أثار قرار المملكة بالاعتذار عن قبول عضوية مجلس الأمن الدولي، ردود فعل عالمية واسعة النطاق، وقد نوهت الصحف الأوروبية بالموقف السعودي، معتبرة أن الاعتذار عن عضوية مجلس الأمن خطوة غير مسبوقة. وأكد الخبير في الشؤون الاستراتيجية للشرق الأوسط الدكتور فولفجانج فوجل، أن المملكة دولة كبيرة ولها وزنها الدولي والإقليمي. وقال ل«عكاظ» إن اعتذار المملكة يأتي في توقيت تشتعل فيه الساحة العربية بالأحداث، فضلا عن تعثر عملية السلام في الشرق الأوسط وقيام الدول العظمى بتطبيق المصلحة أولا وهو أمر تتبعه كل من الولاياتالمتحدة وروسيا. واعتبر فوجل أن قرار المملكة برفض العضوية، خطوة غير مسبوقة عبر تاريخ الأممالمتحدة، ولكنها ستبقى سابقة يمكن التشبه بها في المستقبل لإعطاء إنذار للمنظمة الدولية للقيام بمهامها حسب مواثيق الأممالمتحدة. وأشار إلى أن المملكة بهذه الخطوة فتحت المجال لدبلوماسية عربية مكثفة ولدور عربي مطلوب، لافتا إلى أن الملفات العربية تشكل أولوية للدبلوماسية السعودية لاسيما الملف السوري وعملية السلام وأمن واستقرار الخليج، خاصة حين يتعلق الأمر بضرورة إخلاء الشرق الأوسط من الأسلحة النووية وهو الملف الذي لم تجتهد فيه المنظمة الدولية ولم يحدث فيه أي تقدم رغم المبادرات العديدة التي أطلقتها. وعلى صعيد الاهتمام الإعلامي بموقف المملكة، قالت صحيفة «الفرانكفورتر ألجمانيه» المحافظة تحت عنوان «مكتوفي الأيادي": «لا ينبغي لوم السعودية على هذا القرار، انطلاقا من أن مجلس الأمن لم يحقق أي نجاحات طوال السنوات الماضية، ونشرت الصحيفة بيان الخارجية السعودية بما احتواه من مضامين حول تخاذل مجلس الأمن في التوصل إلى حل للصراع العربي الإسرائيلي ثم الأزمة السورية». من جانبها، كتبت صحيفة «دي بريسيه النمساوية» تحت عنوان «السعودية تمتنع» أن المجتمع الدولي تعود عبر السنوات على دبلوماسية هادئة من المملكة.. فللرياض مواقف معروفة ومحددة من أزمات الشرق الأوسط، ولكن ظلت الدبلوماسية السعودية دائما تلتزم بمبدأ الحوار والهدوء في طرح الملفات المهمة لاسيما في المحافل الدولية المعروفة. ورأت الصحيفة أن اعتذار المملكة عن المقعد غير الدائم في مجلس الأمن خطوة سليمة، وإذا كانت تعبر عن شيء فإنما تلفت إلى أن مجلس الأمن في حاجة ملحة إلى التطوير، مفيدة أن الرياض ربما تكون تخلت عن الدبلوماسية الهادئة بعدما أعلنت في خطوة غير مسبوقة عن عدم قبولها للمقعد. وذكرت الصحيفة أن البيان السعودي عبر عن آراء عديدة طرحت في السابق وسوف تطرح في المستقبل، كما عبر عن أن إصلاح المنظمة الدولية بات أمرا لا بد منه وإلا تعرقلت الحلول وهو ما نشهده في الأزمة السورية والملف النووي الإيراني وعملية السلام في الشرق الأوسط.