تعرض أخي لحادث أودى بحياته وحكم على الجاني بالسجن والدية، إلا أن الجاني لم يفِ بالدية حتى الآن؟ ما فهمته أن الحادث هو حادث مروري تعرض له أخوك (رحمه الله) وقد أوضحت في سؤالك أن القاضي أصدر حكمه على الجاني بالسجن والدية ولم يحكم بالقصاص، لذا فإن كان هذا الحكم الصادر ولم يكن هناك أي تنازل من أولياء الدم فالأرجح بأن القتل ليس قتل عمد بل إما يكون قتلا شبه عمد أو قتل خطأ وأستبعد الأخيرة للحكم بالسجن وعدم الاكتفاء بالدية في الحكم الصادر. وطالما أن القتل شبه عمد، فإن العاقلة تتحمل عند بعض العلماء والرأي الآخر يرى أن تؤخذ الدية من مال القاتل، وأميل كغيري للرأي الأول بتحمل العاقلة لما ورد في حديث أبي هريرة رضي الله عنه (أن امرأتان من هذيل اقتتلتا فرمت إحداهما الأخرى بحجر فقتلتها وما في بطنها فقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم بدية المرأة على عاقلتها.) لذا واستناداً للحديث المشار إليه يستطيع أهل المجني عليه مطالبة عاقلة الجاني بسداد الدية ويعود الأمر للسلطة التقديرية للقاضي ناظر الدعوى والذي سيرجح الحكم الأسلم حسب حيثيات القضية ومنها استطاعة وملاءة الجاني التي تمكنه من سداد الدية. إما إن كان القتل قتل خطأ فأجمع العلماء على تحمل عاقلة الجاني بسداد الدية لأهل المجني عليه. وفي كلتا الحالات لو كانت مركبة الجاني لديها وثيقة تأمين سارية المفعول وقت الحادث من إحدى شركات التأمين فإن شركة التأمين تتحمل الدية بحسب التزاماتها التي تنص عليها وثيقة التأمين وحسب توافر شروط تلك الوثيقة على السائق في حينه.