لم يثنه كبر سنه (78 عاما) عن المجيء إلى المشاعر المقدسة هذا العام حاجا للمرة ال41. المواطن محمد مسفر آل داهش من مواليد قرية شعب آل فروان التابعة لمحافظة ظهران الجنوب في منطقة عسير تحدث ل«عكاظ» من منى قائلا «حججت لأول مرة عام 1372ه عندما كنت أعمل في مدينة الطائف بقسم المذخرات التابع للجيش». ويتذكر آل داهش كيف كانت صعوبة الحج وخصوصا لمن يأتون من مدن وقرى بعيدة عن مكة، ويرى أن الحج الان أصبح مختلفا تماما عن السابق، ولم يعد الحاج يجد صعوبة في التنقل بين المشاعر لأداء مناسكه، فيما الكثيرون في السابق يحتاجون عدة أشهر للوصول إلى مكةالمكرمة مشيا على الأقدام، كما أن الخدمات سابقا لا تقارن مع ما يقدم حاليا لضيوف الرحمن في كافة مشاعر الحج. وحول حجة هذا العام مقارنة بالأعوام الأخرى قال «هذا العام لا يمكن وصفه بدءا بالحزم في تطبيق الأنظمة على المخالفين لدرجة أننا وجدنا أنفسنا نتنقل بين المشاعر بكل راحة، وتفرغنا للعبادة أكثر منه تفكيرا في كيفية الحج». وأردف آل داهش بقوله «أول حجه لي كانت بمبلغ 100ريال وقد قاسيت التعب فيها والمشقة وخصوصا عند جلب الماء، حيث كانت أرض الحرم في تلك الأيام من البطحاء والشرب من عين زبيدة وكنا نسحب الماء بالدلو، أما الآن فقد حججت هذا العام في حملة كلفتني مبلغ 13000 ألف ريال وشتان ما بين الحجتين تنظيما وجهدا». وعند سؤاله عن تكرار حجه قال «في السابق لم يكن هناك تصاريح ومدة محددة للحج، فكان أكثر حجي في تلك السنوات كما إنني في الكثير من الأعوام أكون محرما، فقد حججت على التوالي مع زوجاتي الثلاث وبناتي ال13». أما كيف يقضي حياته وكيف يعيش يقول آل داهش «أسكن في قرية صغيرة تتوفر فيها كل سبل العيش الكريم والحياة الهانئة، فقد انتقلت من الطائف بعد خدمة 16 عاما قضيتها في الجيش السعودي، وكنت ولازلت أفتخر بعملي في الجيش، ولكن أجبرتني ظروفي الأسرية والشوق للأهل والأصدقاء على الانتقال إلى محافظة ظهران الجنوب والعمل في المحكمة حتى تقاعدت عام 1418ه، وأعمل الآن على إدارة شؤوني الخاصة وشؤون أسرتي رغم أن معظم أبنائي وبناتي (11 ولدا و13 ابنة) تزوجوا.