مجموعة من الفتيات يجمعهن روح العمل كجسد واحد.. حققن بطولات عدة محلية ودولية في رياضة كرة السلة.. الهدف الأسمى من وراء خطوتهن نشر ثقافة الرياضة النسائية بطريقة لا تخالف شرع الله أو عادات وتقاليد المجتمع.. وقفن في وجه الصعاب وتكبدن المشاق للوصول بالسفينة إلى العالمية، ومن بين هذه المجموعة كوادر رياضية مؤهلة تمهد للعب خارجيا تحت منظومة رياضية رسمية، يتهمن بعض من الجهات الاعلامية لتناولها هوايتهن بشكل سلبي قد يعيق من تكملة مسيرتهم الرياضية، يعملن تحت شعار (حماية المرأة من الامراض الخبيثة من خلال ممارسة الرياضة) وأولا وأخيرا يسعين الى توسيع دائرة الفريق واستقطاب عضوات جدد من كافة مناطق المملكة. وأوضحت ل«عكاظ الأسبوعية» لينا المعينا مؤسسة الفريق و صاحبة الفكرة، أن فريق السلة النسائي تأسس عام 2003م، ويهتم بتدريب الفتيات من عمر الخامسة وحتى الأربعين، ويصل عدد اللاعبات حاليا نحو 200 لاعبة. وأضافت «الفكرة هدفها الاستفادة من نشاط وحيوية الفتيات والنساء عموما واستثمار طاقاتهن المهدرة في التجوال في الأسواق والمقاه في أمور تعود عليهن بالنفع، ومن أهدافنا الأساسية أيضا حماية المرأة من الامراض الخبيثة الناجة عن قلة الحركة». وأردفت المعينا «كانت البداية من الملاعب العائلية والمدرسية وبعد تبلورت الفكرة وزاد عدد المشاركات الهاويات لهذه الرياضة، كان لا بد من ايجاد مظلة ترعى الفريق بشكل رسمي فكانت شركة جدة يونايتد الحاضنة لنشاطاتنا، إلى تطوير الفريق وانتشاره في كافة مناطق المملكة». وتسعى لينا، إلى تنمية الرياضة النسائية على مستوى الصعيد المحلي، وقالت «أسعى لتأسيس فريق (الخبر يونايتد) و(الرياض يونايتد) في خطوة قادمة، خاصة أن المجتمع في حالة تغير مستمر، وما نقوم به يحمل قيما ورسائل هادفة لها انعكاساتها الإيجابية على سلوك وعطاء الفرد»، والمجتمع الرياضي النسائي ليس عيبا ولا يخالف اي سلوك ديني ولا تربوي، بل هي هواية تمارس بأخلاق حميدة. وبينت المعينا، ان الفريق واجه في بداياته العديد من الصعوبات، أبرزها عدم تفهم البعض لفكرته، وايضا لعدم وجود ملاعب مخصصة لممارسة الرياضة، وانعدام المدربات المتخصصات في هذا المجال ناهيك عن الهجوم الذي تعرضن له من البعض الذي ينتقدون ممارسة النساء للرياضة بشكل عام. وزادت «أثر تناول الإعلام غير المتوازن على الفريق في توتر علاقاتنا الأسرية، وقد عانيننا كثيرا جراء ذلك». وشاركت المعينا برفقة فريقها النسائي في العديد من البطولات المحلية والدولية، كما نظم الفريق العديد من البطولات المحلية والدولية وخاصة الودية منها، كما يسعى لتوظيف كوادر شابة سعودية بالتعاون مع قطاعات ومؤسسات ووزارات كمسؤولية اجتماعية كبرى، وهنا أكدت لينا أن الفريق النسائي على استعداد لخوض المباريات والتنافس مع الفرق النسائية في الداخل والخارج. واكدت المعينا على اهمية دور رعاية الشباب في تأهيل الكوادر الشابة للعب احترافيا وتهيئة الاجواء المناسبة لخدمة الرياضة النسائية في المملكة، مبينة حاجة الفريق للدعم وبما يساعده للتنافس دوليا. من جهتها، أشارت هدير صدقة لاعبة في الفريق وكابتن لما دون سن 18 بان الفريق صنع هويته من خلال العمل الجاد حتى حقق سقفا عاليا من البطولات. توضح هدير بأن هناك تقبلا واسعا من المجتمع ويتقدم هذا الوعي الرياضي مع تقدم السنين بعد البطولات التي تكللت بالنجاح، كما تفهمت بعض الشركات الرياضية أهمية مشاركة المرأة في الرياضة ودعمتنا لأجل تحقيق اعلى سقف من النجاحات. كما تشير هدير الى ان الفريق يضم كوادر رياضية بإمكانها تحقيق البطولات دون الاستعانة بعناصر أجنبية، وتضيف «كلما زادت مشاركات الفريق تزيد القيمة الاحترافية للفريق، وهذا لا ينفي وجود بعض العقبات ومنها عدم وجود مدربات سعوديات يملكن الخبرة والثقافة الكافية بكرة السلة او الرياضات الاخرى، وهذا لا يعني اننا لسنا قادرات على تحقيق الاهداف و الطموحات التي رسمناها للفريق». وزادت «متفائلة جدا بأننا سنصل بالفريق إلى الأولمبياد المقبل بمساعدة كوادرنا والداعمين لنا». من جانبها، أكدت منار سالم مسؤولة التسجيل في الفريق ومساعد المدرب، أن الجسم السليم في العقل السلم، وقالت «يبدأ تكوين الجسم السليم بتناوله للغذاء المتوازن والمحافظة على ممارسة الرياضة بشكل يومي»، وتضيف «رياضة كرة السلة تقوي العظام وينصح بها اطباء العظام في الغالب، ولنجاح اي عمل رياضي او غيره يجب الانضباط والانتظام وتوفير الاجواء المناسبة لاستمرارية العمل وجميع تلك العوامل متاحة للفريق». وختمت بالقول «تسجيل المبتدئات مستمر، ويشهد زيادة مطردة من فترة لأخرى، لأسباب أهمها تفهم المجتمع لأهمية الرياضة في الرقي العقلي والفكري لممارسيها».