ابتكر عدد من المتسولين وسائل حديثه لاستدرار عطف الناس في مشعر منى، فبدأوا يتفننون بعدد من الوسائل والحيل من أجل الحصول على مبالغ مالية من حجاج بيت الله الحرام. عندما يقودك الطريق إلى شارع صدقي الذي يعتبر أحد الشوارع الرئيسية والمنافذ الهامة لمشعر منى تجد عمالة وافدة يمتهنون التسول في ظل غياب الجهات المختصة التي جندت 16 فردا في لجنتين تقوم بمهام مكافحة التسول. فقد اكتظ المتسولون بمشعر منى أمس ووصل الحال بهم بأن يجندوا أطفالهم في هذه المهنة التي يعتبرونها مصدر رزقهم. ورصدت عدسة «عكاظ» عددا من هذه الحالات، لاسيما أن إحدى الأفريقيات أتت بمجموعة من الأطفال لا يبلغون التاسعة من العمر فجعلتهم في أطراف شارع صدقي، ينادون «لله يا محسنين». وأما المشهد الآخر ما أقدم عليه أحد المتسولين من جنسية عربية مصطحبا طفلا يبلغ العاشرة من العمر، ليبدأ في ترويج مقوله إنه لم يجد طعاما يأكله وابنه، داعيا الحجاج لمساعدته لمواجهة ظروفه الصعبة. وبين الحاج محمد السلوم أن المتسولين يعلمون أطفالهم مهنة التسول التي أصبحت ظاهرة منتشرة في موسم الحج ورمضان، وذلك بسبب غياب دور الرقابة من قبل الجهات المختصة، لاسيما أن هذه الظاهرة تطورت حتى تحولت إلى عصابات نشل وخداع في المشاعر المقدسة. وأضاف محسن الزهراني: مشعر منى أصبح يعج بالمتسولين وخاصة الجالية الأفريقية، لذا أطالب الجهات المختصة بقيام دورها والقضاء على هؤلاء العمالة، التي أصبحت تشكل خطرا كبيرا على حجاج بيت الله الحرام أثناء المواسم وكذلك على سكان مكةالمكرمة. من جانبه أوضح المتحدث الرسمي والناطق الإعلامي بفرع وزارة الشؤون الاجتماعية فهد بن محمد العيسي أن مكافحة التسول بمكةالمكرمة جندت 16 فردا مندرجين تحت لجنتين الأولى بقيادة الإمارة ويشارك من خلالها 12 فردا من المكافحة، والثانية بقيادة الشرطة ويشارك من خلالها 4 أفراد، وهاتان اللجنتان تباشران جولات ميدانية على مدار الساعة. وأوضح العيسي أن عمل هاتين اللجنتين القبض على المتسولين والبائعين، وإذا كان المتسول سعوديا فتتم دراسة حالته والبحث عن مساعدته وأخذ التعهد عليه بعدم تكرارها، أما غير السعودي إذا كان عمره أكبر من 18 عاما فإن الشرطة والإمارة تتوليان وضعه، وفي حال كان عمره أقل من 18 فإنه يتم تحويله إلى الشؤون الاجتماعية حتى تنتهي قضيته ويتم استلامها من قبل الشرطة حتى يتم ترحيله.