تظل العشوائية هي أم المشاكل التي يعاني منها حي الرحاب وتحديدا الرحاب «4» حيث فوضى التخطيط والبيوت الشعبية والتعديات المتنازع عليها، إضافة إلى مشاكل السفلتة والإضاءة الداخلية والشوارع (الأزقة) وعدم وجود حدائق يتنفس فيها الأهالي، ومثله مثل الكثير من الأحياء لا تخلو شكوى الأهالي من المعاناة مع مصلحة المياه وبعد الحي عن المستشفيات الكبيرة.. «عكاظ» تجولت في الحي ورصدت نقص الخدمات والتقت بعدد من الأهالي واستمعت إلى آرائهم في هذا الخصوص. الداخل إلى حي الرحاب يلحظ متناقضات كثيرة، حيث البيوت الشعبية المتهالكة والأزقة التي لا يزيد عرض بعضها عن نصف متر ولا يمكن لسيارات الدفاع المدني أو الدوريات المرور فيه بل إن سيارات البلدية نفسها تعجز عن الوصول للمواقع الداخلية في الحي، وجميعها يقبع بجوار فلل فخمة ذات مساحات كبيرة وبناء هندسي مميز ساحر بالجمال والروعة، إلا أنه يعاني من عدم وجود إضاءة حيث تتحول شوارع الحي ليلا في الرحاب «4» إلى ما يشبه (المتاهات). وتبلغ مساحة المنطقة الشعبية في الحي إلى ما يقارب «2» كيلو متر مربع، وتقع عليها الرحاب «2» وحتى الرحاب «5» والتي تشكل منطقة تعديات وعليها مطالبات من أصحابها الذين يملكون صكوكا شرعية، فيما يسكنها مواطنون بنوا بيوتهم قبل نحو 15 و20 سنة بطريقة شعبية واستفادوا من القرار الذي ينص على السماح لسكان البيوت الشعبية الذين لا يملكون صكوكا بإيصال الكهرباء والماء. يقول ناصر الباسلي: «حي الرحاب من الأحياء الراقية في جدة لموقعه الاستراتيجي ولكنه شكا في هذا الحي العشوائي المشاكل وشوارعه ضيقة جدا لا تدخلها الدوريات الأمنية ولا تتسع أيضا شوارعه لسيارات الدفاع المدني في حالة حدوث أي مكروه وأن أغلب البيوت شعبية بعضها بدون صكوك»، وأضاف «نطالب الأمانة أن تضع حدا لعشوائية الحي»، كما أن من المشاكل المتداولة بعد الحي عن المستشفيات سوى مستشفى الولادة بالعزيزية أما المراكز الصحية القائمة فهي لا تفي بالحاجة القائمة، وطفوحات مياه الصرف». وأكد فواز المالكي ل «عكاظ» أن المياه الجوفية تكثر في المنطقة الشرقية للحي، كما أن الزائر للرحاب يجد بجوار الفلل والقصور، خاصة في الرحاب «4» وتحديدا شارع ابن جبير وهو الشارع الوحيد الذي تمت تسميته يشاهد البيوت الشعبية المتهالكة، كذلك ترصد جنوب القنصلية الإندونيسية الأزقة والبيوت الآيلة للسقوط والعشوائيات والشوارع الضيقة، كما أن هناك مشكلة تتكرر وهي طفح المجاري (البيارات) بشكل ملحوظ، ويتكرر ذلك بطريقة تؤذي الأهالي والطريق ويحدث ذلك عادة مع هطول الأمطار. ويشير المالكي إلى أنه وفي حي الرحاب توجد العديد من المحلات والمطاعم الصغيرة المتواضعة ومنازل للعمالة الوافدة العزاب الذين يسكنون بجوار منازل العوائل ويثيرون ضجة كبيرة في الليل. ويشتكي أهالي حي الرحاب، من قلة الاهتمام بالحدائق وصيانتها، حيث إن بعض أجزاء الحي تتم مراقبتها وصيانتها والبعض الآخر مع كثرة تواصل جيرانها من أهل الحي لا يتم الالتفات إليها. وأكد عثمان الوازعي، أنه منذ ثلاث سنوات اتصل على الأمانة بخصوص الحديقة التي أمام بيته في حي الرحاب شارع الحماطيات المتفرع من شارع عباس بن صديق والتي تبلغ مساحتها تقريبا (120×100)، تم الرد عليه أنها ستدرج في الميزانية العام القادم. وقال: «انتظرت حتى بداية العام القادم وعند مراجعة الأمانة كان نفس الرد السابق أنها ستكون مع ميزانية العام القادم أيضا ثم بعد سنة أرسلوا لنا من قام بعمل خزان وعداد وسط الحديقة فاستبشرنا خيرا ولكن لم يحدث بعدها أي شيء». من جهته أوضح المهندس عبدالله العساف، أن مشكلة الطفوحات في حي الرحاب الشعبي ناتجة عن ارتفاع منسوب المياه السطحية، حيث تم إسناد معالجتها لشركة المياه الوطنية من قبل اللجنة الوزارية الفرعية، مشيرا إلى أن الشركة عملت على وضع الحلول الفنية والعملية الكفيلة بمعالجة تلك الطفوحات، مبينا أنها تضمنت الحلول المؤقتة بسحب تلك المياه المتسربة بالشوارع والمتجمعة بالأراضي الفضاء من خلال ناقلات ورفع الضرر عن المواطنين، كما تعمل الشركة ضمن حلولها الدائمة على انتهاء تنفيذ مشاريع تخفيض منسوب المياه السطحية، حيث سيتم الانتهاء منها في حي الرحاب بمشيئة الله العام المقبل، كما نود الإحاطة بأن الشركة تعمل ضمن مخططها الاستراتيجي لتغطية مدينة جدة بخدمات الصرف الصحي، حيث يتوقع أن تكون نسبة التغطية 90 في المئة من المناطق المؤهلة بالسكان في نهاية العام 2015م. من ناحيته أوضح الناطق الإعلامي بأمانة محافظة جدة المهندس سامي نوار، أن الأمانة مهتمة بحدائق جدة مبينا أن عدد الحدائق سيصل إلى 75 حديقة في وقت السنوات القليلة المقبلة على مساحة إجمالية 40.500م. وأضاف، تسعى الأمانة من خلال خطة طويلة المدى ل 10 سنوات قادمة إلى إنشاء 150 حديقة عامة بواقع 15 حديقة كل عام، إضافة إلى تحسين وتطوير المحاور الرئيسية.