مر المسجد الحرام على مدى العصور بعدة توسعات من أجل مضاعفة طاقته الاستيعابية للمصلين مع ازدياد أعدادهم، ويبقى صحن المطاف كما هو بطاقته المحدودة على الاستيعاب، يحتل نفس المساحة ويزداد عاما بعد آخر بالطائفين، وتزداد الحاجة لتوسعته. وجاء مشروع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لرفع الطاقة الاستيعابية لصحن المطاف، ليضاعف من الطاقة الاستيعابية الحالية لتصل إلى 105 آلاف طائف في الساعة. ويأتي مشروع رفع الطاقة الاستيعابية للمطاف ضمن رؤية استراتيجية لتحقيق أهداف بعيدة الأمد في حل مشكلة الاختناق التي يعاني منها الطائفون كل عام في المواسم وأوقات الذروة حيث يوفر المشروع انسيابية تامة في الطواف مع مضاعفة الطاقة الاستيعابية للمطاف تمشيا مع التوسعات المتتالية للحرم المكي الشريف، ومن أجل تحقيق هذا الهدف تضافرت جهود كافة الأطراف ذات العلاقة، وسخرت كل الإمكانات والطاقات الفنية والمالية اللازمة مع تأمين المعدات والاحتياجات خلال الأشهر الماضية منذ بدء المشروع لإنجاز ما يستغرق إنجازه سنوات، وهي ماضية إن شاء الله لتحقيق الهدف وتوفير الراحة التامة والطمأنينة للحجاج والمعتمرين وزوار بيت الله الحرام لتأدية شعائرهم في جو من الأمان تسوده روحانية المكان شديد الخصوصية عزيز المكانة في قلوب كل المسلمين في شتى أنحاء العالم. وجمعت توسعة رفع الطاقة الاستعابية للمطاف بين المتطلبات الوظيفية، ووفرة وتنوع ورقي الخدمات، إضافة إلى التميز في النواحي الجمالية والتشغيلية. فقد روعى في التوسعة الأعمال الكهربائية حيث سيتم توفير التغذية الاعتيادية للتوسعة من شركة الكهرباء عن طريق مغذيات الضغط المتوسط، ويشمل ذلك تغذية كل موزع ضغط متوسط من مصدرين مختلفين لشركة الكهرباء، وكذلك توفير التغذية الاحتياطية لأعمال التوسعة الجديدة من محطة المولدات الاحتياطية الحالية بكدي شاملة نسبة 100% من أحمال إنارة ونظم السلامة والاتصالات والتحكم والصوت الخاصة بالتوسعة ونسبة 20 إلى 30% من أحمال الخدمات الأخرى، بالإضافة إلى وحدات تغذية كهربائية غير منقطعة لتغذية حوالي 30% من أحمال الإضاءة و100% من أحمال نظام الصوت وكاميرات المراقبة التلفزيونية لضمان استمرارية التغذية الكهربائية للأحمال المهمة في حالة انقطاع التغذية الرئيسية لحين التوصيل على محطات المولدات الاحتياطية. وستكون أجهزة الكهرباء الاحتياطية من النوع الثنائي المتوازي. كما ستتم تغذية الأحمال الكهربائية عن طريق محطات محولات جديدة، واختيار أماكن هذه المحطات ب«البدروم» ومعظمها يقع أسفل بوابات المداخل الرئيسية للحرم وهي محطة أسفل باب الفتح، ومحطة أسفل باب العمرة، ومحطة أسفل باب الملك عبدالعزيز، ومحطة بالقرب من منطقة الصفا. وتنقسم كل محطة إلى مجموعتين منفصلتين من المحولات تضم محولات لتغذية الأحمال الميكانيكية والسلالم الكهربائية ومحولات لتغذية أحمال الإنارة والخدمات ونظم التيار الخفيف.