انتقد شباب الأعمال مساهمة البنوك الوطنية في تمويل المشاريع الاستثمارية، مؤكدين أن البنوك الوطنية أبعد ما تكون عن طموحات شباب الأعمال في المساهمة في تمويل المشاريع الجديدة، لافتين إلى أن المسؤولية الاجتماعية تفرض على البنوك الوطنية القيام بدور أكثر فاعلية من خلال تشجيع الشباب للانخراط في عالم التجارة. وأكد أحمد المهيدب رئيس مجلس شباب الأعمال في غرفة الشرقية أن التمويل الذاتي يمثل الخطوة الأساس لدخول الشباب عالم التجارة، لافتا إلى أهمية دور الصناديق التمويلية سواء الحكومية أو الأهلية، بيد أن التعويل عليها كثيرا مايسهم في عقبة كبيرة، لاسيما في ظل الضمانات و الاشتراطات التي تتطلبها عملية التمويل، مشيرا إلى أن غالبية المشاريع التي وجدت طريقها للنجاح من قبل شباب الأعمال في المنطقة الشرقية انطلقت بشكل متواضع للغاية و بميزانية صغيرة، بيد أن الإصرار و تجاوز جميع العراقيل و الاستفادة من التجارب الفاشلة ساهم في تطور المشاريع الصغيرة لتكرس وجودها على خارطة الأعمال التجارية و ترك بصمة بارزة في عالم الاقتصاد و العمل الحر. وذكر أن البنوك الوطنية تبدأ في مغازلة المشاريع الناجحة، حيث تبدأ في تقديم المغريات بعد إداركها بقدرة على الوفاء بتسديد الأقساط، لاسيما وأن البنوك تحرص على دراسة جميع المعاملات بدقة كبيرة من خلال الاطلاع على جميع البيانات والإحصاءات للوقوف على قدرتها في تسديد الأقساط، عبر دراسة المداخيل و الأرباح وغيرها من البيانات المختلفة. وقال: إن مجلس شباب الأعمال في غرفة الشرقية يضع في اعتباره تقديم المساعدة و المشورة الدائمة للشركات الصغيرة والمتوسطة، من أجل مساعدتها على تجاوز جميع العراقيل و المصاعب التي تعترض طريقها، بالإضافة إلى مساعدتها على الأليات المناسبة و الطرق المثلى للحصول على التمويل من الصناديق التمويلية سواء الحكومية أو غيرها من الصناديق الأهلية. بدوره أوضح عبد العزيز العثمان عضو مجلس شباب الأعمال في غرفة الشرقية، أن المجلس ممثل في غرفة الشرقية يحرص بشكل دائم على تقديم النماذج الناجحة لتشجيع العمل الحر لدى شريحة الشباب، مشيرا إلى أن ملتقى شباب الأعمال الثاني الذي اختتم أعماله مؤخرا يمثل بوابة كبيرة لتحفيز الشباب على المغامرة، و ترك الوظيفة و السعي إلى تحقيق الذات عبر امتلاك مؤسسة خاصة تفجر طاقته وتحقق له أرباحا مجزية، مضيفا، أن مجلس شباب الأعمال يسعى إلى تكريس مبدأ العمل الحر و الانخراط في عالم التجارة، لافتا، أن المجلس ينظم العديد من البرامج التي تصب في مصلحة إثراء التجربة لدى شباب الأعمال، و استقطاب الشباب للعمل الحر بشكل عام. وأضاف: أن مجلس شباب الأعمال يحرص على التواصل مع الغرف التجارية السعودية، و كذلك التواصل مع الغرف الخليجية، فضلا عن التواصل مع جهات عالمية للاستفادة منها في عملية تشجيع الشباب على العمل الحر، مؤكدا أن التواصل المستمر أعطى نتائج ملموسة خلال مدة قصيرة، الأمر الذي تمثل في تزايد أعداد المشاركين في ملتقى شباب الأعمال الثاني. فالملتقى سجل حضورا لشباب و مبادرات خلاقة ستترك أثرها في المستقبل القريب على الاقتصاد الوطني. أما فؤاد الملحم عضو مجلس شباب الأعمال في غرفة الشرقية فاعتبر أن المجلس أوجد ليتعاطى و ينقل معاناة الشباب و محاولة السيطرة عليها من خلال تشكيل لجان لدراسة جميع العراقيل التي تعترض طريق الراغبين في الانخراط في عالم الاقتصاد و « تطليق» العمل الوظيفي، لافتا إلى أن هناك الكثير من الطموحات التي وضعت للمجلس خلال فترة الدورة الحالية التي انتهت، مؤكدا أن المجلس استطاع تحقيق 70 في المئة من تلك الأهداف الطموحة التي وضعت مع بداية عمل المجلس قبل أربع سنوات تقريبا، مبينا، أن أبرز ملامح الإنجازات التي تحققت في الأعوام الماضية تمثلت في تعزيز التواصل مع الشباب المقبل على التجارة عبر نقل التجارب من الجيل السابق للجيل الصاعد، مشيرا إلى أن أهم البرامج التي يقدمها مجلس الشباب هي الديوانية، و كذلك «تجربتي»، حيث يحرص المجلس على اختيار الشخصيات ذات القدرة على نقل التجربة للجيل الجديد لمساعدته على تجاوز الصعوبات و كذلك النصائح المفيدة التي تكرس إقدام هذه الشريحة على المساهمة في الاقتصاد الوطني. وانتقد مساهمة البنوك الوطنية في تمويل مشاريع الشباب، مشيرا إلى أن عمليات التمويل لا تكاد تذكر بالمقارنة مع حجم الاستثمارات الكثيرة التي يسعى الجيل الشاب للدخول في مختلف الأنشطة الاقتصادية، مبينا، أن هناك فجوة كبيرة بين متطلبات البنوك الوطنية و طموحات الشباب. فالبنوك أبعد ما تكون عن الطموحات الشبابية، إذ لم تحقق سوى جزء بسيط من تلك الطموحات، داعيا البنوك الوطنية لتحمل جزء من المسؤولية الاجتماعية تجاه الشباب فيما يتعلق بالمساعدة في تمويل المشاريع التي تتطلب رؤوس أموال تتجاوز الطاقة المحدودة للشباب. وقال يوسف العسيس عضو مجلس شباب الأعمال في غرفة الشرقية: إن المجلس أسس لدعم الشباب، والسعى الدائم للتواصل مع الشباب للتعرف على المعاناة التي تواجههم سواء بالنسبة للإجراءات النظامية أو غيرها من الإجراءات الأخرى التي تتطلب عملية الحصول على التراخيص المطلوبة للبدء في النشاط التجاري، مضيفا، أن المجلس يتحرك على أكثر من صعيد بما يخدم الشباب، حيث يوجد تنسيق دائم مع مركز المنشآت الصغيرة و المتوسطة في الغرفة للاستفادة منها بما يخدم المشاريع الصغيرة لشباب الأعمال، منها تسهيل الإجراءات الحكومية، و تقديم المشورة للطريقة المناسبة لتسريع عملية الحصول على التراخيص خلال فترة زمنية محددة، معتبرا أن التواصل مع هيئة الاستثمار العامة يمثل خطوة ضرورية لتقديم المشورة لشباب الأعمال.