث شباب العاصمة عن الهدوء والراحة، ويعتبرونها مواقع للتواصل الاجتماعي واللقاء الأخوي، الأمر الذي جعل الاستراحات ملاذا للكثير من طالبي الراحة والتواصل بدلا من المقاهي التي أصبحت بؤرة للشبهات في نظر الكثير من الأسر مما انعكس على الشباب. «عكاظ» تحدثت مع مجموعة من الشباب عن اختيارهم للاستراحات للقاء والالتقاء بأقرانهم، حيث أكد حسام المالكي أن الاستراحات أصبحت بالفعل مكانا لتجمعات الشباب سواء كانوا أقارب أو زملاء عمل أو جيرانا وأصدقاء، لكن الملاحظ في الرياض أنها باتت مرتفعة الإيجار، لكنها مع ذلك تستهوي الشباب فيجتمع عدد لا باس به في الاستراحة وبالتالي تقل التكلفة على الشاب الواحد. وعن اختيار الاستراحات لتجمعات الشباب أضاف: «في الاستراحة ننعم بالهدوء وعدم الإزعاج الذي كنا نعانيه في المقاهي، فنحن في الاستراحة نعرف بعضنا جيدا وندرك أن الغرض الرئيسي من استئجار الاستراحة هو البحث عن الهدوء وبالتالي لا نعاني أبدا من الإزعاج». وعن كيف يقضون أوقاتهم في الاستراحة قال حسام: «الاستراحة مكان تجمع للشباب وفيه نتبادل الأحاديث والقصص اليومية التي مررنا بها، إضافة إلى أننا نستمتع بمشاهدة المباريات في الاستراحة سواء كانت مباريات لأنديتنا السعودية أو للمنافسات الأوروبية، حيث نشاهدها باستمتاع بعيدا عن الضجيج الذي تعج به المقاهي، كما أننا في الاستراحة نخصص وقتا لا بأس به للعب سواء كرة القدم أو البلاي ستيشن وعموما هناك متسع من الوقت الفارغ لنا خاصة في الليل وهدفنا من الجلوس في الاستراحة الاستفادة من وقت الفراغ بشيء من التواصل مع الشباب والترفيه». ويشير قيان الدوسري إلى أن الشباب أصبحوا يفضلون قضاء أوقاتهم في الاستراحات على غيرها من مواقع تجمع الشباب نظرا للهدوء الذي يجدونه في الاستراحة، مضيفا أن كثيرا من الشباب أصبحوا يفضلونها عن غيرها رغم ارتفاع إيجارها. وأضاف أن الدليل على كثرة إقبال الشباب على الاستراحات أنك في بعض أوقات السنة تبحث عن استراحة للشباب ولا تجدها شاغرة بل تجدها جميعها مستأجرة لشباب. ويتفق تركي الفيفي على أنه وأصدقاءه يميلون للاستراحات الشبابية، والتي أصبحوا لا يجدونها فيضطرون للإيجار في الأحياء البعيدة، حيث استغرقوا وقتا طويلا للبحث عن استراحة شاغرة رغم كثرتها في الرياض، وما يجدونها حتما ستكون بأيجار مرتفع. وأوضح عبدالله القحطاني أن الاستراحات مكان رائع لقضاء وقت الفراغ لكنها أيضا بحاجة إلى حسن اختيار الشباب الذي سيكونون معك ومن يأتي معهم من أقاربهم وأصدقائهم لأن الشباب يختلفون عن بعضهم في أخلاقهم وسلوكياتهم، فالشاب يذهب للاستراحة لقضاء وقت ترفيهي وأخوي مفيد ولا يبحث عن المشاكل بالطبع أو عن شباب يقودنه لتصرفات أو أعمال لا تليق بالشاب المسلم. وأشار سعيد العنزي إلى أن الاستراحات تفتقر للرقابة سواء من الأهل أو الجهات المعنية، فالرقابة يجب أن تكون من داخل الشاب وأيضا على الأهل ألا يتركوا الحبل على الغارب، بل لابد أن يعرفوا مع من يذهب ابنهم وماذا يفعل في الاستراحة حتى لا يأتي يوم ويندم الوالدان على ضياع ابنهما، وعلى الشباب ألا يجعلوا من الاستراحة مكانا لقضاء جميع الوقت فللأهل وللوالدين والزوجة والأبناء الحق في قضاء وقت معهم.