تنازل مدير صيدلية مستشفى ظهران الجنوب، الصيدلي نايف بن صالح الوادعي، عن حقه لوجه الله تعالى ثم تقديراً لوالده ولمن حضر من القبائل صباح أمس، في قرية الغيل بمحافظة ظهران الجنوب، وذلك في الإصابة التي لحقت به إثر اعتداء أحد زملائه عليه بالطعن قبل أكثر من شهر أُدخل على إثرها العناية المركزة. وكانت جموع من قبائل يام ووادعة وقحطان وشهران اجتمعوا بالقرب من قرية الغيل، يتقدمهم الشيخ ناجع بن شوصا اليامي، وقبيلة آل عصمان من وادعة، وتدخلوا لإنهاء الخلاف لارتباطهم بالمصاهرة مع قبيلة يام. وفي تمام التاسعة صباحاً تحركت الجموع وسط تنظيم أمني من قِبَل شرطة ظهران الجنوب قاصدين آل فروان من وادعة، في قرية الغيل الذي ينتمي إليها نايف الوادعي، وعند الوصول ألقى الجميع السلام على آل فروان، وتقدم الشيخ ناجع بن شوصا، وأشاد بقبيلة آل فروان لقبولهم الصلح، وأفاد في كلمته أن هذه الجموع لم تحضر إلا إرضاءً لآل فروان في الإصابة التي لحقت بابنهم نايف، وقال: «إننا حضرنا في هذا اليوم لإرضائكم، وراضون بما تحكمون به علينا»، وأخبر بأن بحوزتهم (مثار) للمجني عليه فيما لحق به من إصابة، والمتمثلة في مائة ألف ريال وقعود وشاش كلاشنكوف حسب العادات والتقاليد المتعارفة والمعمول بها في مثل هذه القضايا، وهو الأمر الذي تم بالفعل. وسلم مسفر بن عصمان المثار لآل فروان، عقب ذلك خرج سعيد بن يحيى آل فروان وطلب في البداية أن يحلف 24 شخصاً من أقارب الجاني بأنهم لم يبيتوا النية مسبقاً للاعتداء، ثم أنهم لم يرضوا به، وهو الأمر الذي أيده فيه سعيد بن عازب نائب آل فروان من وادعة، وأكد عليه سعيد بن صالح، الذي تحدث نيابة عن والده لكبر سنه، وبعد مطالبات من الحضور بإعفائهم من القسم، طلب آل فروان (البرزة)، واجتمعوا وخلصوا إلى تخفيف القسم إلى 12 حالفاً، وخرج كلٌّ مِن: مهدي بن صالح الوادعي، ومحمد بن سعيد آل كعبان، وطلبوا أن يعفوا عن الدين، وهو الأمر الذي تم بالفعل، وعقب ذلك نطق الوالد نايف بالحكم وهو 900 ألف وخنجرين، وأن ينقل الجاني من المستشفى، وهو الأمر الذي قبلت به قبيلة يام؛ لأنهم حضروا لإرضائهم مُسلِّمين بما حكم به عليهم. وبدأت بعد ذلك الشفاعات تتدخل لتخفيض المبلغ، وخرج مشهور الشهراني زميل للمجني عليه، وأثنى على نايف من حيث الخلق والمعاملة الحسنة داخل العمل وخارجه، وألحَّ باسمه وباسم زملائه أن يخفضوا المبلغ لأنه المأمول فيهم، وحضر زملاء نايف في لون الزامل ينخونه في العفو، وأقبلت قبيلة وادعة أيضاً في زامل ينخون فيه آل فروان أن يتراجعوا في حكمهم. وخرج والد نايف وأشقاؤه في مشهد مؤثر ينخون فيه نايف أن يتنازل، وبالفعل تنازل نايف عن حقه وعن المثار لوجه الله، ثم تقديراً لوالده ولجموع الحاضرين. وبالفعل أعيد المثار لقبيلة يام، وعُين قبيلين على آل فروان بعدم أخذ الثأر، والتنازل وإنهاء القضية التي لم يمر عليها سوى أقل من شهرين، واعتلت الرايات البيضاء رؤوس الحاضرين، ورددت الجموع لون الزامل مضمونة مدح آل فروان لقبولهم الصلح. سعيد بن صالح أثناء الصلح والد نايف وأشقاؤه نايف الخامس من اليمين وبيده مبلغ المثار قبل أن يعيده جانب من الصلح البيضاء لآل فروان بعد الصلح البيضاء لآل فروان بعد الصلح (تصوير: محمد بن حطمان)