أصبح غياب الطلاب والطالبات عن المدارس في اليوم الأول وربما حتى طوال الأسبوع الأول الذي يلي الإجازات الرسمية عادة لدى البعض، بالرغم من أن ذلك يؤرق المسؤولين بالمدارس كثيرا، ولا أحد يدري متى تنتهي هذه الظاهرة. «عكاظ» حرصت على معرفة تفاصيل اليوم الأول بالمدارس المختلفة في أنحاء المملكة، حيث تباينت النسب في المحافظات، ما بين 15% غياب و99% حضورا في بعض المدارس. بلغت نسبة غياب الطلاب والطالبات في بعض مدارس الهجر والقرى بالأحساء خلال اليوم الأول للدراسة حوالى 15% فيما لم تتجاوز النسبة في المدارس داخل المحافظة 7%، حسب ما أكدته مصادر خاصة ل«عكاظ» من بين أكثر من 200 ألف طالب وطالبة منهم 15 ألفا يدرسون في الصف الأول الابتدائي، عادوا أمس إلى مقاعدهم الدراسية في 1178 مدرسة بمحافظة الأحساء والهجر والقرى التابعة لها، بالإضافة إلى أكثر من 18 ألف معلم ومعلمة وذلك بعد ان تمتعوا بإجازة عيد الأضحى المبارك. وفي مدارس حائل لم يحضر الطلاب كالعادة في اليوم الأول، لأن هناك اعتقادا سائدا بينهم بأن أول أسبوع يكون خاصا ب«التهيئة»، ما جعلهم يطلقون رسائل على مواقع التواصل الاجتماعي قبل عدة أيام بأن الأسبوع الأول سيكون «تصحيح وتعديل للنوم والأسبوع الثاني للدراسة» وبالفعل طبق الطلاب كلامهم بالغياب وكان الحضور للمدارس بنسبة 5% فقط. وقال مدير ثانوية حائل محمد الشمري إن الغياب لن يؤثر على سير التعليم بل يؤثر على الطلاب أنفسهم، كما أن الدور الأساسي يقع على البيت وأولياء الأمور، حسب قوله، مضيفا «نحن كإدارة ومعلمين نحضر ونقدم ما بوسعنا بكل أريحية، ولكن الطالب أصبح كبيرا على التأديب أو التأنيب ونتعامل معه كرجل، ومعلمو الثانوية بشكل عام متواجدون لخدمة الطلاب إن حضروا». في الاتجاه الآخر أوضح مدير مكتب التربية والتعليم بالعقيق محمد غرم الله لافي ل«عكاظ» أن نسبة الحضور بلغت 99% في اليوم الأول ولم ترصد حالات غياب سوى لبعض الحالات المرضية، حيث شهدت المحافظة عودة مكثفة من قبل الطلاب والطالبات لمقاعد الدراسة وكذلك للهيئتين الإدارية والتدريسية. وبين مدير إدارة التربية والتعليم بينبع الدكتور معجب الزهراني أن الدراسة استؤنفت أمس بشكل اعتيادي في 400 مدرسة بنين وبنات بمتابعة من المشرفين والمشرفات ومديري المدارس ولم تسجل حالات غياب ملحوظة بين المعلمين او المعلمات ولا الطلاب والطالبات. وعاد إلى المقاعد الدراسية ما يفوق 256 ألف طالب وطالبة في أكثر من 1300 مدرسة في مختلف المراحل الدراسية الثلاث بمنطقة عسير، حسب ما أوضحه مدير عام التربية والتعليم في المنطقة بالنيابة محمد آل عريدان، حاثا الجميع على الالتزام بموعد الدوام الرسمي الجديد والتقيد به. من جهته أكد ل«عكاظ» المتحدث الإعلامي في إدارة التربية والتعليم في محافظة جدة عبد المجيد الغامدي انخفاض نسبة غياب الطلاب والطالبات في التعليم العام بالمحافظة، مبينا أن الحضور كان جيدا، معللا ذلك بارتباط الكثيرين بالاختبارات الشهرية، كما بين أن إدارات المداراس للبنين والبانات تبذل قصارى جهودها لتوعية الطلاب بأهمية المباشرة بعد الإجازات، مشيرا إلى أنه تم تخصيص برامج لتكون في عمق المادة الدراسية. وقطع الغامدي انه في حال وجود غياب في أول يوم مباشرة بعد الإجازة يتم التعامل معها من قبل إدارة المدرسة لاتخاذ الاجراءات اللازمة تجاه كل حالة سواء بعذر مقبول أو غير مقبول. وعلى صعيد ذي صلة رصدت عدسة «عكاظ» اكتظاظ صالات القدوم بمطار جدة بالعائدين من خارج المملكة وداخلها، والمتأخرين عن مواعد الدوام الرسمي يوم أمس، وكان أغلبهم من الطلاب والمعلمين. وقال أحمد الغامدي (معلم) إن السبب في التأخير عن الحضور قبل انطلاقة الدوام الرسمي بعد إجازة عيد الاضحى هو عدم الحصول على رحلات للعودة، مبينا أنه يحاول منذ أكثر من ثلاثة أيام للحصول على رحلة عودة من المنطقة الشرقية مع أفراد عائلته دون جدوى، ما جعلهم يتخلفون عن الموعد الرسمي للدوام سواء إن في عملهم أو بالنسبة لأبنائهم الذين يدرسون في المرحلة الابتدائية. وثنى على حديثه فهاد البقمي العامل في قطاع حكومي، ذاكرا أنه قادم من دبي بعد أن قضى عطلة العيد هناك إلا انه تورط في رحلة العودة ولم يحصل على رحلة في الوقت المناسب ليتأخر عن الدوام الرسمي. وانطبق الحال على أم فيصل التي قالت إنها كانت مع ابنها الكبير في مدينة الرياض لحضور مراسم العزاء لأحد الأقارب وعند عودتها حاولت الحصول على رحلة تمكنها من الحضور في الوقت المحدد للدوام الرسمي بأحد المراكز الصحية بجدة، ولكن عدم إيجاد رحلة أخرها عنه، مبينة أن صديقتها سافرت الى إسبانيا مع عائلتها ولم تجد رحلة للعودة قبل موعد انطلاق الدوام الرسمي أيضا، مقترحة زيادة عدد الرحلات في نهاية مواسم الاجازات للتناسب مع احتيجات المسافرين داخل المملكة وخارجها.