بينما تتواصل ضربات الإرهاب الأعمى في سيناء والإسماعيلية وبورسعيد .. بدا خبراء استراتيجيون وسياسيون مصريون أكثر ثقة من أنها «رقصة الطير الذي يرقص من الألم».. وقال خبراء تحدثت إليهم إن هذا العنف محاولة لإثبات الوجود بعد فشل الإخوان المتوالي في الحشد.. وأكدوا استحالة ما تسعى إليه الجماعة من تشكيل جيش مصري مواز على طريقة الجيش الحر في سيناء. وقال اللواء أحمد عبدالحليم الخبير الاستراتيجي، وعضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، إن الشعب المصري لم يعد يصدق جماعة الإخوان المسلمين وأنصارها، وأن الجماعة أرادت من خلال بعض العمليات المسلحة المتفرقة التأثير على الحالة المعنوية للشعب المصري وهو ما لم يحدث وأضاف عبدالحليم أن الهجمات الإرهابية التي تمت خلال اليومين الماضيين جاءت بعد فشل جماعة الإخوان في تظاهراتها أول أمس في عيد النصر وأشار إلى أن الجماعات المسلحة تحولت إلى خلايا نائمة لا تعلم بعضها، موضحا أنها تدار بمركزية من الخارج، وتتلقى الأوامر وتنفذها وهو ما يصعب من مهمة أجهزة الأمن في التوصل للقيادات حال ضبط إحدى الخلايا. وأكد اللواء أحمد عبد الحليم، أن أنفاق التهريب بين مصر وقطاع غزة تعد أحد أسباب تمويل الجماعات المسلحة بالأسلحة والذخيرة، ولابد من إحكام السيطرة الكاملة على هذه الأنفاق لمنع وصول الإمدادات لتلك الجماعات. وقال سعد عبود عضو مجلس الشعب السابق إن أقصى ما تستطيع جماعة الإخوان المسلمين المحظورة فعله هي العمليات الإرهابية في سيناء، بسبب وجود عدد من الإرهابيين هناك والجيش يقوم الآن بعمليات التطهير منهم وتجفيف منابعهم والسيطرة على سيناء بأقصى طاقته، أما فكرة قيامهم بإنشاء جيش منظم مواز للجيش المصري تحت اسم «الجيش المصري الحر» فكرة مستحيل حدوثها، وأضاف عبود: في أيام حكم الدكتور محمد مرسي كانوا ينوون عمل حرس ثوري بهدف أن يكون بديلا للجيش، وهذا المخطط أفشله الشعب المصري، وتابع عبود: هذه أحلام يقظة، فالإخوان يعيشون في أوهام وتخيلات، وهم يعادون الشعب، والمناخ العام في مصر معاد لهم وانتهاؤهم مسألة وقت. وطالب شريف طه المتحدث باسم حزب النور، جميع الأطراف السياسية داخل البلاد إلى تحكيم لغة العقل بعد سقوط العديد من الضحايا في الأحداث الأخيره، معتبرا أن الحلول الأمنية لوحدها لن تستطع حل المشكلة، ووجه طه رسالة لجماعة الإخوان المسلمين أن عجلة الزمان لن تعود للوراء. وقال تقادم الخطيب مسؤول الاتصال السياسي بالجمعية الوطنية للتغيير، إن فكرة قيام الإخوان بإنشاء «جيش مصري حر» على غرار السيناريو السوري سيكون صعبا تحقيقها داخل المجتمع المصري لأن الشعب تركيبته ليست طائفية مثل سوريا فهو نسيج واحد ومتوحد، وأضاف الخطيب: سيناء الآن أصبحت مرتعا للجماعات الجهادية المرتبطة بالإخوان وذات الصلة بحماس وإسرائيل، والسؤال الذي يطرح نفسه هنا ما مصادر تمويل تلك الجماعات؟ وكيف يتم إدخال الأسلحة لها؟، وهذا معناه أن هناك طرفا داخليا يساعدهم على الحصول على تلك الأسلحة وطرفا آخر خارجي يجلبها لهم، وتابع الخطيب: يراد من سيناء أن تكون مثل تورا بورا في أفغانستان ليتم استنزاف قوى الجيش المصري، فالعمليات الإرهابية أصبحت تستهدف الجيش وأفراده بعد الإطاحة بمرسي، وبالتالي نحن أمام معضلة أساسية وهي أنه يبدو أن جماعة الإخوان تستخدم علاقاتها الدولية والإقليمية لعمل ضغط على مصر وإرباك المعادلة السياسية داخل البلاد، كل هذا يوضح أنهم يريدون كسر إرادة الجيش المصري، ونحن ضد هذه المسألة. وكانت أنباء قد ترددت عن لقاء ضم قيادات من جماعة الإخوان بجهاديين سوريين وعراقيين في دولة مجاورة لدراسة إنشاء الجيش المصري الحر على عزار الجيش السورى الحر .. ووصفت مصادر تنتمي للتيار الإسلامي لإحداث حالة من الائتلاف وإظهار أن هناك انقساما داخل الجيش الحر.