رغم اعتماد إدارات التربية والتعليم على أربعة محاور رئيسة للحد من ظاهرة غياب الطلاب والطالبات في الايام التي تسبق الإجازات الرسمية، بعد أن تكررت إلا أن الظاهرة ما تزال مستمرة، وقد رصدت « عكاظ» في آخر أيام الدراسة غيابا شبه كامل في عدة مناطق كان أبرزها في مدارس عسير وجازان حيث وصلت النسبة إلى 95 % ففي منطقة عسير وصلت نسبة غياب الطلاب قبل 48 ساعة من الإجازة الرسمية لعيد الأضحى، وفقا للتقارير السرية التي حصلت عليها «عكاظ»، نسبة 95 % في مدارس البنين والبنات، ما تسبب في هواجس مديري ومديرات المدارس ودفعهم لعدم استقبال الطلاب. وأوضح الناطق الاعلامي بإدارة التربية والتعليم بعسير محمد مانع ال يحيى أن إدارته أبلغت عموم المدارس بعدد من الاجراءات التى من شانها أن تسهم في انتظام الطلاب والطالبات في الدوام لا سيما في الفترة التي تسبق الاجازات، منوها إلى أن أولياء الاموار هم الرافد الاساسي للانتظام والحرص على تواجد أبنائهم بالمدارس. من جانبه أكد مدير التربية والتعليم بمحافظة صبيا أحمد علي ربيع ل «عكاظ» بانه لم تسجل في مدارس المحافظة خلال اليومين الماضيين حالات لغياب الطلاب او المعلمين في الاسبوع الاخير الذي يسبق اجازة عيد الاضحى المبارك وهذا ما أشارت اليه نتائج التقارير الميدانية التي سجلتها فرق الاشراف والمتابعة التي تزور المدارس، حسب قوله، مبينا أنهم حذروا من الغياب حتى لا يتضرروا. وأوضح مدير الإعلام التربوي بمنطقة القصيم سلطان المهوس أن مدارس المنطقة لم تشهد غيابات تذكر إلا في حالات ضرورية وحرجة، بعد التشديد على مديري المدارس برفع تقارير في حالة وجود غيابات كما تم متابعة ذلك عن كثب. وفي ذات السياق، أشار مدير مدرسة الرازي الابتدائية ببريدة فايز التمامي إلى أن الغياب لديهم ليس كثيرا ولكن في ذات الوقت شدد على ضرورة إيجاد برامج مخصصة للأسبوع ما قبل الإجازة سواء كانت ثقافية أو اجتماعية أو حتى رياضية وترفيهية لضمان جذب الطلاب نحو المدرسة. ويرى أحد المعلمين بالطائف، فضل حجب اسمه، أن الطلاب لديهم صلاحيات لا يملكها المعلم، مفصلا «نأتي للمدرسة لتعليم الطالب فقط وهنا دورنا واذا لم يحضر فدورنا ينتهي ويبدأ دور المرشد الطلابي والادارة المدرسية واذا سألنا الطالب عن غيابه يجيء الرد باسلوب استفزازي، ما يجعلنا نتركه ونقوم بدورنا بالخصم من الدرجات وكتابة الملاحظات للادارة فقط». إلى ذلك قال ل «عكاظ» مصدر في إدارة تعليم الطائف، إنه من المعتاد خلال هذه الأيام تكثيف زيارات المشرفين والمشرفات للمدارس، للاطلاع على الأعمال في هذا الأسبوع، في إطار التواصل مع الميدان التربوي لإزالة الصورة التي رسخت في أذهان المجتمع التعليمي حول الغياب الذي يسبق الإجازة، مؤكدا على أن اتخاذ الأساليب التوعوية والبرامج الإرشادية في البيئة التعليمية شيء مهم لتحقيق الانضباط، ويقع هذا الأمر على عاتق الإرشاد الطلابي. وفي منطقة جازان سجلت مدارس البنين والبنات أمس نسبة غياب كبيرة في المرحلتين المتوسطة والثانوية وصلت إلى 95 في المائة، بسبب الثقافة السائدة لدى معظم الطلاب والطالبات وأولياء الأمور بعدم أهمية الدوام في الأيام الأخيرة التي تسبق الإجازة. وكشفت جولة «عكاظ» عدم تواجد طلاب في معظم المدارس خصوصا المرحلتين المتوسطة والثانوية، ورصدت الكاميرا عددا من الطلاب يتسلقون جدران المدارس هروبا من الفصول الدراسية، فيما كشف عدد من الطلاب والطالبات أن السبب الرئيسي لغيابهم يرجع إلى المعلمين والمعلمات الذين ينصحونهم بعدم الحضور. وأكد عدد من المعلمين أنه رغم تشديد ادارات المدارس على الحضور وتوعد الطلاب بالحسم من الدرجات، إلا ان الغياب الجماعي قبل الإجازة أصبح هو الثقافة السائدة في جميع المدارس، مشيرين إلى أن بعض الأسر تستغل أيام ما قبل الاجازة في السفر إلى مدن أخرى، ما يساهم في غياب الغالبية العظمى من الطلاب والطالبات. وأكدت المعلمتان نوال أحمد ومريم حسين، بإحدى مدارس أبو عريش للبنات، أن الفصول أصبحت خالية مع بداية هذا الأسبوع، وأكدتا دور الأسرة في التأثير على أبنائها وبناتها على الحضور للدراسة في الأسبوع الأخير، فيما قال الطالب أمين يحيى «لم أحضر هذا الأسبوع لأن الضغط الدراسي لا يكون بنفس الوتيرة». يذكر أن أول المحاور التي اعتمدت لمحاربة ظاهرة الغيابوبينت أن المحور الأول يتمثل في تطبيق مدير المدرسة لليوم الدراسي من الاصطفاف الصباحي حتى الحصة الأخيرة، وعدم دمج الفصول لما يسببه من اختلال في الخطة الدراسية، أما المحور الثاني يتعلق بالمعلم ومطالبته بتدريس المقرر حسب الخطة المنهجية وتشجيع الطلاب على الحضور ومتابعة تكليف الطلاب بالواجبات المنزلية، ليكون المحور الثالث هو الطالب نفسه حيث يتم تذكيره بما ورد في لائحة المواظبة والسلوك بشأن العقاب والخصم عن أيام الغياب، خاصة قبل الإجازات والاختبارات، بالإضافة إلى وضع الحوافز للطلاب المواظبين، بينما يتمثل المحور الأخير في حث أولياء الأمور على تشجيع أبنائهم على الحضور من خلال إرسال خطاب لولي الأمر وإبلاغه برسائل نصية وإشعاره بأن غياب ابنه سيؤدي إلى خصم درجات من المواظبة عن كل يوم حال الغياب بدون عذر مقبول.