رحب سياسيون عرب ومصريون بقرار المملكة الاعتذار عن قبول عضوية مجلس الأمن الدولي، بسبب عجزه عن القيام بمسؤولياته وازدواج المعايير. ووصفوا في تعليقات ل«عكاظ»، هذا القرار بالجريء، مطالبن الدول الأخرى أن تحذو حذو المملكة حتى يشعر المجتمع الدولي بأنه لابد من إعادة هيكلة المجلس وتغيير قواعد ونظم العمل فيه. مؤكدين أن مجلس الأمن تحول إلى منبر لتقسيم مصالح الدول الكبرى على حساب الشعوب. وقال رئيس اللجنة القانونية بالائتلاف السوري المعارض هيثم المالح إن قرار المملكة يعبر عن ضمير إنساني وأخلاقي وقانوني غير مسبوق، مضيفا أن مجلس الأمن ليس عاجزا فقط عن القيام بمسؤولياته في حفظ الأمن والسلم الدوليين بل مشارك فعليا في عمليات القتل التي يتعرض لها الشعب السوري من خلال استخدام حق الفيتو ثلاث مرات من جانب روسيا والصين لمنح بشار الأسد مزيدا من الوقت لقتل شعبه. وأكد أن عجز مجلس الأمن عن اتخاذ قرار قوي بشأن سوريا شجع النظام السوري على استخدام السلاح الكيماوي لقتل النساء والأطفال في الغوطة الشرقية، وقال «بدلا من معاقبة النظام السوري على جرائمه البشعة ضد شعبه، نرى مجلس الأمن يعطيه مزيدا من الوقت من خلال صفقة تدمير الأسلحة الكيماوية التي تنتهي منتصف العام المقبل». وأكد المالح ل«عكاظ» أن مجلس الأمن تحول إلى مكان لتقسيم المصالح بين الدول الأعضاء التي لا تعبأ بمعاناة الشعوب، وتساءل «كم هو العدد المطلوب من الشهداء من الشعب السوري حتى يتخذ المجلس قرارا بالإجماع ضد بشار وعصابته القاتلة؟ وماذا تحتاج روسيا والصين حتى توافق على قرار يدين النظام بالقتل؟»، مؤكدا أن قرار المملكة العربية السعودية يجب أن يلقي الضوء على الخلل في العلاقات الدولية وآليات اتخاذ القرارات في مجلس الأمن. من جانبه، وصف عضو لجنة العلاقات الخارجية بحزب الجبهة الديمقراطية المصري السيد حمدان، قرار المملكة بالقوي وغير المسبوق، وطالب الدول الأخرى وممثلي الكتل العربية والأفريقية والآسيوية واللاتينية الانسحاب من مجلس الأمن، وأن تعتذر الدول الأخرى التي تم انتخابها مع المملكة عن عضوية مجلس الأمن وهي تشاد ونيجيريا وليتوانيا وتشيلي، معتبرا أن المجلس فقد دوره الذي تنتظره الشعوب. وأضاف أن مجلس الأمن يطبق فقط القرارات التي تتفق مع مصالح الدول الخمس الكبرى، لكنه لا ينفذ القرارات الأخرى، متهما المجلس بالعجز على مدار تاريخه منذ قيام دولة إسرائيل عن تنفيذ قرار واحد ضد الدولة العبرية، والنتيجة أن الأراضى العربية تتآكل، والقضية الفلسطينية تتقزم بفعل ازدواجية المعايير، مشيرا إلى أن القرارات ضد الدول العربية تنفذ بسرعة كبيرة في حين لا تنفذ عشرات القرارات ضد إسرائيل، وقال إن اعتذار المملكة عن قبول هذا المقعد يشكل سابقة تاريخية في تاريخ مجلس الأمن الذي تتسابق الدول الأعضاء في الجمعية العامة للأمم المتحدة على الفوز بعضويته.