حذر البيت الأبيض أمس، من توقع نتائج سريعة للمحادثات الدولية في جنيف بخصوص برنامج إيران النووي. وقال إن المناقشات معقدة وفنية وأن الضغوط الاقتصادية على طهران ستظل قائمة. وأضاف المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني في مؤتمر صحفي: نريد بالتأكيد توضيح أنه ينبغي ألا يتوقع أحد انفراجة بين عشية وضحاها برغم الإشارات الإيجابية التي شاهدناها. فيما اعتبر نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بعد اليوم الأول للمفاوضات، أنه من المبكر للغاية إصدار حكم واكتفى بالقول: ربما يمكنني غدا استخلاص نتيجة أفضل ولكن أعتقد أن الأمور تسير على ما يرام. وشهدت محادثات أمس، تقديم طهران اقتراحا إلى القوى الكبرى لحل الخلاف القائم حول طبيعة البرنامج النووي، طالبة عدم الكشف عن مضمونه. و قد بحثت جلسة أمس مسائل تقنية مرتبطة بالاقتراح الذي قدمته إيران والذي لم يكشف عنه. وقال مصدر إيراني إن القوى الكبرى طرحت أسئلة عديدة على إيران وكان الجو «بناء وإيجابيا». وتستأنف المفاوضات اليوم الأربعاء في جلسة موسعة ثانية وأخيرة. وكان الجانبان المتفاوضان اتفقا على عدم كشف محتوى الاقتراح، حسب عباس عراقجي نائب وزير الخارجية الإيراني الذي أكد أن ماوصفه بالاقتراح الشامل جدا الذي قدمته طهران يمكن أن يتيح تحقيق اختراق في المفاوضات. وعرض وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الاقتراح الإيراني طوال ساعة عبر برنامج «باور بوينت» على الكومبيوتر، كما ذكر مايكل مان المتحدث باسم وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون التي ترأس الاجتماع. وأضاف المتحدث أنه بالنسبة للاتحاد الأوروبي فإن «الكرة في الملعب الإيراني». وكان كبير المفاوضين الإيرانيين قد قال أمس الأول: «لن نسمح بأي حال بتعليق تخصيب اليورانيوم أو الحد منه أو وقفه، لكننا في المقابل نستطيع أن نناقش مستوى التخصيب وشكله وكميته»، مضيفا: لن نسمح أيضا بأن يغادر جرام واحد من اليورانيوم المخصب البلاد. وحذر مسؤول أمريكي كبير بقوله: نحن مستعدون لتحقيق تقدم إلا أن الأمر يبقى مرتبطا بما سيضعونه على الطاولة، مضيفا أن الولاياتالمتحدة تنتظر «أعمالا ملموسة يمكن التحقق منها». ولفت إلى أنه لا يمكن السماح لطهران بالاستفادة من المفاوضات وإطالتها إلى ما لا نهاية لمواصلة برنامجها النووي. من جهته، طرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من جديد أمس، إمكانية توجيه ضربات وقائية إسرائيلية ضد إيران. وأوضح أن هذه الضربات يجب ألا تحصل بصورة تلقائية ... لكن ثمة أوضاع لا تساوي فيها ردود الفعل الدولية على هذه الخطوة ثمن الدم الذي سندفعه لدى تعرضنا لهجوم استراتيجي سنكون مضطرين للرد عليه، وربما متأخرين. وفيما أجرى الوفد الأمريكي محادثات ثنائية مع الوفد الإيراني أمس في اجتماع وصفه مسؤول أمريكي كبير بأنه «مفيد». قال متحدث باسم مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون أمس، إن القوى العالمية تريد معرفة مزيد من التفاصيل بشأن الاقتراح الذي قدمته طهران، ولا يزال يتعين إنجاز كثير من العمل.