أكدت القيادية في المعارضة السورية الدكتورة بسمة قضماني النائبة السابقة لرئيس مجلس الوطني السوري في حديث خاص ل«عكاظ» أن البيان الصادر عن اجتماع لندن لأصدقاء سوريا يحمل لغة مرضية لشريحة كبيرة من الشعب السوري مشيدة بموقف المملكة في مجلس الأمن الذي كما وصفته أحدث إرباكا كبيرا في دوائر القرار الغربية. بداية، تحدثت قصماني عن مؤتمر لندن قائلة إن اجتماع لندن تمت صياغته بلغة فرضية تشير إلى أن هناك نية عند الدول العربية بعقد اجتماع مؤتمر «جنيف 2» وهذه اللغة المرضية من شأنها أن تسمح بحصول قبول كبير عند شريحة كبيرة من المعارضة السورية للمشاركة في «جنيف 2». وأن تصريحات من هذا النوع مفيدة من الدول الداعمة والصديقة لسوريا ولكنها بحاجة ماسة إلى سلوك عملي مواز لهذه التصريحات تجاه النظام وجرائمه فهكذا سلوك يرافق مثل هذه البيانات سوف يرسل رسالة قوية إلى النظام ومن يدعمه كروسيا وإيران. وشددت قضماني على أن هناك عزيمة غربية دولية وإرادة سياسية قوية لحل الأزمة السورية بما يتوافق مع مصالح الشعب السوري، وأضافت «أعتقد أن البيان الصادر عن اجتماع لندن يقول إن الهدف من (جنيف 2) بناء مرحلة انتقالية دون بشار الأسد ولكن لا يقول البيان إنه في حال رفض النظام هذا الطرح ما هي الإجراءات التي سوف تتخذ بحق هذا النظام؟ وهناك السؤال: ما هو البديل المطروح؟. إن مؤتمر لندن بالنهاية موجه ببيانه إلى روسيا ومؤتمر (جنيف 2) لن يتوقف عند أهواء النظام ورغباته». وفي سياق متصل، أفصحت الدكتورة بسمة أن الموقف الذي اتخذته المملكة في مجلس الأمن ورفضها للمقعد بعد الفوز به يشكل حدثا تاريخيا وموقفا كبيرا بمستوى المرحلة الراهنة. بخاصة أنه أحدث إرباكا كبيرا في دوائر القرار الدولية وهذا الإرباك أحدث بداية فرملة لحفلة التماهي التي كانت حاصلة عبر الملف الكيماوي الذي حاول اختصار الأزمة السورية به كما من المتوقع أن يحدث تصويبا ببوصلة الحراك الدولي من قضايا المنطقة وعلى رأسها القضية السورية. وأوضحت أن المملكة العربية السعودية ليست عضوا دائما في مجلس الأمن ولا تملك حق الفيتو لتقبل الدخول إلى مجلس الأمن في زمن تخلى مجلس الأمن عن دوره بل هي استعملت حق رفض قبول دور شاهد الزور وسط دول ممن تملك حق الفيتو وهو سلاح دبلوماسي كبير. المملكة بموقفها أعادت الاعتبار للموقف العربي في دوائر القرار الدولية. وأعربت قضماني عن خشيتها من أي مفاوضات تحصل وتتم على حساب الشعب السوري وحقوقه المشروعة التي خرج من أجلها ثائرا منذ ما يقارب الثلاثة أعوام حيث كل الاتصالات والمفاوضات الأمريكية الأخيرة تتعامل مع قضية الشعب السوري وكأنها قضية ثانوية أو كأنها ملحقة بقضايا أخرى وبعيدا عن عدالة القضية وإنسانيها. وأكدت القيادية في المعارضة السورية أن هناك خطرا على السلم العالمي وعلى السلام في المنطقة، واستمرار الأزمة السورية من شأنه أن يوثر سلبا على المنطقة في السنوات العشرين القادمة، من هنا فإن بشار الأسد ونظامه لم يعد بشكل خطرا على الشعب السوري وحسب بل بات يشكل خطرا على العالم وعلى دول المنطقة ككل، وعلى الإدارة الأمريكية ومعها كل الدول الأوروبية الصديقة أن تدرك ذلك. بخاصة أن روسيا وإيران تتربصان بكل شيء وهما على استعداد لإجهاض أي رؤية أو أي تحرك لإنهاء هذه الأزمة حيث لا خيار بالنسبة لهم سوى الاستمرار بنظام بشار وإن على بحيرة كبيرة من الدماء. وقالت قضماني «لا أعتقد أن بشار الأسد يملك أدنى فرصة للنجاة وبأي شكل من الأشكال، بشار الأسد مصيره السقوط ولن يفلت من العقاب، ما يجري هو أن روسيا وإيران تطيلان الفترة الفاصلة عن سقوطه وتغني ملفه الإجرامي على حساب كسب الوقت لإيجاد مخرج للحفاظ على مصالحها في سوريا والمنطقة، إن نظام الأسد سيسقط وقد سقط والشعب السوري يواجه الآن روسيا وإيران والنظام بات تفصيلا صغيرا». وطالبت قضماني الثبات على نقطتين، الأولى هي إسقاط نظام الأسد نحو مرحلة انتقالية واضحة وثابتة والثانية هو التشبث بوحدة سوريا وعدالتها التخلي عن إحدى هاتين النقطتين يعني فشلنا، وهذا الفشل إن حصل لا يعني انتصار النظام بل استمرار المأساة الحاصلة واستمرار هدر الدماء والدمار الذي يلف بسوريا وبنيتها التحتية.