أصدرت رابطة العالم الإسلامي أمس «بيان عرفات» ودعت المسلمين في هذا الموقف العظيم إلى استلهام المعاني السامية لشعيرة الحج، ومراجعة الذات والنظر في حال الأمة والتحديات التي تواجهها، واستشعار ما يتضمنه الحج من معان ومقاصد تؤصل في حياة المسلمين روح الأخوة والتضامن والقوة، وقال بيان الرابطة على لسان أمينها العام الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي: «إن على المسلمين أن يعتزوا بدينهم ويعرفوا الآخرين به، وينشروا محاسنه بين الناس، ويبينوا للعالم أجمع أن الأمة الإسلامية العظيمة، قد سطرت في سجلات التاريخ مآثر كبرى، عندما كانت تسير على نهج الإسلام، ولابد للأمة المسلمة إن أرادت العزة أن تعود إلى الاحتكام إلى كتاب الله العظيم، وسنة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم، في مختلف شؤون الحياة». وأكد البيان أن ما عانت منه الأمة من تخلف وتراجع بعد القرون الزاهرة كان بسبب ابتعادها عن دين الله، حيث تفرقت الصفوف، وظهرت اتجاهات غالية وأخرى مفرطة، فتشرذمت القوى، وضاعت هيبة الأمة، مما أدى إلى جرأة أعداء الإسلام على المسلمين، وعلى دين الله الخاتم، وعلى رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، ولن يستطيع المسلمون رد كيد أعدائهم إلا بالاعتصام بحبل الله الذي هو الطريق إلى وحدة الأمة، وتحقيق التضامن بين أبنائها، نص على: «أن أمتنا المسلمة اليوم، تحمل هموم عدد من القضايا الساخنة في الساحة الإسلامية التي تنتظر المساعي الخيرة، وتنتظر المبادرات الجازمة والحازمة، وعلى رأس هذه القضايا قضية شعب فلسطين، وإن رابطة العالم الإسلامي التي يؤلمها ما يحدث في فلسطين وفي مدينة القدس وحول المسجد الأقصى، تطالب الدول الإسلامية بتقديم كل دعم ومساعدة لشعب فلسطين، وتدعو الفلسطينيين إلى نبذ الفرقة وتوحيد الصف». وتطرق البيان إلى ما يحدث في سورية قائلا: «إن ما يحدث فيها من أهوال، حيث تسفك فيها الدماء المحرمة، وتستباح المحرمات، وتنتهك الأعراض، وتدمر المدن والقرى على رؤوس الآمنين ويقتل الآلاف بالمواد الكيماوية في مشاهد مروعة، مما يتطلب تحركا إسلاميا صادقا لوقف هذه المأساة التي يتحمل نظام سورية مسؤوليتها»، وأضاف البيان: إن رابطة العالم الإسلامي حذرت في مرات عديدة من خطر الطائفية والحزبية وإثارتها على مستوى الأمة، وشحن بعض المجتمعات الإسلامية بمآسيها البغيضة التي تزيد من فرقة الأمة، وتفجر الصراع في مجتمعات المسلمين، مما يخالف ما أراده الله سبحانه وتعالى للأمة: (إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون) مما يوجب نبذ كل ما يفرق الأمة، وفي مقدمة ذلك الدعوات الطائفية . وأكد أن الأمة «تواجه إلى جانب مشكلاتها الداخلية تحديات خارجية تستهدف شخصية المسلم وثقافته وفكره وعقيدته، وحقوقه في خضم تيارات العولمة التي لم تراع خصوصيات المجتمعات، مما أثر على مصداقية الشعارات والمواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان».