في السنوات الأخيرة ومع انتشار الوعي والثقافة الصحية عن الأمراض المختلفة في المجتمع السعودي عبر مختلف مواقع التواصل الاجتماعي مثل تويتر والفيس بوك وغيرها من المواقع الأخرى، لاحظت وجود مردود جميل على مستخدمي هذه المواقع، والتي وفرت سهولة التواصل مع مختص او مختصة في مجال طبي معين عبر تويتر على سبيل المثال وسؤاله او سؤالها عن مرض معين او حالة قريب وغير ذلك. والشيء الملفت للانتباه هو ضخ كمية مهولة من المعلومات الصحية يوميا في تلك المواقع وسرعة انتشارها وتداولها بين الناس، نشر هذه المعلومات قد لا يكلف المتصفح لهذه المواقع الاجتماعية أكثر من ضغطة زر «ريتويت» او مشاركة، وهذا بحد ذاته شيء جيد وفعال جدا في ثقافة المجتمع عامة.. لكن وكما لأن كل سلاح أكثر من استخدام فهناك كثير من المعلومات تستخدم عبارة «أثبتت دراسة علمية..» وتليها معلومة طبية او تغيير سلوك وغير ذلك، وكأن استخدام تلك العبارة هو إقناع متلقى المعلومة بأن ما سيذكر في تلك التغريدة او الخبر هو معلومة مثبتة علميا ولا سبيل للشك فيها وأخذها وتطبيقها بدون اي استفسار او نقاش. هذه ليست دعوة الى ترك العمل بالطب المبني على البراهين او عدم استخدام النافع من هذه الدراسات العلمية وتطبيقه في حياتنا اليومية ولكن فقط هي دعوة للتأكد من كل معلومة طبية او حياتية قد تغرد بها ويستقبلها المتابع ويثق بها الثقة العمياء، بل هي دعوة للأطباء وأهل الاختصاص في الاطلاع على اي دراسة ومعرفتها جيدا قبل الادلاء بما فيها لعامة المجتمع واستخدام المعلومات بدقة وعناية. * جراح متخصص في جراحات الصدر والمريء